في الوقت الذي تقوم فيه أمانة منطقة الرياض بوضع حدائق عامة تكون متنفسًا لسكانها في أحياء متفرقة بالعاصمة لتخدم المواطنين والمقيمين وأسرهم إلاّ أن هناك من يقوم بتشويه تلك المواقع، سواء عن عمد أو بدون قصد. عدسة «المدينة» رصدت جانبًَا من حديقة وممشى طريق النهضة شرق العاصمة الرياض، الذي تكثر فيه رمي المخلفات التي خلفها المتنزهون، وعدم مبالاتهم بالمنظر العام للمتنزه. وعلى الرغم من وجود حاويات للنفايات في كل زاوية للممشى التي وضعتها أمانة مدينة الرياض إلاّ أنه لا يزال غياب الثقافة والوعي بأهمية مثل هذه المرافق لدى البعض يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، وعلى الذوق العام، واحترام الأماكن العامة وتركها نظيفة كما وجدت نظيفة. بداية قال أحمد الخلف: للأسف عندما نتوجه إلى الحدائق نجد بعض المخلفات التي يتركها أصحابها في مكانهم دون أن يكلف نفسه بوضعها في الأماكن الخاصة بها، وهذا يسبب لروّاد تلك الحدائق الكثير من المشكلات الصحية، وبالرغم من أن هناك لوحات إرشادية وحاويات نفايات في كل مكان إلاّ أن البعض لا يهتم لوجودها، ويترك النفايات في مكانه، وكأن الحديقة وضعت له هو فقط. ويؤكد المواطن حسام الفرج أن هذا السلوك ليس من أخلاق المسلم، مبينًا أن الدين الإسلامي حث على النظافة، وحثنا على إماطة الأذى عن الطريق، وإعطاء الطريق حقه، فكيف بمن يتعمّد رمي النفايات في الطريق العام، وفي مكان يرتاده الناس بشكل كبير؟! فيما يقول المواطن ناصر الحربي إن وجود كم كبير من المهملات يدل دلالة أكيدة على عدم الاهتمام من قبل الزائرين لتلك الحدائق، سواء كان ذلك بنظافة الحديقة نفسها، أو نظافة مرافقها المختلفة من ألعاب أو دورات مياه، وكأن هؤلاء الزائرين يعتمدون كليَّا على عمّال النظافة، وينتظرونهم ليبادروا بأعمالهم مع ساعات الصباح الأولى، فهم حسب رأيهم أنهم أوجدوا من قبل الجهات الرسمية المعنية، وتم تسليمهم مرتباتهم لهذا الغرض، ولم يدرك مثل أصحاب هذا الرأي بأن ديننا الحنيف قد حثنا على النظافة، وأوصانا بها في كل وقت وكل مكان. ويرى الحربي أن الثقافة البيئية وطريقة المحافظة على الحدائق العامة يجب أن تكون راسخة في أذهان الناس، وأن يراعوا أن المكان للجميع ويجب الحفاظ عليه وترك كما كان نظيفًا. من جانبه قال المواطن خالد بن عبدالله الغامدي: يجب أن يكون هناك نشرات توعوية توزع على الزائرين عند دخولهم الحديقة، أو أثناء جلوسهم فيها بحيث تكون على شكل رسائل إرشادية وتوعوية لتذكيرهم بضرورة المحافظة على المكان الذي يجلسون فيه، ويتركونه عند مغادرتهم كما كان نظيفًا، كما يؤكد الغامدي أن على أولياء الأمور دورًا هامًّا بمتابعة أبنائهم خلال جلوسهم معهم في تلك الحدائق، ويوجهونهم لرمي المخلفات في مكانها الصحيح، ويجب تنبيه الأبناء على ضرورة المحافظة على سلامة الأشجار من التقطيع، وسلامة الألعاب الترفيهية الموجودة من العبث والإتلاف الذي نشاهده كثيرًا من الصغار والمراهقين في ظل غياب الرقابة الأسرية، ويشير الغامدي إلى أن من أسباب كثرة النفايات والمهملات هو وجود البائعين والبائعات في بعض الحدائق. فالمفترض أن يكون لهم مكان مخصص في أطراف الحديقة، وأن يكون قريبًا منهم سلال المهملات؛ حتى يتم وضع المتبقي فيها. رأي المجلس البلدي وقال عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض عيسى العيسى إن قضية أن تترك المكان نظيفًا كما وجدته نظيفًا تحتاج إلى جهد كبير بين الأمانات وبين الجهات الإعلامية، وهذه المشكلة تجاوزت الحدائق العامة ووصلت إلى أماكن التنزه في البر، مشيرًا إلى أنه لاحظ من تلك المخالفات ما يندى له الجبين من قيام بترك النفايات في نفس المكان، وعدم وضعها في الأماكن المخصصة لها، ويرى العيسى أن زرع ثقافة وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها لابد أن تزرع، وخاصة في جانب الأطفال. ويضيف إن الواجب أن تكون جزءًا من الجوانب المنهجية في المدارس. وأضاف: لابد أن يكون هناك رادع لمثل تلك التصرفات، وعقوبات مالية على كلّ مَن يقوم برمي المخلّفات في الأماكن العامة، وكذلك الكتابات على المرافق العامة وتشويهها، مستغربًا أنه في بعض الحدائق تجد دورات المياه فيها متلفة اتلافًا كاملاً من قِبل ضعاف النفوس. مشيرًا إلى أن على الأمانات أن تكلف الشركات المسؤولة عن الحدائق العامة أن توزع برشورات توعويه على روّاد الحدائق، وكذلك توزيع أكياس النفايات في كل مكان، وأنه لابد من وجود تضافر بين الأمانة، وبين وزارة التربية والتعليم، وتوفير الحس لدى أبنائنا الطلاب ليحافظوا على نظافة الأماكن العامة التي يرتادونها. المزيد من الصور :