×
محافظة المدينة المنورة

إقلاع طائرة مصر للطيران بعد تحسن الأحوال الجوية ببرج العرب

صورة الخبر

لم يمر نصف ساعة على انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس الأمن التي دعت إليها روسيا لبحث مشروع قرار روسي يطالب بالتحقيق في حادثة استخدام أسلحة كيميائية في خان الشيخ في سوريا، حتى تواردت الأنباء عن قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات صاروخية لمطار الشعيرات العسكري في إدلب بسوريا. ثمة إجماع لدى المراقبين الروس على اعتبار أن ما حصل كان ضربة معنوية وسياسية مؤلمة للكرملين. الكاتب الروسي المعروف ورئيس تحرير صحيفة «زافترا» الكسندر بروخانوف، اعتبر أن استهداف القاعدة الجوية السورية أطاح بالدرجة الأولى بأوهام بعض النخب في القيادة الروسية تجاه دونالد ترامب ممن سعدوا لانتخابه رئيساً، وروجوا لدى الرأي العام الروسي بأنه سينقذ العلاقات بين البلدين من العودة إلى أجواء الحرب الباردة، بل وأدخلت في عقول البعض أنه رجل الكرملين في واشنطن. وقال إن ما حصل في سوريا يشكل عاراً على المؤسسات الدعائية الروسية ومتنفذين آخرين في الدولة، وضعوا توقعات وتصورات مغلوطة حول الإدارة الأميركية الجديدة وروجوا لها. وأضاف أن توقيت الضربة الأميركية عشية اللقاء بين الرئيسين الأميركي والصيني هو اختبار لردة فعل الصين كذلك. وحذر من أنه في حال لم تقم روسيا بالرد سياسياً أو عسكرياً على الاستفزاز الأميركي فإن ذلك سيكون مقدمة لتوجيه ضربة لاحقة إلى كوريا الشمالية التي يهدد الأميركيون بالقيام بها منذ زمن بعيد . وشدد على ضرورة أن يتخلص بعض الكتاب والمسؤولين الروس من أوهام وأحلام الصداقة مع واشنطن، التي يروج لها الليبراليون وأصحاب التوجه الغربي في روسيا. ضربة هزيلة بدوره، رأى المعلق السياسي ألكسندر ماروزوف أن الضربة الأميركية لسوريا هزيلة بكل المعايير وأن موسكو لن تسمح بتنحية بشار الأسد لأنه بالنسبة لها ضمانة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط. وتابع أن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات العسكرية لن تؤدي إلى إحداث خلل ملموس في موازين القوى القائم بين الجيش النظامي السوري والجماعات المسلحة، وأن ما قامت به واشنطن سيؤدي فقط إلى رفع وتيرة الضربات الروسية للمسلحين، وتسريع القضاء عليهم. ولفت إلى أن ترامب يتعرض لضغوطات كبيرة من قبل صقور الجمهوريين، لا سيما من النائبين جون ماكين وليندسي غريم، اللذين يصران على المواجهة مع روسيا عبر استفزازها من خلال عمل ما ضد سوريا، بعد ست سنوات لم تتمكن خلالها واشنطن من زحزحة الأسد من مكانه. بل وأدخل موسكو على حلبة المواجهة العسكرية المباشرة مع المعارضة المسلحة ورفع إمكانية حصول اشتباك روسي- أميركي مباشر في الميدان السوري. وأعرب عن اعتقاده بأن الضربة لا تعدو كونها أسلوباً في الحرب النفسية والدعائية لرفع معنويات الجماعات المسلحة بعد الضربة القاسية التي تلقتها في حلب، مستبعداً أن يتكرر سيناريو العام 2013 عندما كادت الولايات المتحدة أن تعلن حرباً مباشرة على سوريا بسبب اتهامات مشابهة باستخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وذكر بأن قواعد الاشتباك تبدلت مع دخول القوات الروسية بشكل مباشر في الميدان السوري، وتراجع الإدارة الأميركية عن موقفها باستثناء الأسد من أية تسوية في سوريا، ما يضعف بشكل كبير جداً احتمال تكرار السيناريو العراقي في سوريا. وجاءت ردود الفعل الروسية متشائمة تجاه مستقبل العلاقات مع واشنطن بعد شهور من الترويج لعهد جديد يسوده التفاهم بين أكبر قوتين في العالم.