ما إن تم تنفيذ الضربة الأمريكية ضد قاعدة "الشعيرات" العسكرية السورية، فجر الجمعة (7 أبريل 2017)، حتى بادرت روسيا على الفور بتعليق "اتفاق السلامة الجوية" مع الولايات المتحدة الأمريكية.<br/>ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل شهور، إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سوريا، وعدم استهداف مواقع تابعة أو محسوبة على التحالفين التابعين لموسكو وواشنطن في الداخل السوري.<br/>وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم، إن "موسكو تعلق التفاهم مع الولايات المتحدة المتعلق بمنع وقوع حوادث، وسلامة الطائرات خلال العمليات".<br/>وقالت الخارجية الروسية: "من الواضح أن الضربات الأمريكية أعدت قبل الهجوم الكيمياوي المزعوم في إدلب.. الجيش السوري لا يملك أسلحة كيمياوية".<br/>وقال قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، الجمعة، إن التحالف الروسي مع الولايات المتحدة بشأن سوريا بات محل شك بعد الضربات الأمريكية في سوريا.<br/>واتفاق السلامة الجوية، خطوة تستهدف في الأساس الحد من أخطار الطيران الجوي عسكريا. أما في المجال المدني، فتتكفل المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) بوضع القوانين والتشريعات الخاصة به، ما يعني أن تعليق هذا الاتفاق سيزيد مخاطر الاحتكاك بين الجانبين جوا، واستهداف الأطراف المحسوبة على كل منهما، ما يرفع من مستوى التوتر في الساحة السورية.<br/>وفي أكتوبر الماضي، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما (عبر مسؤولين عسكريين)، التفاوض مع روسيا من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن سلامة الطلعات الجوية فوق سوريا، واستهدفت المحادثات تجنب أي احتكاكات محتملة بين طائرات الطرفين في الأجواء السورية.<br/>وجرت معظم المحادثات بين الطرفين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "فيديو كونفرانس"، وأحرزت تقدما كبيرا في التقريب بين وجهتي نظر البلدين، بخصوص البنود المحورية من نص الوثيقة محل النقاش، بعدما ثار قلق من إمكانية وقوع صدام عارض "غير مقصود" بين البلدين اللذين يشنان حملتين جويتين منفصلتين في سوريا.<br/>وقال مسؤولون بالبنتاجون إنه كان عليهم أن ينفذوا مناورة واحدة على الأقل للتدريب على "الفصل لدواعي السلامة"؛ لتجنب اقتراب أي طائرة أمريكية أكثر من اللازم من أي طائرة روسية فوق سوريا. ويأتي هذا بعدما عبرت أمريكا وحلف شمال الأطلسي "ناتو" عن انزعاجهما من "انتهاكات الطيران الروسي" للمجال الجوي التركي، قبل المصالحة التي تمت بين البلدين.<br/>وظلت الضربات الجوية الروسية في سوريا تواجه انتقادات حادة من جانب أمريكا ودول أوروبية، التي قالت إن هذه الضربات تستهدف بشكل رئيسي مواقع للمعارضة المسلحة الساعية إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.<br/>وتحدثت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن حالات اقتربت فيها الطائرات الروسية على بعد أميال من طائرات أمريكية بدون طيار وطائرات أمريكية مقاتلة أخرى.<br/>وتدعم روسيا والولايات المتحدة أطرافا متصارعة في الحرب مع دعم موسكو للرئيس بشار الأسد ودعم واشنطن لبعض جماعات المعارضة المسلحة.<br/>