مصطفى عبد العظيم (دبي) منذ انطلاقة الأعمال في مجمع دبي للاستثمار قبل ما يقارب 22 عاماً كان هدف الشركة تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال المشاركة في بناء اقتصاد نامٍ وعادل ومجتمع مستقر، والمساهمة في تأسيس منظومة اجتماعية تنعم بالأمن والاستقرار المالي والوظيفي فجاء هذا الهدف سبباً في النجاح. وتثبت تجربة مجمع دبي للاستثمار كواحدة من التجارب الناجحة في مجالات استثمارية متعددة، أن النجاح لا يعني استمرار وجود الشركات والمؤسسات وأدائها لعملها بالطرق التقليدية، بل يعني ضرورة التطور والارتقاء والتوسع، لتواكب حركة الأسواق وحاجة الدولة لبناء اقتصاد كلي متكامل يشمل عناصر العملية الإنتاجية كافة، وفي مقدمتها البنية التحتية والعقارات والتصنيع والشراكة المالية مع البنوك والمؤسسات المحلية والدولية. ولا نجافي الحقيقة، إذا قلنا إن أحد أهم عوامل نجاح «دبي للاستثمار» هو التناغم والانسجام الذي حققته الشركة ما بين المصلحة العامة التي عبرت عنها رؤية الدولة وهيئاتها الرسمية، وبين السياسات والممارسات الخاصة بالشركة، والتي من خلالها تجنبت أي تعارض بين المصلحتين والتوجهين. عند استعراض مسيرة دبي للاستثمار، لا يمكن الفصل بين النهضة الاقتصادية والاجتماعية العامة للدولة وبين نهضة الشركات والمؤسسات والهيئات التي تمثل سياسة هذه الدولة وتترجمها إلى سلوك يومي في كل المجالات، وإن كان لمسيرة دبي للاستثمار خصوصيتها التي ميزتها عن الكثير من شركات القطاع الخاص والعام، لكن تبقى هذه الميزات في إطار وعيها لجوهر وأهمية التنمية كونها مشروع حضاري متعدد الأبعاد والمجالات، يتحقق من خلال عملية تحول جذرية تمس البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة، وتشكل تواصلاً مع القيم والثقافة الوطنية الأصيلة وترجمة مبدعةً لهذه القيم. بهذه الرؤية، انطلقت مسيرة هذا الصرح، واستطاع أن يحقق التفوق في المجالات التي دخلها، من قطاع الاستثمار العقاري إلى القطاع الصناعي والزراعي إلى القطاع المالي، ومثلها مثل بقية الشركات مرت دبي للاستثمار بما مرت به الدولة من تقلبات اقتصادية متعددة عالمية المنشأ والتأثير، كان من أهمها الأزمة المالية العالمية سنة 2008. لكنها استطاعت عبور هذه الأزمة بأقل الخسائر، تماماً كما عبرتها دولة الإمارات بتفوق وسرعة فاقت كل التوقعات. ... المزيد