بغداد - نصير النقيب: عقد مجلس النوَّاب العراقي أمس الثلاثاء، جلسته الـ13 من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعيَّة الرابعة برئاسة رئيسه أسامة النجيفي وحضور 194 نائبًا رغم تهديدات تنظيم القاعدة باستهدافه وسط تحدي رئيس المجلس النجيفي تهديدات تنظيم القاعدة باستهداف مبنى البرلمان الذي دعا أعضاء مجلس النوَّاب للحضور بعد أقل من ساعة على الكشف عن كتاب سري صادر من جهة أمنيَّة يؤكِّد وجود تهديد باستهداف مبنى البرلمان خلال الأيَّام القليلة المقبلة. وقال مقرر البرلمان محمد الخالدي لـ(الجزيرة) أن النجيفي امتعض لدى سماعه من وسائل الإعلام وجود تهديدات باستهداف مبنى مجلس النوَّاب والحديث عن تأجيل الجلسات ومنح المُوظَّفين عطلة مفتوحة» مؤكِّدًا أن «النجيفي قرَّر عقد جلسة المجلس في موعدها المحدّد، وأضاف الخالدي أن النجيفي أكَّد أن تهديدات القاعدة لا تعني شيئًا وسنستمر بعقد جلسات البرلمان في موعدها المحدًد»، داعيًا «نوَّاب وموظفي البرلمان إلى الحضور والالتزام بموعد الجلسات المحدًد» وأشار الخالدي إلى أن «مبنى مجلس النوَّاب يشهد انتشارًا أمنيًّا كثيفًا في محيطه»، مشددًا أن «قوات الجيش والشرطة مستعدة لحماية البرلمانيين والمُوظَّفين وكان مصدر برلماني مطلع كشف أن رئاسة مجلس النوَّاب قرَّرت تأجيل الجلسة الـ20 من أب الحالي، فيما من منحت غالبية المُوظَّفين عطلة مفتوحة بعد حصولها على معلومات مؤكدة بشأن نية تنظيم القاعدة شن هجمات منسقة تستهدف مبنى البرلمان. من جهتها عدت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن الإجراءات المشدّدة التي اتخذت في المنطقة الخضراء وبناية البرلمان «غير مُبَرّرة وخاطئة وتشيع الخوف في النُّفوس»، داعية القوات الأمنيَّة إلى «الكتمان» في تنفيذ إجراءاتها لتفويت الفرصة على «الإرهابيين»، وفي حين عدّ نائب بائتلاف رئيس الحكومة، أن ما حصل هو «إجراء احترازي» يشكِّل جزءًا من مناورة للتعامل مع الحالات الطارئة، رجح نائب المستقل بالتحالف الوطني، أن يكون الموضوع برمته قائمًا على «أبعاد سياسيَّة» وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، اسكندر وتوت لـ( الجزيرة)، أن «اللجنة لم تطلَّع على أيّ مخطط لمهاجمة المنطقة الخضراء أو مبنى مجلس النوَّاب، كما تدعي القيادات الأمنيَّة»، معتبرًا أن «الإجراءات المشدّدة التي تطبِّقها القوات الأمنيَّة غير مُبَرّرة وخاطئة لأنّها تزرع الخوف في النُّفوس وتشهد العاصمة بغداد إجراءات أمنيَّة غير مسبوقة حيث تنفذ القوات الأمنيَّة عمليات دهم وتفتيش بالمناطق المزدحمة في بغداد على خلفية ورود معلومات تفيد بوجود سيَّارات مفخخة ينوي المسلحون تفجيرها في تلك المناطق. إلى ذلك لقي أربعة مسلحين مصرعهم بانفجار عبوة ناسفة بسَيَّارَة كانوا يستقلونها جنوب غرب كركوك في وقت متأخر من الليلة الماضية. وأفاد مصدر في شرطة المحافظة أمس أن القوات الأمنيَّة طوَّقت مكان الحادث ومنعت المدنيين من الاقتراب منه، بينما نقلت الجثث إلى دائرة الطب العدلي للتعرف على هويّاتهم. كما قتل عراقيان وأصيب آخران بجروح بتفجير عبوة ناسفة داخل سوق لبيع الأغنام في مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين أمس. وأفاد مصدر أمني أن الشرطة طوَّقت مكان الحادث، وفتحت تحقيقًا في ملابساته، ونقلت المصابين إلى المستشفى وجثتي القتيلين إلى الطب العدلي. وتشهد معدلات العنف في العراق منذ مطلع شباط 2013 تصاعدًا مطردًا، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في الأول من حزيران 2013، أن 3442 عراقيًا قتلوا أو أصيبوا، خلال أيار الماضي، بعمليات عنف في مناطق متفرِّقة من البلاد، في حين بيَّنت (يونامي) مطلع تموز الماضي، أن حصيلة أعمال العنف في العراق بلغت خلال حزيران الماضي نحو 2532 شخصًا، وأكَّدت أن العاصمة بغداد كانت «الأكثر تأثرًا» بأعمال العنف.