يُحمَد كثيراً التعقل الذي أبداه السعوديون، حتى الحركيون منهم، بعد (بيان الداخلية) حول الإرهاب. أنْبَأَ عن نضجٍ يُقدّرون عليه. الكرة الآن في مرمى من يُحبّون أن يوصفوا بالمثقفين أو الليبراليين أو العلمانيين أو .. سمِّهِم ما شئتَ وشاؤوا، ممن كان يجري على أقلامهم نيلٌ من الدين أو قِيَمِه بذرائع الإبداع والحرية وعناوين أهدروا معانيها الجمالية بمضامينَ مُخزية. ندعو هؤلاء أن يكونوا بمثل نضجِ الحركيين والحزبيين ولا أقول أكثر منهم باعتبار أن (بيان الداخلية) صنّفهُم في البند الأول قبل الإرهابيين بتأكيده تجريم "فكرِ الإلحاد والتشكيك في ثوابت الدين". قيل قديماً (إن مُختبِرَ سيفِ السلطان أحمق). وسيْفُه هذه المرة يترقّبُ مَنْ يُخالف ليَجعله عبرةً (للآخرين). و (الآخرون) لن يجدوا أفضل من مُتجاوزٍ للدين ليجعلوه قضيّتَهُم في مُحاجّةِ واختبارِ سلطةٍ لن تجد مفراً من العقوبةِ صيانةً لمصداقيتِها في بقيةِ جوانبِ البيان. فكُفّوا ألْسنتِكُم..لمصلحتكم..والمصلحةُ قد تأتي كَرهاً. Twitter:@mmshibani