دور لبنان وموقعه في خريطة «حزام واحد، طريق واحد» كان مضمون مؤتمر إطلاق مشروع «حزام واحد في لبنان: مؤتمر طريق الحرير»، الذي نظمه رئيس مجموعة «فرنسبنك» عدنان القصار ونائبه عادل القصار برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري في «مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي». وهو يهدف أيضاً إلى تعزيز مكانة لبنان كنقطة انطلاق الصين نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأعمال والتجارة والتمويل والبنية التحتية والثقافة والسياحة. واعتبر الحريري أن «أسلافنا رسموا طريق الحرير لإدراكهم أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، التي تضاعفت لدفع النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة». وإذ أكد أن الصين «كانت دائماً مصدّراً رئيساً للبنان»، رأى أن «الأمر ليس ذاته بالنسبة إلى صادراتنا إليها، ما يدعو إلى جهود خاصة مشتركة من القطاعين الخاص والعام في بلدينا»، مؤكداً أن «اليوم هو بداية جيدة لذلك». وقال الحريري: «اعتمدت حكومتي مقاربة جديدة للتعامل مع التحدي المتمثل في استضافة أكثر من 1.5 مليون نازح سوري، وأعرف أن النكتة الصينية تقول إن مليوناً ونصف المليون يمكنهم النزول في فندق في الصين، لكن لكي أعبّر عن حجم المسألة فهي تشبه كما لو أن 500 مليون لاجئ أتوا إلى الصين بين ليلة وضحاها». وأوضح أن «بنيتنا التحتية وخدماتنا العامة هي ببساطة ليست مصممة لهذا التدفق الضخم من المستخدمين». ودعا إلى الاستثمار في كليهما، «فيستفيد بهذه الطريقة المضيفون اللبنانيون والنازحون السوريون». وشدد على أن ذلك «سيحسّن من خدماتنا العامة وبنيتنا التحتية، ويسمح لاقتصادنا بالانطلاق لتعويض الانخفاض الحاد في النمو واليد العاملة الذي شعرنا به منذ بدء الأزمة». وأكد أن الحكومة الصينية والشركات الخاصة «ستفهم مدى أهمية ذلك خصوصاً أن الاستثمار في لبنان اليوم، يعني الاستعداد لإعادة الإعمار الضخمة في سورية، لدى التوصل إلى الحل السياسي الذي نطمح إليه عاجلاً أم آجلاً». وشدد على أن «الأمن والاستقرار في بلدنا هما الأولوية القصوى لحكومتي اليوم». وأكد القصار «مدى أهمية هذا المؤتمر في تعزيز دور لبنان الاستراتيجي ووضعه على خريطة استراتيجية «حزام واحد وطريق واحد»، التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ». وقال «إننا كمجموعة «فرنسبنك» والمصرف العربي الأول الذي يضم مكتباً للصين مكرساً لخدمة الأعمال والتجارة والثقافة والسياحة معها، يسرنا استضافة غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية وتنظيم هذا المؤتمر». ودعا المستثمرين الصينيين ورجال الأعمال إلى لبنان «للاستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي نظراً إلى الدور المرتقب من الصين في مساهمتها في إعادة إعمار سورية والعراق». ورأى أن «الشركات الصينية ستستفيد من الشراكات والمشاريع التي ستعقد مع الشركات اللبنانية». وتخلل المؤتمر تكريم القصار كرئيس فخري لـ «غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية»، التي أنشئت لتعزيز التعاون التجاري والثقافي بين دول طريق الحرير، بدعم من المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية وغرفة التجارة الدولية. وأكد رئيس «غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية» لو جيان تشونغ، أهمية لبنان الاستراتيجية والمتزايدة في بناء طريق الحرير الجديد. وشهد المؤتمر توقيع اتفاقات تعاون وأربع جلسات حوار.