الرياض: شجاع البقمي في خطوة تاريخية جديدة، افتتحت شركة «سابك» السعودية، أمس، مركز أبحاث تقنيا يعد الأحدث على مستوى قارة آسيا، ويقع في مدينة شنغهاي الصينية على مساحة 60 ألف متر مربع، في الوقت الذي تقدر فيه قيمة استثمارات هذا المركز بنحو 100 مليون دولار. وفي هذا السياق، أكد الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أمس؛ أن «سابك» تعتزم تطوير قدراتها الإنتاجية، وزيادة قوتها التنافسية في الأسواق العالمية، من خلال مركز الأبحاث الجديد الذي تم إنشاؤه في شنغهاي الصينية. ولفت الأمير سعود خلال تصريحه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تطور الأسواق والصناعات المختلفة دفع «سابك» إلى إنشاء مركز الأبحاث التقني الجديد أمس، وقال «اختيارنا للصين يأتي لعدة أسباب جوهرية، أهمها أن السوق الصينية تمثل سوقا مهمة لمنتجات شركة (سابك)، وبالتالي الشركة تستهدف القرب من زبائنها في هذه الأسواق، إضافة إلى أن الصين بشكل عامل تشتهر بوجود عديد من مراكز الأبحاث التقنية لمجموعة من الشركات العالمية». إلى ذلك، افتتح الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، أمس، مركز الشركة التقني الذي يعد أحدث مراكز الشركة للبحوث التقنية المتقدمة على مستوى قارة آسيا، والمقام على مساحة 60 ألف متر مربع في مدينة شنغهاي الصينية، باستثمار يقدر بنحو 100 مليون دولار. وأقامت «سابك» حفلا رسميا، أمس، في مبنى المركز الجديد في شنغهاي، الذي يمثل خطوة نوعية جديدة تؤكد أهمية البحث والتطوير، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين المهندس يحيى بن عبد الكريم الزيد، ونائب رئيس مجلس إدارة «سابك» ورئيسها التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي، وعدد من مسؤولي الشركة. وأعرب الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، في كلمته خلال الحفل، عن سعادته بافتتاح المركز، مشيرا إلى أنه يمثل خطوة مهمة تجاه التزام «سابك» نحو الصين، ويمثل كذلك التزاما نحو عملاء الشركة وشركائها في الصين الصديقة. وعدّ رئيس مجلس إدارة «سابك» أن موظفي الشركة أكبر مقدّراتها، وقال «مركز (سابك) التقني في شنغهاي بالصين يقدم دليلا ومثالا رائعا لإنجازات الشركة التي تعد من بين أكبر 5 شركات عالمية في مجال صناعة البتروكيماويات»، مبينا أن موظفي الشركة سيبقون دائما على رأس أولوياتها، وهم المسهم الرئيس في قيادة ابتكارات «سابك» حول العالم. وأبدى الأمير سعود ثقته بأن من يعملون في «سابك» بالسعودية وحول العالم سيسهمون جميعا في الوصول إلى أهداف الشركة الاستراتيجية الممتدة إلى عام 2025، داعيا الجميع إلى العمل من أجل تذليل كل الصعوبات المستقبلية التي تواجه الشركة، مضيفا «افتتاح المركز التقني لـ(سابك) في شنغهاي بالصين يمثل إنجازا تفخر به الشركة»، مقدما الشكر والتقدير لجميع العاملين على ما بذلوه من جهود لتحقيق هذا الإنجاز، ورحب بهم في بيتهم الجديد. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» المهندس محمد الماضي، في كلمته خلال حفل افتتاح المركز، أمس؛ أن الشركة تضع الابتكار والإبداع والشراكة في سلم أولوياتها بوصفها شركة رائدة في ابتكار وتطوير الحلول المادية، الأمر الذي ساعدها على تحقيق فهم أعمق لزبائنها وأعمالهم، لافتا إلى مواصلة الشركة التزامها لزبائنها بوضع الحلول المناسبة عن طريق مراكزها التقنية المنتشرة حول العالم، مما يجعلها الشركة المفضلة في مجال البتروكيماويات. وأضاف المهندس الماضي أن المركز الجديد في شنغهاي سيقود أعمال تطوير الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية المتنقلة ذات التقنية العالية، وقال «سيعمل الخبراء يدا بيد مع مصنعي تلك المنتجات في المنطقة، كما أن العلماء يجرون في هذا المركز عمليات بحث متطورة لتوفير مواد تمثل الجيل المقبل من التقنية لمساعدة زبائن الشركة على الاستجابة للقضايا الأكثر إلحاحا في الصين والمنطقة بشكل عام، في مختلف قطاعات الأعمال، بما في ذلك البناء، والطاقة النظيفة، والأجهزة الكهربائية، والإلكترونيات، والأجهزة الطبية، والنقل»، مشيرا إلى أن مجمل جهود البحث والتطوير التي سيضطلع بها المركز سيتركز على تلبية احتياجات منطقة الصين الكبرى وشمال شرقي آسيا. بدوره، أوضح ارنستو أوشيلو، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار في «سابك»، أن الشركة تعمل على ضم ألمع المواهب التي تمتلكها الصين لرسم جهود الشركة المستقبلية على مستوى البحث والتطوير، مبينا أن المركز يضم مجموعة كبيرة من الكفاءات المتخصصة، ويُعد ذلك مؤشرا على حرص الشركة على أن تكون الشريك التقني المفضل لزبائنها في آسيا، ووجهة العمل المفضلة التي تستقطب أفضل المواهب في تلك المنطقة. يشار إلى أن المهندس محمد بن حمد الماضي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «سابك» والرئيس التنفيذي، كان قد أكد قوة مركز «سابك» المالي، وقال في بيان صحافي سابق «الشركة تواصل تحسين الأداء التشغيلي لمصانعها، وتطبّق أساليب ترشيد تكاليف عملياتها التشغيلية، وبفضل تنوع حقيبة منتجاتها وتنوع أسواقها فإن لدى (سابك) القدرة على تسويق منتجاتها في مختلف أنحاء العالم». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» حينها «على الرغم من الظروف غير الصحية للاقتصاد العالمي، استطاعت الشركة تحسين الأداء ومعدلات التشغيل، مما أسهم في تخفيف آثار التقلبات الاقتصادية التي أثرت على أداء ونتائج قطاع البتروكيماويات». وحول نهج «سابك» في مواجهة الظروف العالمية وما تشهده من تحديات متزايدة، أشار الماضي إلى أن الشركة تواصل ترشيد تكاليف التشغيل «وتقديم منتجات جديدة عبر سلسلة منتجاتنا المبتكرة، بفضل جهود مراكز التقنية والابتكار التابعة لنا حول العالم». وأضاف «(سابك) ليست بصدد تقديم تنبؤات اقتصادية، لكنها ستواصل تصعيد الطاقات الإنتاجية وتحسين العمليات التشغيلية وجودة منتجاتها، واتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على مستوى التنافسية في أعمالها، رغم الظروف الاقتصادية الراهنة، وستستمر الشركة في البحث عن الفرص الاستثمارية المناسبة التي قد تبرز في ظل هذه الأوضاع المتقلبة للاقتصاد العالمي».