×
محافظة مكة المكرمة

إصابة 10 اشخاص بينهم أطفال في حادث تصادم سيارتين بالطائف

صورة الخبر

يبدو أن تحديد الفساد أمر في غاية الصعوبة، وليس كما نظن. فزملاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم بسبب موقف كل واحد منهم من الفساد، فهذه حال القوى السياسية بشكل عام.كلكم تابعتم السجال الدائر بين الحربش والعدساني حول موقف الحكومة، وموقف الحربش ذاته من رفع الحصانة عنه وعن زميله المرداس. الخلاف الحاصل بينهم جاء على خلفية وقوف الحكومة لجانب الحربش والمرداس بعدم رفع الحصانة مما أغاظ العدساني.لا يهم الآن ما هي القضية، وهل رفع الحصانة أمر مستحق أم لا، لكن أردت من هذه المواقف المتضاربة بين حلفاء الأمس وأعداء اليوم، توضيح أن المشكلة في العمل السياسي تكمن في تحديد الهدف. فالموقف الحاصل بين العدساني و«حدس» ليس الأول، فهناك أمثلة كثيرة أخرى على التحالفات ومن ثم الافتراق والهجوم المتبادل، فهذا ما حصل بين الإسلاميين أنفسهم كالسلفية العلمية والتيار السلفي، وبين التكتل الشعبي على إثر أزمة التأبين، وحاليا بين المعارضة الحالية بقيادة الحربش و«حشد» بقيادة السعدون. إذاً الانقسامات مشكلة ومطب سياسي يقع فيه السياسيون بشكل دائم.لكن لماذا يحصل هذا الأمر؟ يقول فلاسفة الشر، إن الفساد أو الشر أمر نسبي، فما تعده أنت شراً قد لا يكون بالضرورة هو كذلك بالنسبة للطرف الآخر. فمثلاً إن كان يعتبر العدساني عدم رفع الحصانة شراً، تعتبره الحكومة بحسب الاتفاق المُبرم مع «حدس» عكس ذلك، وأن الشر يكمن في رفع الحصانة.ما أريده من هذا الكلام أن مشكلة السياسيين أنهم يجرون ليل نهار لتعريف الفساد والشر، لكنهم غير معنيين بتحديد الخير والحق. فاللعب حول الفساد وتعريفه بأنه هناك وليس عندي أفضل وأسهل طريق للبراغماتية السياسية. لا أحد يجرؤ على القول بأني مع الحق، في حين سهل جداً الادعاء بأنه ليس مع الفساد. فهذا ما جرى بين الحركات السلفية السياسية وبين مجموعة الـ26، وهو عين السبب وراء التكتل الشعبي وتفكك التكتل الوطني وغيرهم لأنهم يتضاربون ويختلفون في تحديد الفساد والشر. نذكر الجميع بقول القرآن «الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات...». فالملاحظ أن النور في الآية جاء بصيغة المفرد مقابل الظلمات!hasabba@