معلومات مهمة: نسبة انتشار فيروس "سي" في السعودية بين 1-1.5% وأغلب الحالات لدينا من النوع الرابع. يعتبر فيروس سي من الأسباب المهمة لتليف الكبد. يحتاج فيروس سي مابين 15-20 سنة ليصل لمرحلة التليف. كنا نعالج فيروس "سي" بالإنترفيرون (بيقاسيس) والرايبافرين. توفر حديثاً عقاران أكثر فاعلية من العلاج القديم ولكن نتائجها على النوع الرابع المنتشر في السعودية محدودة. وقد صاحب هذين العقارين انتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى مايمكن تسميته هلع علاج فيروس "سي" لدى المرضى والإعلاميين وبعض الأطباء لدرجة أنه تصلنا تقارير من مستشفيات مرجعية وغير مرجعية في رغبة الإحالة لعلاج الفيروس "سي". وقد خرجت الوصايا والإرشادات للجمعية الأمريكية لأمراض الكبد قبل أشهر وللجمعية الأوروبية لأمراض الكبد قبل أسبوع حول علاج فيروس سي. ولاشك أن تفاصيل التوصيات تهم المختصين وليس من حاجة لسردها، إلا أن أهم مافيها أنهم اتفقوا على أن العلاج يكون لحالات خاصة وليس لجميع حالات فيروس سي ولا للحالات التي لم تستجب للعلاج، كما أجمعوا على أن الأبحاث في علاج النوع الرابع لاتزال قليلة. وللأسف فلا زال الخيار الأول لعلاج النوع الرابع يحتوي على الإنترفيرون والرايبافرين بالإضافة للعلاج الجديد. ولهما أعراض جانبية تجعل استخدامهما غير محبب إلا في حالات خاصة. ومن المتوقع أن تتغير التوصيات بشكل جذري خلال أشهر لأن هناك ثلاثة أدوية جديدة ضد فيروس سي ستُجاز قبل نهاية العام. كما أنه سيتم قريباً تصنيع قرص واحد يحتوي على أكثر من عقار يؤخذ مرة واحدة في اليوم ولمدة ثلاثة أشهر وربما أقل وبدون إنترفيرون. وكمتخصصين في الكبد لا نوصي بالعلاج الآن إلا في الحالات المتقدمة التي لايمكن أن تنتظر. للعلم بالنسبة لأغلب حالات التهاب سي المزمن الانتظار لمدة عام ليس له أية مخاطر في سبيل الحصول على علاج أنجع وأقل أعراضاً جانبية. ومن البشائر أن هناك قرابة 30 عقاراً شافياً لفيروس "سي" بعضها أجيز وبعضها على وشك الإجازة والباقي نتائجه باهرة وسيجد طريقه إلى المرضى قريبا. على المستوى الوطني لا يمكن الاستعجال في تبني سياسة علاج فيروس سي لأن الأدوية المتوفرة ليست فاعلة لوحدها ولأن ثمنها مبالغ فيه جداً. وحتى لو انخفضت التكلفة الباهظة للعلاجين المتوفرين في السوق فهذا ليس مبرراً للاستعجال. بل علينا الصبر إلى أن نصل إلى خيارات متعددة يستخدم فيها أكثر من عقار له فاعلية ضد الفيروس ولديه حصانة ضد مقاومة الفيروس وطفراته الوراثية وأن يكون العلاج عن طريق الفم وليس من ضمنها الإنترفيرون ويفضل الاستغناء عن الرايبافرين. حينها يمكن أن نتحدث عن إمكانية القضاء على الفيروس "سي" وعلاج جميع الحالات.