دعا أساتذة جامعات عالميون السعودية إلى الاستمرار في ابتعاث الطلاب السعوديين للدراسة في جميع المجالات التي يتطلبها سوق العمل، وعدم التوقف عن إرسالهم، مؤكدين أن الابتعاث سيسهم في التقليل من الاستعانة بالخبرات الخارجية خلال السنوات القليلة، لوجود من يحل مكانهم من المواطنين الذين يحملون أعلى الشهادات. واتفق أساتذة الجامعات المشاركون في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي على أن ابتعاث نحو 150 ألف طالب وطالبة للدراسة في 30 دولة لنيل الدرجات العلمية من أرقى الجامعات في جميع المجالات خطوة رائعة لسد العجز في سوق العمل من السعوديين. وقال فيلب الباخ أستاذ التعليم العالي ومدير مركز التعليم العالي الدولي في كلية بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، إن التعليم العالي يعد من أهم الصناعات الرئيسة التي شهدت تقدمًا كبيرًا، مشيداً بخطوة السعودية بإرسالها بعثات طلابية للخارج بأعداد هائلة وغير مسبوقة، واصفاً ذلك بالفكرة الرائعة حين يحظى أولئك الطلاب بفهم أفضل، تسهم في اتساع مداركهم ومفاهيهم. وأضاف: "إننا نعيش في عصر العولمة والتعليم العالي المتاح للجميع، وفي مثل هذا العصر تصبح التنافسية فرضًا على الجميع ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها، لذلك نحن بحاجة إلى فهمها وكيفية التعامل معها في ظل هذا العالم الذي يتسم بالتعقيد. نحن أيضًا بحاجة إلى إدراك كيفية عمل التنافسية داخل البلدان، وكيفية استفادة الأنظمة الأكاديمية سواء هنا في هذه البلد أوفي أي مكان آخر من روح التنافسية هذا من جانب، وألا تتشتت على الجانب الآخر من جراء التنافسية الشديدة بين العديد من الجامعات وداخل قطاع التعليم العالي". من جانبه، أوضح زيني يوجانغ الأمين العام لوزارة التربية والتعليم في ماليزيا، أن الجامعة التقنية الماليزية بدأت في تنفيذ الأكاديمية الجديدة منذ عام 2009، حيث تعنى بالتعلم بمعايشة الخبرة المباشرة، التي تتضمن منهجًا لريادة الأعمال نحو تعليم عال شامل ذي نظرة كلية برؤية أكثر شمولًا للتعليم العالي غير مقيدة بالتخصص والاعتماد المفرط على الأنشطة الصفية، وذلك من خلال إعطاء مساحة كافية لمعنى المعرفة وتجويد الحكمة. وقال إن الهدف من مبادرة الأكاديمية الجديدة إلى الرقي بتقدير المعرفة بدلًا من النظرة إلى المعرفة كسلعة أو مجرد وسائل لتحقيق أهداف قصيرة الأجل من خلال منح الشهادات الأكاديمية، مشيراً إلى وجود فهم وتقدير المعرفة في سياق التعلم الحقيقي والفعلي، موضحًا أن منهجية الأكاديمية الجديدة تركز على الجانب التفاعلي بشكل أكبر وليست منحصرة في الأنشطة الصفية، وأن النشاط التعليمي ليس قاصرًا على متطلبات المقرر الدراسي أو المساحة الممنوحة للطالب في المختبر التعليمي الذي يربط المعرفة النظرية بالتطبيقية. وأضاف أن روح ريادة الأعمال في جميع الأبعاد والتخصصات مطلب، وليس في دراسات إدارة الأعمال وعلم الاقتصاد والدراسات المالية، وأن إشراك أعضاء هيئة التدريس المتقاعدين والمهنيين والعاملين في القطاع الصناعي غاية الأهمية لتجويد فهم المعرفة والمهارات من خلال التدريس والبحث العلمي. بينما أكد هانز أدريانسيس العميد الفخري لأكاديمية روزفلت في جامعة أوتريخت في هولندا، أهمية الابتكار في التعليم العالي، وأن ذلك ينعكس إيجابيا على المجتمع.