مصدر الصورةReutersImage caption ترى وسائل إعلام أمريكية أن ترامب يعلي من أهمية محاربة الإرهاب على حساب حقوق الإنسان يوما بعد يوم تدرك منظمات حقوق الإنسان الدولية منها والإقليمية، أن مخاوفها تتحول إلى حقيقة، فيما يتعلق بتراجع قضية حقوق الإنسان بشكل عام، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، على سلم أولويات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وخلال الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لواشنطن، واللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، احتلت طريقة الإدارة الأمريكية، في إثارة قضية حقوق الإنسان في مصر مع السيسي، جانبا كبيرا من تعليقات الصحف الأمريكية إذ قالت (الواشنطن بوست)، في تحليل لها إن "موقف واشنطن في ظل السياسة الجديدة أصبح يتلخص في شكل معاملات مالية ومجرد كلمات عن حقوق الإنسان واحترام القانون". أما صحيفة ال (يو إس إيه توداي)، فقد أشارت إلى أن "لقاء ترامب والسيسي يعد أقوى مؤشر، على أن ترامب يجعل مكافحة الإرهاب أعلى أولوياته حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان في المنطقة" . شواهد أخرى وكانت شبكة تليفزيون (سي إن إن) الدولية الأمريكية، قد قالت قبل أيام، إن إدارة ترامب فتحت الطريق أمام إمكانية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، بتأكيدها أن محاربة تنظيم "داعش"، لها الأولوية على إنهاء الحرب الأهلية السورية والتخلص من الأسد. وأشارت الشبكة إلى أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة (نيكي هيلي)، كانت أكثر وضوحا وقالت إن "أولويتنا لم تعد التركيز على إزاحة الأسد". مضيفة "هل نعتقد أنه يشكل عائقا؟ نعم... هل سنجلس ونركز على إزاحته؟ لا". وفي دليل آخر قالت الـ (سي إن إن) أيضا، إن ترامب منح وزارة الدفاع الأمريكية، إذنا بتنفيذ غارات في اليمن دون الرجوع للبيت الأبيض، وذلك رغم ما أسفرت عنه غارة أمريكية كانت في يناير/ شباط الماضي، من مقتل 20 مدنيا يمنيا، وأشارت الشبكة إلى أن مفاوضات تجري حاليا بشأن توسيع نطاق هذا الإذن، ليشمل أيضا شن غارات في ليبيا والصومال وأماكن أخرى. قلق حقوقي ويرى ناشطون حقوقيون، أن كل ما بدر عن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد حتى الآن، يمثل تراجعا عن النهج الذي كانت تنتهجه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأن القضية لم تعد ذات أولوية على سلم الاهتمامات الأمريكي، الذي تتصدره حاليا قضية الحرب على الإرهاب، وإن كان ذلك على حساب حقوق الإنسان على حد قولهم. وكانت صحيفة الـ (واشنطن بوست) قد تنبأت نهاية العام الماضي، وبينما كان ترامب يستعد لدخول البيت الأبيض بهذا التراجع، إذ قالت إن نشطاء حقوق الإنسان، يخشون من موجة قمع في منطقة الشرق الأوسط، مع وصول ترامب للبيت الأبيض، خاصة أنه قد يمكن الحكام المستبدين ويقلل من دعم الولايات المتحدة لمبادرات الديمقراطية في المنطقة. وسعت الصحيفة في ذلك الوقت إلى توضيح الفرق بين إدارتي أوباما وترامب، فقالت إن إدارة أوباما ورغم أنها باعت أسلحة إلى الطغاة في المنطقة على حد قول الصحيفة، وخيبت آمال العديد من الحقوقيين، إلا أنها ضغطت في نفس الوقت على حكومات الشرق الأوسط للحد من التجاوزات وتفعيل التغير الديمقراطي. من جانبها انتقدت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال)، سياسة ترامب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وحذرت المنظمة في تقريرها عن أوضاع حقوق الإنسان في العالم خلال العام 2016، من أن العام 2017 سيشهد استمرار الأزمات الحالية، التي تتفاقم من جراء الافتقار إلى قيادة عالمية في مجال حقوق الإنسان على الساحة الدولية التي تتسم بالفوضى. برأيكم،هل باتت أوضاع حقوق الإنسان في الشرق الأوسط خارج اهتمامات إدارة ترامب؟لماذا يحمل الحقوقيون مسؤولية ما يحدث في المنطقة للإدارة الأمريكية؟هل يؤدي التوجه الجديد من قبل إدارة ترامب إلى مزيد من التوتر أم مزيد من الاستقرار؟وكيف سيتعامل ناشطو حقوق الإنسان في المنطقة مع حقيقة التوجه الأمريكي الجديد؟