×
محافظة المنطقة الشرقية

‫القبض على "مُلحد" تطاول على الذات الإلهية بحفر الباطن

صورة الخبر

فينا - أبوظبي: «الشرق الأوسط» أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أن إيران خفضت بنسبة 75 في المائة من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، مواصلة بذلك احترام التجميد المؤقت لقسم من أنشطتها النووية. ويظهر التقرير الشهري للوكالة، الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، أن طهران تطبق الاتفاق المرحلي المبرم مع القوى الست بشأن برنامجها النووي. وبحسب هذا الاتفاق، فإن إيران كانت تعهدت بـ«تخفيف» نصف مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب حتى منتصف أبريل (نيسان)، والباقي سيجري تحويله بحلول منتصف يوليو (تموز). كما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن بناء إيران لمفاعل نووي يفترض أن يستخدم في تحويل اليورانيوم الضعيف التخصيب سجل تأخيرا، وتؤكد إيران أن ذلك لن يمنع من تحقيق ما يخصها من الاتفاق الذي ينتهي في 20 يوليو (تموز). وكانت إيران أبرمت، في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، مع الدول الست (ألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة) خطة تحرك تمتد لستة أشهر، تنص على تجميد بعض أنشطتها النووية الحساسة، في مقابل رفع بعض العقوبات التي تخنق اقتصادها. وبحسب دبلوماسيين، فإن إيران تحترم حرفيا الاتفاق. من جهتهم، صعّد المتشددون في إيران، أول من أمس، انتقاداتهم للمفاوضات مع القوى العالمية، بخصوص برنامج طهران النووي، لكن المفاوضين دافعوا عن الاتفاق المزمع الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهاء العقوبات الاقتصادية. ووجه المتشددون الإيرانيون، الذين يزعجهم التحول إلى سياسة خارجية أكثر اعتدالا، منذ أن تولى الرئيس حسن روحاني منصبه في أغسطس (آب)، انتقادات متكررة للاتفاق في الشهور الماضية. لكن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي أيد المفاوضات. وفي أحدث هجمات للمعارضين للمفاوضات، جرى تسريب تسجيل صوتي يزعم أنه يتضمن انتقادات يوجهها عباس عراقجي نائب وزير الخارجية لرؤية روحاني بخصوص البرنامج النووي، وفق ما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية. لكن عراقجي هاجم منتقديه، أمس، قائلا إن التسجيل الصوتي «مجتزأ ومشوَّه»، وحثهم على عدم استغلال ما وصفها بـ«حقوق إيران النووية» لأغراض سياسية. وقال عراقجي للوكالة: «لست قلقا. إلى أي مدى سيصل هذا العبث بمصالحنا الوطنية؟!»، ولم تذكر الوكالة أسماء منتقديه المتشددين، لكنها قالت إنهم ينتمون فيما يبدو إلى حزب يميني متطرف. وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إنه لا يخشى المعارضة من المتشددين في بلاده، وإنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق شامل مع القوى العالمية بحلول 20 يوليو (تموز). وأبلغ ظريف «رويترز» في أبوظبي، قبل أن يستقل الطائرة إلى طهران، أن «هناك إرادة سياسية للوصول إلى حل». واستطرد: «الجمهور المحلي سيكون راضيا إذا كان لدينا اتفاق جيد، بالطبع بعض الناس لن يرضوا أبدا، لكن ذلك شيء لا غضاضة فيه، لأننا مجتمع تعددي». وقال بعض المتشددين يوم الثلاثاء إن إيران تجد صعوبة في تسلم مليارات الدولارات من إيرادات النفط، التي أنهي تجميدها بمقتضى الاتفاق المؤقت. لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية نقلت عن ماجد تخت رافانشي، وهو نائب آخر لوزير الخارجية، قوله إن البنك المركزي الإيراني لا يواجه أي مشكلة في الحصول على تلك الأموال. واجتمع مفاوضو البلدان المعنية قبل عشرة أيام في فيينا، في جولة ثالثة من المفاوضات، بهدف تحويل الاتفاق المرحلي، على أقصى تقدير في 20 يوليو (تموز)، إلى اتفاق شامل يضمن دون أدنى شك الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. ومن المتوقع أن تجري الجولة المقبلة من المفاوضات في 13 مايو (أيار) في فيينا. ويأمل المفاوضون أن يبدأوا في هذا التاريخ صياغة اتفاق نهائي شامل، ينهي أكثر من عقد من الخلافات بشأن برنامج إيران النووي.