×
محافظة المنطقة الشرقية

ملتقى «الشبل المسلم» يختتم فعالياته بـ «آلاف الطلاب»

صورة الخبر

بيروت: نذير رضا أكد ناشطون سوريون أمس أن الأحياء المحاصرة في مدينة حمص شهدت تصعيدا كبيرا في اليوم الرابع من المعركة التي بدأتها القوات الحكومية للسيطرة على أحياء حمص القديمة، فيما تضاربت الأنباء حول سيطرة قوات المعارضة على ثكنة هنانو في حلب التي تعد المعقل الرئيس للقوات النظامية في أحياء حلب القديمة. وتواصلت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني في أحياء حمص المحاصرة، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مصدر معارض في حمص لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات تصاعدت بشكل كثيف، مع محاولة القوات النظامية اقتحام الأحياء التي يتمركز فيها مقاتلو المعارضة في حمص القديمة المحاصرة، التي لا تتعدى مساحتها الأربعة كيلومترات. وقال المصدر إن مقاتلي المعارضة «ردوا بقذائف الـ(هاون) على الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، وتقطنها أغلبية علوية في محيط حمص القديمة، بهدف الضغط على قوات النظام»، مشيرا إلى أنها «جاءت ردا على قصف القوات الحكومية أحياء حمص التي يرفض المقاتلون فيها الاستسلام، ويتوعدون قوات النظام بمعركة كبيرة في حال حاولوا الدخول إليها». وذكر المرصد السوري أن قذيفة «هاون» سقطت في حي النزهة الذي تقطنه غالبية علوية. وتتشكل أحياء حمص القديمة من شوارع ضيقة ومبان أثرية مبنية وفق طراز معماري يُعرف بـ«العقد»، وتتيح هذه الشوارع لمقاتلي المعارضة التستّر والاحتماء، مما يصعب دخول القوات النظامية إليها. ويراهن المقاتلون المعارضون على أن قوات النظام لا تستطيع تدميرها بالكامل، وفي حال قصفها بعنف، فإنها ستتعرض لخسائر كبيرة نتيجة القتال في الشوارع الضيقة والمنازل المتلاصقة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن المقاتلين الذين رفضوا الخروج من حمص «هم أبناء المنطقة، ويريدون القتال حتى آخر رمق»، لافتا إلى أن معظم المقاتلين الذي خرجوا بموجب الهدنة في فبراير (شباط) الماضي، «هم من المقاتلين الأجانب». غير أن عوائق كثيرة تحول دون صمودهم، أهمها انقطاع الدعم وطرق الإمداد، والشح في الغذاء. وأكد أن المعارضين «رفضوا التسوية القائمة على السماح لهم بمغادرة المكان نحو مناطق شمال سوريا، مع الاحتفاظ بسلاح فردي». ويحاول مقاتلو المعارضة الاستيلاء على الغذاء من أحياء قريبة من مناطق وجودهم، بعد انقطاع خطوط الدعم من حي الخالدية في الصيف الماضي. وأكد المصدر أن مقاتلي المعارضة «سيطروا على سيارة تقل مواد غذائية بعد معارك مع الشبيحة في حي السائح الواقع في منطقة الحميدية في حمص القديمة»، وهو حي مختلط يسكنه سنة ومسيحيون. وأفاد ناشطون أن دوي انفجار القذائف يُسمع في أرجاء مدينة حمص كافة، مما يشير إلى أن المعركة محتدمة وسط اشتباكات عنيفة. ويقدر عدد المقاتلين المحاصرين في أحياء حمص القديمة بأكثر من ألف مقاتل. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات من الجيش والقوات المسلحة «واصلت تقدمها في أحياء حمص القديمة في إطار سعيها لتخليص المدينة»، مشيرة إلى سيطرة القوات الحكومية على «عدة مبان في أحياء باب هود والحميدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص، ودمرت وكرا لمتزعمي المجموعات الإرهابية بمن فيه ومستودعا للذخيرة». هذا، وأطلق أهالي أحياء حمص المحاصرة عبر ناشطين نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة من أجل الدفع باتجاه تطبيق القرار 2139 القاضي بفك الحصار عن جميع المدن السورية المحاصرة، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية للسكان. وأدان الائتلاف الوطني السوري المعارض «التضييق على المحاصرين في حمص بعد أكثر من 600 يوم على الحصار في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني»، عادّا أنه «خرق واضحا لقرار مجلس الأمن الأخير 2139». وطالب الائتلاف الأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سوريا «لندن 11» بالضغط نحو التطبيق المباشر لكل فقرات قرار مجلس الأمن رقم 2139 فيما يتعلق بحماية المدنيين ورفع الحصار عن الأحياء والمدن المحاصرة. وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري بتعرض مناطق في مدينة الرستن وبلدة الغنطو لقصف من قبل القوات النظامية، في حين قتل مقاتل من الكتائب الإسلامية المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة تلبيسة. ومن المعروف أن تلبيسة والرستن وغنطو، هي مناطق النزاع الباقية في أرياف حمص، وتعد تلبيسة من أهم المدن التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على مناطق شاسعة في أرياف حمص. في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول اقتحام ثكنة هنانو في حلب. وفيما أفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن كتائب تابعة لـ«تجمع كتائب فجر الحرية»، المقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، اقتحمت ثكنة هنانو، نفت مصادر المعارضة في المدينة ذلك، وقالت إن محيط الثكنة يشهد اشتباكات عنيفة في محاولة لتقدم قوات المعارضة للسيطرة على أبرز معاقل القوات الحكومية في مدينة حلب القديمة. وتسعى كتائب المعارضة منذ شهر لإكمال السيطرة على كل مدينة حلب. وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة تسللت إلى محيط الثكنة «عبر حفر عدة أنفاق» وقامت بتفخيخها وتفجيرها عن بعد. وأفاد مصدر عسكري معارض أن الاقتحام جرى من عدة محاور؛ وهي حلب القديمة وباب الحديد وكرم الجبل، وأدى ذلك إلى قتل عدد من عناصر قوات النظام الموجودة في الثكنة وسيطرة الكتائب المعارضة على أجزاء كبيرة منها، فيما لا تزال المعارك مستمرة داخلها. غير أن عضو المجلس الوطني السوري حسان نعناع، نفى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» السيطرة الكاملة على المبنى، مؤكدا أن قوات المعارضة «تقدمت على محور حلب القديمة ، حيث شهدت المنطقة المحيطة بثكنة هنانو معارك عنيفة»، مشيرا إلى «عزم قوات المعارضة على استرجاع سيطرتهم على الثكنة». وأكد أن قوات المعارضة «بدأت بقصف تمهيدي للثكنة قبل محاولة التقدم فيها». وكانت قوات الجيش السوري الحر سيطرت ثكنة هنانو قبل 15 شهرا، لتستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها قبل نحو عام. وتعد هذه النقطة المرتفعة استراتيجية بالنسبة لقوات النظام لأنها تقع على مرتفع يكشف الأحياء القديمة في حلب. ويقول نعناع إن مجموعة من القناصين ورماة المدفعية يتمركزون في الثكنة ويقصفون الجيش الحر والمدنيين في محيطها، مشيرا إلى أنها تكشف مناطق تخضع لسيطرة المعارضة في حلب من الشرق والشمال، كما أنها تكشف مناطق خاضعة لسيطرة النظام من جهة الغرب. وقال إن أهم أحياء المعارضة التي تشرف عليها الثكنة، هي مناطق حلب القديمة وأحياء الشعار وطريق الباب وباب الحديد.