--> --> أدلى الناخبون في الجزائر، أمس، بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد للبلاد من بين ستة مرشحين، هم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس، ورئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ورئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، ورئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، فيما يتجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مهندس المصالحة الوطنية إلى ولاية رابعة . وبث التلفزيون الجزائري، أمس، مباشرة صور الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، وهو على كرسي متحرك أثناء تصويته في الانتخابات الرئاسية التي يبقى الأوفر حظاً للفوز بها رغم متاعبه الصحية. وظهر بوتفليقة على الكرسي المتحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين، ويرافقه عدد من أفراد عائلته، هم أخوه ناصر مع ابنه، وأخوه الأصغر السعيد مستشاره الشخصي في رئاسة الجمهورية. وحيا بوتفليقة المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى، بعدما وضع الظرف في الصندوق، وبصم بأصبع يده اليسرى في سجل المقترعين. وتجري انتخابات الرئاسة هذه المرة وسط احتقان غير مسبوق، خاصة في ظل دعوات المعارضة لمقاطعتها والتراشق اللفظي بين الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة ومنافسه القوي علي بن فليس، والمخاوف من انزلاق البلاد نحو العنف مجددا. واستنفرت الاجهزة الامنية قواتها وقررت تجنيد اكثر من 200 الف فرد منهم 186 الف من عناصر الشرطة. ويعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي رشحه حزب جبهة التحرير لولاية رابعة في الانتخابات مهندس المصالحة الوطنية التي وضعت حدا لحرب اهلية اسفرت عن 200 الف قتيل على الاقل. وبوتفليقة الذي ناهز عمره 76 سنة من اكثر الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا وانه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999. ومنذ دخوله المستشفى العسكري في باريس اول مرة في 2005 للعلاج من قرحة في المعدة، اصبح اختفاؤه يثير التساؤلات ويتسبب في انتشار شائعات حول وفاته كما حدث عند نقله للعلاج في المرة الاخيرة في ابريل 2013 بسبب جلطة دماغية ابعدته عن الجزائر ثلاثة اشهر. وعاد الى الجزائر على كرسي متحرك ليخضع لفترة نقاهة لم يخرج منها الى اليوم رغم ظهوره على التلفزيون من حين لآخر لاستقبال بعض زائريه. لكن ظهوره الأبرز كان في 29 سبتمبر عندما ترأس أول اجتماع لمجلس الوزراء خلال سنة 2013. وحطم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد بأكثر من 14 سنة، بينما كان الرئيس هواري بومدين قضى 13 سنة في رئاسة وصل اليها بانقلاب عسكري، وما كان ليتركها لو لم يغيبه الموت (1965-1978). وغداة الاستقلال في 5 تموز/يوليو 1962 تقلد بوتفليقة منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في اول حكومة للرئيس أحمد بن بلة (1962-1965). ولم يمنعه سنه الصغير (26 سنة) من أن يصبح وزيراً للخارجية، خلفاً لمحمد خميستي الذي اغتيل امام المجلس الوطني (البرلمان) في 11 نيسان/ابريل 1963، وبقي في هذا المنصب 16 سنة الى ما بعد وفاة هواري بومدين. وصل بوتفليقة الى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90,24% من الاصوات، ثم اعيد انتخابه في 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري يلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين. وبادر بوتفليقة منذ ولايته الاولى الى اعادة السلم الى بلاده التي انهكتها حرب أهلية كما وصفها في التسعينيات وأسفرت عن حوالى 200 ألف قتيل، حسب مصادر رسمية. وفي 1999 قدم الرئيس الجزائري قانون الوئام المدني للاستفتاء الشعبي ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في 2005 وهو ما سمح بإطلاق سراح آلاف الإسلاميين من السجون، وإلقاء السلاح بالنسبة لآلاف آخرين والعودة إلى الحياة الطبيعية مقابل العفو عنهم وعدم متابعتهم أمام القضاء. وواجه بوتفليقة خلال حكمه عدة أزمات سياسية خرج منها بسلام بفضل توافر أموال النفط، وحنكته الدبلوماسية. ففي 2001 ثارت منطقة القبائل المعروفة بعدائها للسلطة. وبعد عشر سنوات اندلعت احتجاجات ضد غلاء المعيشة، تبعتها مطالب بتغيير النظام. والتحق الرئيس الجزائري بجيش التحرير الوطني في 1956 لمحاربة الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال في 1962 تقلد حقيبة وزارة الشباب لفترة وجيزة خلال حكم الرئيس أحمد بن بلة ثم عين وزيراً للخارجية من 1963 إلى 1979.