شاهد كثير من الناس صورة سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وهو يجيب على أسئلة المستفتين عبر برنامج الفتاوى الشهير «نور على الدرب» وهو راقد على السرير الأبيض، شفاه الله. يعطينا الشيخ من خلال هذه الصورة التي لم يتعمد إبراز مغزاها ولم يخطط لنشرها درساً بليغاً في الإخلاص والتفاني، إضافة إلى الحرص الشديد على وعظ المسلمين وإرشادهم حتى لو كان ذلك على حساب صحته والوقت المخصص لتعافيه من العارض الصحي الذي ألم به. نعلم جميعاً أنه ليس من السهل أن تكون على رأس الهيئة العلمية الدينية الأعلى في العالم الإسلامي، وليس سهلاً أن تكون المفتي العام في الدولة التي تحتضن الحرمين الشريفين، القبلة التي يتوجه إليها المسلمون حول العالم خمس مرات كل يوم وقلوبهم تهفو إليها لأداء فريضة الحج أو مناسك العمرة، وكذلك المسجد النبوي الشريف الذي يضم بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف، فالأعين والعقول تتوجه إلى العالم الكبير الذي يفتي ويفصل ويبين ويوضح، ولكل فعل يفعله، أو قول يقوله صداه وأثره وتأثيره، وربما لا يدري عن الدرس العميق الذي قدمه والذي عكس صفة لا تتوافر في الغالب إلا في الكبار بعلمهم وخلقهم، والذين يزيدون المكانة العالية علواً ورفعة، وهنا لا أمتدح لمجرد المدح، ولكن لكل كلمة ووصف أطلقته الكثير من الأمثلة التي تؤكدها وتثبتها، فالألم عند الكبار هو التوقف عن العمل والابتعاد عن العطاء، ولا قيمة أو أهمية لألم الجسد في نظرهم. عرفت الشيخ عبدالعزيز عن قرب وزرته في مجلسه العامر أكثر من مرة، واقتربت من بساطته ونقائه عندما دعاني أخي المهندس عبدالرحمن آل الشيخ لتناول إفطار يوم من أيام رمضان برفقة الشيخ عبدالعزيز في غرفته الخاصة الملحقة بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط العاصمة الرياض، وقتها اقتربت من إنسان لطيف وطيب القلب ونقي في كلامه وابتسامته، بصيرته تغلب أبصارنا، وبديهته تسبق أفكارنا، يعرف الكثير عن أحوال الناس، لأنه بينهم يؤمهم في الصلوات، ويصلي خلفه الفقراء والأمراء وكل الفئات والأجناس، يلاطفهم ويحسن إليهم وينصت لمن يسأل ولا يفتي حتى يتأكد، وكل كلمة لا تخرج إلى لسانه حتى يزنها بميزان العلم والحكمة. أذكر أني في مجلسه صححت معلومة لرجل سأل سؤالاً وحاول أن يحصل على إجابة معينة أراد السائل دفع سماحته لها، وقاطعته من باب علمي الكامل بحقيقة الأمر الذي طرحه السائل، وشكرني سماحته على تصحيح معلومة الأخ الذي سأل، ولم يسيء الظن به ولكن دعى الله له بالصلاح، ولا شك بأن العمل بالفتوى خطير للغاية، ويحتاج إلى تركيز ومطالعة دائمة ومتابعة مستمرة، فالمفتي لا يكل ولا يمل من الاستماع للكتب وتدارس المراجع العلمية الشرعية مع طلبة العلم في المسجد والبيت وفي كل مكان يتواجد به. هذه أخلاقيات كبار العلماء، وهذا علمهم وعملهم الصالح، وإخلاصهم لله وحده، بلا تسييس ولا مسايسة، ودون كذب أو تلفيق، يحرصون على الوحدة والتجميع، ويرفضون الفرقة والانقسام. ويبقى بلدنا على منهجه المعتدل، الذي يدين إرهاب المتأسلمين وعدوانية المعتدين. هذا هو الشيخ الإنسان الذي قدم علمه على ألمه وقدم عمله على راحته، ويؤكد لنا أن الإخلاص طريقه بعيد عن المطامع الدنيوية والحسابات الضيقة، الإخلاص كما فهمت من صورة الشيخ، إيمان عميق وعمل صادق مستمر. نعلم جميعاً أنه ليس من السهل أن تكون على رأس الهيئة العلمية الدينية الأعلى في العالم الإسلامي، وليس سهلاً أن تكون المفتي العام في الدولة التي تحتضن الحرمين الشريفين، القبلة التي يتوجه إليها المسلمون حول العالم خمس مرات كل يوم وقلوبهم تهفو إليها لأداء فريضة الحج أو مناسك العمرة، وكذلك المسجد النبوي الشريف الذي يضم بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف، فالأعين والعقول تتوجه إلى العالم الكبير الذي يفتي ويفصل ويبين ويوضح، ولكل فعل يفعله، أو قول يقوله صداه وأثره وتأثيره، وربما لا يدري عن الدرس العميق الذي قدمه والذي عكس صفة لا تتوافر في الغالب إلا في الكبار بعلمهم وخلقهم، والذين يزيدون المكانة العالية علواً ورفعة، وهنا لا أمتدح لمجرد المدح، ولكن لكل كلمة ووصف أطلقته الكثير من الأمثلة التي تؤكدها وتثبتها، فالألم عند الكبار هو التوقف عن العمل والابتعاد عن العطاء، ولا قيمة أو أهمية لألم الجسد في نظرهم. عرفت الشيخ عبدالعزيز عن قرب وزرته في مجلسه العامر أكثر من مرة، واقتربت من بساطته ونقائه عندما دعاني أخي المهندس عبدالرحمن آل الشيخ لتناول إفطار يوم من أيام رمضان برفقة الشيخ عبدالعزيز في غرفته الخاصة الملحقة بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط العاصمة الرياض، وقتها اقتربت من إنسان لطيف وطيب القلب ونقي في كلامه وابتسامته، بصيرته تغلب أبصارنا، وبديهته تسبق أفكارنا، يعرف الكثير عن أحوال الناس، لأنه بينهم يؤمهم في الصلوات، ويصلي خلفه الفقراء والأمراء وكل الفئات والأجناس، يلاطفهم ويحسن إليهم وينصت لمن يسأل ولا يفتي حتى يتأكد، وكل كلمة لا تخرج إلى لسانه حتى يزنها بميزان العلم والحكمة. أذكر أني في مجلسه صححت معلومة لرجل سأل سؤالاً وحاول أن يحصل على إجابة معينة أراد السائل دفع سماحته لها، وقاطعته من باب علمي الكامل بحقيقة الأمر الذي طرحه السائل، وشكرني سماحته على تصحيح معلومة الأخ الذي سأل، ولم يسيء الظن به ولكن دعى الله له بالصلاح، ولا شك بأن العمل بالفتوى خطير للغاية، ويحتاج إلى تركيز ومطالعة دائمة ومتابعة مستمرة، فالمفتي لا يكل ولا يمل من الاستماع للكتب وتدارس المراجع العلمية الشرعية مع طلبة العلم في المسجد والبيت وفي كل مكان يتواجد به. هذه أخلاقيات كبار العلماء، وهذا علمهم وعملهم الصالح، وإخلاصهم لله وحده، بلا تسييس ولا مسايسة، ودون كذب أو تلفيق، يحرصون على الوحدة والتجميع، ويرفضون الفرقة والانقسام. ويبقى بلدنا على منهجه المعتدل، الذي يدين إرهاب المتأسلمين وعدوانية المعتدين. هذا هو الشيخ الإنسان الذي قدم علمه على ألمه وقدم عمله على راحته، ويؤكد لنا أن الإخلاص طريقه بعيد عن المطامع الدنيوية والحسابات الضيقة، الإخلاص كما فهمت من صورة الشيخ، إيمان عميق وعمل صادق مستمر.