السلام بين الفلسطينين وإسرائيل أولوية قصوى طغى الملف الفلسطيني على المحادثات التي أجراها العاهل الأردني عبدالله الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن: حيث أشاد الملك عبد الله بشجاعة وتفاني الرئيس الأميركي ومساعيه الرامية إلى حل سلمي بين إسرائيل والفلسطينيين. العاهل الأردني أشار في مؤتمر صحفي مع ترامب إلى ضرورة إلتزام الإدارة الأميركية بتعزيز السلام في المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات التي يواجهها الاسرائيليون والفلسطينيون. الملك الأردني اعتبر بأنّ الرئيس ترامب يفهم النقاط الملتبسة وتحديات النزاع الذي يهدد السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأنّ مهمة الأردن تقضي بتسهيل المناخ بين الطرفين للمضي قدما في عملية السلام، وفي ضوء دعم الولايات المتحدة لتخطي جميع العقبات بين الدولة العبرية من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى. هذا الحرص الأردني على إبراز القضية الفلسطينية خلال زيارة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن يعكس التنسيق الكبير والتشاور المستمر بين القيادتين الفلسطينية والأردنية، لتعزيز السلام خاصة وان الجانب الفلسطيني يعتبر أنّ الأردن أكبر دولة عربية لديها القدرة على حمل القضية الفلسطينية العادلة. واشنطن تفكر بإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية الادارة الأميركية الجديدة سبق وان اكدت بأنها تفكر جديا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو ما أكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش افتتاح القمة العربية في منطقة السويمة على شاطىء البحر الميت غرب عمان مع جايسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط جايسون غرينبلات. وأشار عباس إلى أن الحوار متواصل مع الإدارة الأميركية. ولفت عباس أنذاك إلى أن قرارات القمة العربية ستنعكس إيجابيا على لقاءات القادة العرب مع ترامب. القمة العربية وتعزيز السلام خلال القمة العربية الخيرة في الأردن، أعلن القادة العرب عن استعدادهم لتطبيع تاريخي مع إسرائيل إذا هي انسحبت من الأراضي العربية التي تحتلها منذ العام سبعة وستين من القرن الماضي. وجاء في بيان الجامعة، الذي قرأه الأمين العام، أن الدول العربية تدعم مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لإنهاء النزاع بينهما، في حال ضمان إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. العاهل الأردني عبد الله الثاني أكد في افتتاح القمة على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية، مشددا على أنه لن يتحقق سلام في الشرق الأوسط دون ذلك وأن إسرائيل تدمر فرص السلام بالمنطقة بالتسريع في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي هذا السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الدولة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لحل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هل هناك تعديل لمبادرة السلام العربية وحول ما تردد عن إمكانية اجراء تعديل على مبادرة السلام العربية تمّ التأكيد على أنه لا توجد نوايا لتعديل أى بند من بنود مبادرة السلام العربية، وأنّ هذا الأمر مرفوض فلسطينيا وعربيا، ولا يمكن أن تقبل الدول العربية بالرؤية الإسرائيلية وإملاء الشروط الإسرائيلية على الموقف العربي، خاصة وأن المبادرة العربية التي جاءت فى العام ألفين واثنين هي مبادرة أسست لموقف عربي واضح، وتم الالتزام بمثل هذا الموقف حتى اللحظة. وهناك بند واضح فى مشاريع القرارات التى تم اعتمادها، وهو الاستمرار فى الالتزام بمبادرة السلام العربية كما جاءت نصاً في العام ألفين واثنين، دون تغيير أو تعديل. البند الفلسطيني الأول على الأجندة الاجتماع يحمل أربع قرارات، الأول له علاقة بتطورات القضية الفلسطينية وتفاصيلها، وهو قرار دقيق وشامل يغطي كافة التطورات الجارية، والبند الثاني يتعلق بالقدس، وقد تمّ وضع مدينة القدس في اطار قرار منفصل، لمنح أهمية خاصة للمدينة المقدسة، وإرسال رسالة واضحة للإسرائيليين بأهمية القدس ورمزيتها وخصوصيتها الفلسطينية والعربية. البند الثالث مرتبط بالقضايا المركزية الأساسية كالاستيطان والأسرى والاعتقالات والاغتيالات وحصار غزة، وهى البنود التي يوليها الطرف الفلسطيني حيزا كبيرا كفلسطينيين. أما البند الرابع هو البند المالي، والمتعلق بالتزامات الجامعة العربية ودولها، وما يتعلق بدعم موازنة السلطة والصناديق الخاصة التنموية التى تدعم دولة فلسطين. ترامب وتتحديات القضية الفلسطينية دونالد ترامب كان أول مرشح أميركي إلى البيت الأبيض يتحدى ما يسمى “بالحكمة التقليدية” في الانتخابات الرئاسية، من خلال تأكيده أنه سيكون محايدا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد صمد ترامب أمام أسئلة المحاور ومزايدات كل من ماركو روبيو وتيد كروز اللذين بالغا بتأييدهما المعهود للدولة العبرية، ووصف الصراع بأنه قضية تتعلق بالإرهاب ولا مكان للحياد. وقال ترامب إن أحد الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها حال وصوله للرئاسة هو “تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها“، وهو لا يعتقد أن هذا يمكن أن يتحقق بتصنيف طرف بالخيِّر والآخر بالشرير. ورغم تأكيد ترامب أنه موالٍ لإسرائيل إلا أنه قال إن على المفاوض ألا يتبنى موقف طرف ضد آخر، وبهذا يغرد ترامب خارج سرب الجمهوريين، وقد يفتح النار عليه من اللوبي المؤيد لإسرائيل ويخسره أصوات الإنجيليين الذين يؤيدون إسرائيل بشكل مطلق. وموقف ترامب الحيادي من القضية الفلسطينية يتناقض مع موقفه ضد المسلمين حين قال إنه سيوقف دخولهم مؤقتا إلى الولايات المتحدة إلى حين إيجاد طريقة للقضاء على ما يسمى بـــ“تنظيم الدولة الإسلامية”. الأمل في تحقيق اتفاقية سلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وخلال لقائه بنظيره الأميركي شدّد على أهمية التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن تحقيق ذلك من شأنه المساهمة بفعالية في استقرار منطقة الأوسط وتوفير الأمن لكافة شعوب المنطقة. واشار السيسي إلى أهمية دور واشنطن في إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. عادل دلال