في أربع ساعات صوت 569 شخصًا على الاستفتاء عن سفر السعوديين خلال عطلة المدارس. ويبدو أن هناك فعلا تغيرًا في اتجاهات السفر، فبالرغم من أن 36% قالوا إن الناس سافروا، كالعادة، إلى خارج المملكة لقضاء العطلة رجح 46% أن الناس بقوا في أماكنهم ولم يسافروا لا للداخل ولا للخارج، بينما لم يكن حظ السفر إلى الداخل سوى 18%. وهذا يعني، إذا اعتبرنا هذا الاستفتاء مؤشرًا، أن عادات السفر تتغير لدينا. هناك رغم قلة النسبة صعود في حركة السفر الداخلي خلال العطلة، فإذا اعتبرنا أن المسافرين مليون شخص فإن حوالي 180 ألفا منهم سافروا إلى الداخل. وإذا حسبنا من المليون من بقوا في أماكنهم فإن عددهم يصل إلى 460 ألف شخص، ويكون من سافروا إلى الخارج في هذه الحالة 360 ألف شخص. هذه مجرد أرقام لتقريب الصورة فقط إذ من الممكن أن تكون الأعداد، لأي فئة، مضاعفة ويمكن أيضا أن تكون أقل. وأيضا يمكن أن يقدم استفتاء علمي آخر نتائج مختلفة. ما أريد قوله ان الوضع الاقتصادي فرض نفسه على الناس الذين أصبحوا الآن أكثر استعدادًا للتفكير وأكثر حصافة في تدبير أمورهم المالية بحسب الأولويات في حياتهم. وهذا يعني أن تكون الأجهزة الحكومية المعنية بالسياحة والترفيه على قدر المرحلة وعلى قدر (استغلالها) لتكسب مزيدًا من مسافري وسياح الداخل. وأول أشكال هذا الاستغلال الحصيف، إن حدث، هو أن تراجع كل المقومات السياحية لتكون منافسة ومتاحة للجميع، كل بحسب قدراته وإمكاناته المالية. وإذا أردتم أن تلاحظوا شيئا مهما في هذا السياق فلاحظوا كيف أصبحت الحفلات الغنائية قاصرة على فئة معينة تستطيع دفع مبالغ تبدأ من 500 ريال وقد تصل إلى 300 ريال. ما أعرفه أن الترفيه والسياحة الناجحة والمؤثرة اقتصاديًا هي السياحة الذكية، أي تلك التي تلبي حاجات الجميع السياحية وتقدم لهم نفس الخدمات، ولكم في دبي المثل.