×
محافظة المنطقة الشرقية

قضاء تنفيذ الدمام تصدر أعلى مبالغ طلبات التنفيذ بـ(71) مليون ريال «العدل» تمنح قاضي التنفيذ 3 صلاحيات جديدة للحجز والمنع والاستعلام

صورة الخبر

ـ في الوطن أمس يكاد الزميل العزيز أحمد التيهاني أن يقول لنا بمنتهى الصراحة والوضوح إن أبها أصبحت مدينة بلا معالم؛ بسبب المشاريع الضخمة التي لم تلتفت كما يبدو إلى نكهة هذه المدينة الحالمة، ومدى رضا المثقفين والمؤرخين فيها عما يحدث من تشويه كما يصفونه. ـ وللزميل العزيز أقول إن الذين يلومون المثقف على مثل هذه المشاعر الجياشة تجاه مدينته؛ لا يعلمون مدى ارتباط المثقف (أي مثقف في العالم) بمدينته التي ولد وراهق وكتب فيها، ولا يعلمون أن ذلك الارتباط هو حياة تضاف إلى حياة، ولو فهم اللائمون أن هذا الأحمد المزعج يستشرف المستقبل بتحسره على الحاضر الذي ينساب من بين الأصابع لعذروه، والله العظيم عذروه. ـ من حق المدن وكذلك من واجبها على ساكنيها أن تجنح للتطوير والأبهة، ولكن ليس من حقها أبداً أن تلغي من قواميسها المجسمات والحدائق وبقايا (ثمايل) الأجداد والجدات كي تلحق بالمستقبل، بل إنها توسع الطرق والممرات كي يخف الزحام لتمكين المغرمين من رؤية ما تكتنزه داخل قلبها الأخضر من تفاصيل ومشاعر تستحق العرض والكتابة. ـ في هذه الأيام العصيبة أنصح الزميل العزيز أن يصمت، وأن يكتفي بالذكريات الجميلة لأن خسارة التاريخ وذكريات الصبا والجمال مؤكدة جداً؛ حينما تتحرك الجرافات بلا عقل ولا تفكير، وما على أحمد وأمثاله من الحالمين إلا محاولة توثيق التلفيات كما يحدث في كل مرة. ـ أنا مع التطوير وتوسيع الشوارع، ولكنني أيضاً أشارك أحمد وبقية الزملاء في الحزن والاكتئاب حينما نرى أبها تخلع ثيابها الدافئة وتلبس الكرفتة، وتمد أذرعتها بمنتهى الجنون، وكأنها صحراء ملساء لا أرض جبلية فاتنة، وثمة فرق لا يعرفه إلا الشعراء. ـ نعم يا أحمد تكاد أبها أن تكون مدينة بلا معالم، والخوف أن يأتي التطوير على ما تبقى من تلك الأشياء الجميلة التي بدأوا يصفونها الآن بالخرابات التي لم يعد لها فائدة؛ بكل أسف بعض المطورين يقولون ذلك بمنتهى الفجاجة. ـ السؤال كم بقي من معالم أبها القديمة غير قصر شدا الذي تغطيه الأسواق من جهاته الأربع؟ وهل سيصمد كبري الأتراك وقلعة شمسان إلى الغد أم أنهما سيشاركان الثور الأبيض قصة الرحيل المر؟. حينما تتحول مدينة فاتنة إلى ألبوم صور يصل الوجع إلى القصائد، وها هو يصل يا مولانا!.