×
محافظة المنطقة الشرقية

خريجو «التقنية» يوقعون عقوداً مع شركات

صورة الخبر

"مايك تايسون" لم يتميز بقوة جسدية وقبضة حديدية فقط، إنما تميز أيضا بالمكر والخداع أثناء مواجهة الخصم، والخداع في الملاكمة يعدّ من أكثر الأسلحة فعالية لما يسببه من تشويش وارتباك لدى الخصم، كأن ينظر الملاكم إلى بطن الخصم ثم يسدد لكمته إلى الوجه، أو أن يُلوِح بالقبضة اليمين ثم يباغت بلكمة يسارية. لهذا يمكن اعتبار الخداع والمكر وكل أساليب الإلهاء في الملاكمة فنا واستراتيجية، إتقانها مطلب لا يقل أهمية عن التدريب الجسدي المكثف، ومن يجيد هذا الفن ستزيد فرصته بالفوز. وعلى المستوى الاجتماعي، تُجيد المرأة السعودية فن الإلهاء بكل احترافية وجدارة، تؤجج موضوع قيادة السيارة وتُصعِده إعلاميا فينشغل الجميع معها بهذا الموضوع، وفجأة نراها تنضم إلى مجلس الشورى كعضو دائم فيه!، تُعيِد الكرّة من جديد، وينشغل الجميع معها مرة أخرى وفي اللحظة المناسبة تدخل إلى سوق العمل، وتباشر فيه بصفتها عاملة وموظفة ومسؤولة حتى المرتبة الرابعة عشرة!، تعيد الكَرّة مرة ثالثة وينشغل الجميع كالعادة، وفي اللحظة المناسبة تنضم إلى السلك القضائي من باب المحاماة وقريبا إلى القضاء!. إنه فن الإلهاء، أن ينشغل الجميع بمطلب ليس بتلك الأهمية، ثم تتحقق مكتسبات في غاية الأهمية، من يجيد هذا الفن حتما سينتصر، ومن ذاق طعم الانتصار عن طريق هذا الأسلوب، فسيتقنه أكثر وكلما أتقنه كلما تربح منه أكثر، وهذا ليس قدحا إنما مدح، ميزة وموهبة والمرأة السعودية تتقنها جيدا، وربما غدا ستصل بهذا الفن إلى أعلى منصب وزاري، وربما ستستلم ملف الرياضة السعودية بالكامل. وسيتساءل الرجل "سي السيد" حينها: لماذا؟ ما السبب؟ كيف؟ متى؟، والكثير من الأسئلة التي لن يجد لها سوى جواب وحيد: كيدهُن عظيم. أما عن أنصار المرأة المجانين، فهم لهم تكتيك آخر يلجؤون إليه دوما، بسبب وبلا سبب، بمناسبة وبلا مناسبة، ولا هدف من كل هذا التكرار إلا جعل الأمر حقيقة لا تقبل الجدال، تكتيك أن المجتمع السعودي "مجتمع ذكوري" وهذه الصفة التي لا تمثل الحقيقة تخاطب لا وعي الرجل فترضي غروره ليتحول الأمر برمته إلى حقيقة لا تقبل الجدل، والغرور لأنه يُعمي ستبدأ الهزيمة، كالملاكم الذي ينشر في وسائل الإعلام بأن خصمه شرس ولا يستهان به، فإن صدق الخصم هذه الحيلة يكون قد وقع في مصيدة الغرور. فهل المجتمع السعودي فعلا مجتمع ذكوري؟، هل هو مجتمع قائم على إعطاء الذكر كل السلطة وأن له الأمر والنهي؟، وإن كان هنالك بعض الشواهد إلا أنها لا ترتقي إلى حد التعميم. هل يوجد هنا استبداد بحق المرأة بمعناه الحقيقي؟، هل ثقافتنا قائمة على احتقار جنس الأنثى؟. ألسنا نرى ونشاهد كيف أن "الرجل والمرأة" يخرجان من الدنيا كما دخلاها حفاة عراة، حقوقيا. أليس من المساواة أن يطوفا سويا بحثا عن وظيفة وسكن؟!. وإن كانت لا تقود السيارة فإنه لا يقود إلا سيارته وهي عملية منهكة مهلكة في ظل غياب بدائل أخرى. هل تفرق البنوك بين راتبه وراتبها في حال الاستنزاف؟. أليسا يخرجان سويا للنزهة فيجدان "السياج" في كل مكان!. أسئلة كثيرة إجاباتها تقودنا إلى سؤال أخير: إن كان الرجل "سي السيد" في مجتمعه غلبان، فأين ذكورية المجتمع السعودي؟، والأسوأ أنه وفي ظل هذا الوضع تأتي المرأة لتحمله الخطأ لأنه ذكر في مجتمع ذكوري! صحيح أن هنالك نظرة فوقية تجاه المرأة في بعض الأحيان، وأنها في الغالب "قاصر" يجب الوصاية عليها، وإن كانت أعلى من الوصي علما وأكبر سنا، إلا أن هذه النظرة ليست تجاه المرأة فقط، إنها نظرة موجهة في كل اتجاه، من أستاذ الجامعة إلى تلاميذه، من الخطيب الواعظ إلى الحضور، من الرئيس إلى مرؤوسيه، وهذا يقودنا إلى أن وضع المرأة في المجتمع ليس استثناء حتى يقال إن مجتمعها مجتمع ذكوري؛ لأن هذه النظرة تحملها المرأة تجاه المرأة!، والبعض حين أراد تبرير نظرة المرأة تجاه المرأة بهذه الفوقية والوصاية قال: إن من يحملن هذه النظرة من النساء تجاه النساء، فإنهن متلبسات بروح الذكورة!. لقد خدعوك وخدعونا بقولهم "مجتمع ذكوري"، فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة شراكة وتنافس قد تتخللها بعض الصراعات، لكنها أبدا ليست علاقة صراع ومحاولة سيطرة من قِبل طرف على الآخر، إنها علاقة تكافل وتكامل، لكل فرد فيها دور بما يناسبه ووفق طبيعته البشرية، فذكورية الرجل ليست عيبا وإلا لكانت أنثوية المرأة خللا!، هنالك تنافس وتصادم واختلاف في الرؤى والأفكار، لكن أن يكون الرجل خصم المرأة لأنه ذكر فهنا يقال: لقد خدعوك وخدعونا.