حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عشرات الآلاف من مؤيديه الذين احتشدوا، السبت 8 أبريل/نيسان، في ساحة كبرى بإسطنبول على التصويت لصالح تعديلات دستورية تهدف إلى توسيع صلاحياته قبل نحو أسبوع من الاستفتاء عليها. وانتقد أردوغان معارضيه، قائلاً إن التصويت بـ"نعم" سيمنح بلاده المزيد من الاستقرار والقوة. وسأل الرئيس التركي الحضور الذين لوّحوا بأعلام بلاده ذات اللون الأحمر التي يتوسطها هلال أبيض: "هل تريدون أن تقولوا (نعم) لتركيا قوية في 16 نيسان/أبريل؟"، في إشارة الى موعد الاستفتاء. وأضاف: "هل تريدون أن تكون تركيا عظيمة؟ هل ستقولون (نعم) للاستقرار؟"، وسط هتافات "نعم" من الحشود. ووصل أردوغان على متن طائرة مروحية إلى حي ينيكابي بمساحته الواسعة المفتوحة والواقع على سواحل بحر مرمرة وسط هتافات مؤيدة له. وفي نفس المكان، حشد أردوغان تجمعاً ضخماً في السابع من آب/أغسطس من أجل الدعوة إلى الوحدة الوطنية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عليه في 15 تموز/يوليو التي اتهم نظامه الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، بتدبيرها. وأشار أردوغان إلى أن أمثال غولن، الذي نفى أي صلة له بتدبير محاولة الانقلاب، وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة إرهابياً، يسعون إلى رؤية كفة "لا" راجحة في نتيجة الاستفتاء. وأضاف أن الداعين إلى التصويت بـ"لا" هم أشخاص يقفون ضد خططه لتطوير تركيا عبر مشاريع بنى تحتية حديثة كالجسور والأنفاق. وتابع بنبرة عالية: "يقولون (لا) للجسور ولتركيا الحديثة". وسيؤدي التعديل في حال تم إقراره إلى إلغاء منصب رئيس الوزراء واستبداله بعدد من مناصب نائب الرئيس، فيما سيسمح للرئيس بتعيين الوزراء. وسيسمح النظام الجديد كذلك للرئيس بالارتباط بحزب ما، وهو ما سيعطي أردوغان الضوء الأخضر لاستعادة علاقته بحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي كان أحد مؤسسيه وساعده على الوصول إلى الحكم عام 2002. ويُصر المدافعون عن التعديل على أنه سيؤدي إلى زيادة فعالية منظومة الحكم في تركيا، حيث ستصبح شبيهة بتلك المطبقة في الولايات المتحدة. إلا أن منتقديه يشيرون إلى أنه يضع جميع سلطات الدولة في يد أردوغان. وقبل نحو أسبوع على موعد الاستفتاء، يرى محللون أن النتائج قد تكون متقاربة جداً، رغم هيمنة كفة "نعم" في الإعلام.