×
محافظة المنطقة الشرقية

مواطنو الارطاوية يتذمرون من انقطاع الكهرباء والشركة ترد..لا نعلم السبب

صورة الخبر

لوس أنجليس (ولاية كاليفورنيا): عبد الرحمن البيطار «السكر يغزو أميركا». هذا ما نقلته الصحف الأميركية عن جولة المغني الإيطالي السوبر ستار زوكيرو، التي بدأت في غرب الولايات المتحدة، هذا الشهر، وتشمل ما يفوق 22 مدينة أميركية، بما فيها سان فرانسيسكو ولوس أنجليس وسان دييغو ولاس فيغاس وهيوستون بتكساس ونيو أورليانز وأتلانتا وميامي وشيكاغو وبوسطن ونيويورك في 23 أبريل (نيسان)، في الملعب الرياضي الكبير ماديسون سكوير غاردن، بالمشاركة مع المغني البريطاني المعروف ستينغ. في العام الماضي، غزا زوكيرو القارة الأوروبية من أمستردام الهولندية إلى زيوريخ السويسرية، وأقام فيها الحفلات الغنائية، ثم أنهى العام في كوبا، وكان أول مغنٍّ إيطالي يؤدي أغنية «غوانتا لا ميرا» الكوبية المشهورة منذ سنة 1929، وتعني المرأة من غوانتانامو التي سجلها أغلب المغنين في العالم، ما عدا فناني إيطاليا. رأينا زوكيرو بابتسامته الطفولية وقبعة لعبة البيسبول الأميركية ومعطفه ذي الأزرار الذهبية، وكأنه مستعار من زي سلاح البحرية في مسرح نادي نوكيا بلوس أنجليس، وهو مسرح فخم وحديث للغاية ومقاعده الوثيرة تزيد من سرور المتفرج وإعجابه بالموسيقى الصاخبة، وصاحب زوكيرو ثلاثة من عازفي الغيتار الإلكتروني ومختص بالطبول وآلات الإيقاع وعازف البيانو الكهربائي والسنتيسايزر، وكان يغني بالإيطالية والإنجليزية والإسبانية. ومن الحضور كانت ابنة رائد موسيقى الروك ألفيس بريسلي، بريسيلا، والممثلة الألمانية نستازيا كينسكي، والعديد من أبناء الجالية الإيطالية والمكسيكية في كاليفورنيا. غنى «السكر» العديد من أغانيه المعروفة في إيطاليا وأوروبا، ومنها الأغنية الأولى التي شهرته وهي «قليل من السكر» و«الشيطان في داخلي يقول لي» و«شوغا بيك» (أي المنقار الذي يحدث الضجيج باللغة الإيطالية العامية) و«من دون امرأة» و«اسودت الدنيا في عيني»، وأغنية ألّفها منذ ستة أعوام يتلاعب فيها بالسجع على الطريقة الإيطالية حين يعلن: «قال (الفيلسوف) نيتشه (ويقصد: لا يهمني ما يقوله نيتشه.. لأنني لا أومن بالسوبرمان إنما أعرف أن اليدين والرجلين موجودتان)». الأغنية العاطفية الهادئة التي نالت إعجاب الجمهور كانت أغنية إيطالية ذات نغم جميل مطعم بلحن عربي، وهي «أنت هبة من السماء» لكوزي شيليسته بالإيطالية، اشتهرت منذ أن غناها زوكيرو بالإيطالية في قاعة ألبرت هول الملكية في لندن منذ أعوام، بمصاحبة الشاب مامي. يقول زوكيرو في الأغنية: تأتي شمس جديدة في المساء لتنعش روحي فأبكي وأتحسر على حبيبتي السماوية ثم أضحك وألعن وتحرقني النار في الأحشاء لكنها فتاتي وحبيبتي وكان الشاب مامي يرد عليه في حفلة لندن بالعربية والعامية الجزائرية: قلبي يبغاك انتي يا قلبي حبك انتي يا ما كان حب وراك (أي بعدك) وهادي هي الدنيا واللي نبغيه (نريده) ما يبغيني آه.. آه اكتفى زوكيرو بالجزء الإيطالي في حفلة لوس أنجليس، لكنه بدا وكأنه في عشه الطبيعي المتوسطي، مع اللحن العربي يذكر الموهبة الفذة للفنان الجزائري. صوت زوكيرو مميز ومن نوع خاص، فهو أجش وعذب حلو بآن واحد، كما وصفه زميله المغني الآيرلندي المعروف «بونو» أحد المغنين الذين رافقوه في إحدى أغانيه «إنه السنديان المعتق». يعرف زوكيرو خلال تجربته الفنية مدى صعوبة دخول أي مغنٍّ أوروبي إلى السوق الأميركية، وبعد قضائه عدة سنوات في ولاية كاليفورنيا نجح في إتقان الإنجليزية إلى حد بعيد، وتمكن من الغناء بها، وعلى الخصوص حين يمزج أغانيه بموسيقى الروك وأغاني «السول» والجاز، وقد رافقه قديما في العزف على البوق العازف المرموق مايلز ديفيس. ويمتاز زوكيرو بروحه العالمية ورغبته في مزج الأساليب الموسيقية المختلفة، وكان أول مغن للروك الإيطالي يؤدي حفلة موسيقية في قصر الكرملين بموسكو عام 1990، فهو يحب الموسيقى الكلاسيكية وأوبرات بوتشيني وفيردي، كما يحب موسيقى البلوز الأميركية لذا رافقه في الغناء المغني البريطاني الذائع الصيت اريك كلابتون، وكان الانسجام بينهما كاملا لكن جذوره في الريف الإيطالي تبدو واضحة في أعماله، فهو مغرم بالتعبير عن مشاعره وعواطفه، وكأنه ما زال يقطن في قريته الصغيرة بمقاطعة ريجيو ايميليا، شمال إيطاليا. تستمر رحلة زوكيرو الفنية أربعة عقود، وبدأ اسمه في الظهور وهو شاب يافع في منتجع فورته دي مارمي الأرستقراطي على ضفاف البحر الأبيض المتوسط بوسط إيطاليا، إذ وصفه المغني الأميركي الأعمى المشهور ري تشارلز في إحدى جولاته بقوله: «هذا شاب موهوب، وصوته رائع، ومن أحسن من يؤلف ويغني موسيقى البلوز الذين عملت معهم». في عام 1984 سافر زوكيرو إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتعاون مع المنتج الإيطالي كورادو روستيشي، الذي أصدر له ألبوما مع فرقة راندي جاكسون الموسيقية، وفيه أغنية «امرأة» (دونا بالإيطالية) التي ضربت نجاحا فائقا في إيطاليا عام 1985، والتي سمعناها في حفلة لوس أنجليس، وبرز زوكيرو في أميركا بمشاركته في حفلات كبار الفنانين، أمثال بول يونغ وجو كروكر وري تشارلز وديدي بريدجواتر، وتابع زوكيرو مشواره في التسعينات بالغناء مع ستينغ وبافاروتي وبوتشيللي، فاكتسحت أغانيه أوروبا وأميركا اللاتينية، وأصدر له روستيشي ألبوما جديدا في مطلع القرن الحالي بيعت منه مليونا نسخة خلال عشرة أشهر، فأقام بعدها أول حفلة له في قاعة كارنيغي العريقة بنيويورك. نجحت خطة زوكيرو للتوسع في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا ودول البحر المتوسط، وأصبح من كبار المشاهير. يصفه زميله ستينغ بقوله: «إنه الصوت الإيطالي الذي يمثل العالم أجمع، وهو بالفعل أحسن منتج إيطالي للتصدير». وكيف لا وقد وصلت مبيعات أسطواناته إلى 40 مليون نسخة حتى الآن.