أكد عدد من رؤساء التحرير في الدولة الدور المهم للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في إمارة الشارقة خلال دوراته السابقة في الارتقاء بالاتصال الحكومي، وأشار المتحدثون إلى دور شركات العلاقات العامة في أداء المؤسسات كافة، وشددوا على ضرورة تقوية الأجندة المتخصصة في مجال العلاقات العامة والاستعانة بالوسائل الإعلامية، وتقديم الحقائق للرأي العام، وتسهيل مهام الصحفيين، بدلاً من إغلاق الأبواب أمامهم، وأشاروا إلى أن مكاتب العلاقات العامة فرضت سياجاً حول المسؤول وعزله عن الصحفيين، فتحولت إلى عامل معرقل وليس مساعداً أمام تداول المعلومات. جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية حول الشراكة بين الإعلام ووحدات الاتصال الحكومي التي نظمها مركز الشارقة الإعلامي أمس، في مسرح القصباء بالشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، وشارك فيها رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ومصطفى الزرعوني مدير تحرير صحيفة الخليج تايمز، وأدارت الجلسة الإعلامية فاطمة إبراهيم مدير موقع الشارقة 24 الإخباري. واستندت مناقشات الجلسة إلى عدة محاور أبرزها، تطور العلاقة خلال السنوات الخمس الماضية، بين مكاتب العلاقات العامة والمؤسسة الإعلامية والمؤسسات الحكومية والرسمية. المهمات والأدوار أشاد رائد برقاوي بدور المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي سيصل عدد المشاركين فيه خلال الدورة الخامسة إلى قرابة ال 3000 مشارك، وبات يستقطب اهتماماً متزايداً في كل عام، وأشار إلى أنه يلعب دوراً أساسياً في تعزيز علاقات التعاون بين وسائل الإعلام ومؤسسات الاتصال الحكومي وتوصيف طبيعة المهمات والأدوار التي يجب على كل جهة الاضطلاع بها. وشدد على مكاتب الاصال الحكومي والعلاقات العامة في المؤسسات لأا تلعب للاسف دور الاستشاري للمسؤولين، بحيث تقدم له خبرتها ونصائحها للوصول إلى محتوى إعلامي يتناسب مع تطلعات المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات وانما العكس حيث تنفذ اوامر المسؤول او المدير دون مناقشته او نصحه وهو ما يفقدها دورها، وأكد أن للإعلام رسالة كبرى، تجعله في انسجام تام وشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية، خاصةً عند مواجهة القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك بين الحكومات والجمهور. ولفت الى أن الإعلام هو بمثابة الجسر الذي يربط الحكومات مع المجتمع وبالعكس، وأن هذه العلاقة تحتاج لرعاية وتطوير دائمين ومساحة اكبر من الحرية لتأدية دورها الايجابي ، مشيرا إلى أن الإعلام في الدولة ارتقى في التعامل مع القضايا الوطنية، وكان له دور فعال في تهيئة المجتمع وتشكيل رأي عام وطني في قضيتي شهداء الوطن والمشاركة في الحرب باليمن لدعم الشرعية. وأوضح رائد برقاوي أن هناك بعض تحديات الإعلام في عصر تنامي دور العلاقات العامة وهو ما يحتاج الى مراجعة وبحث، ويتمثل ذلك في أن الصحفي أصبح أكثر اتكالاً على الشركات ومؤؤسات الاتصال الحكومي ما أفقد هذه المهنة أحد أهم مقوماتها، وهي السعي والبحث واستكشاف الحقيقة، وأن التحدي الكبير هنا يكمن في أن يستوعب المسؤول ما يخص الجمهور، وأن يتجاوب مع وسائل الإعلام بالرد على تساؤلاتها، لأن هناك جهات تتمنع في الرد وتتجاهله في كثير من الأحيان. الإشكاليات تتحول وقال محمد الحمادي إن بداية عمل مكاتب العلاقات العامة كانت مثمرة جداً، حيث لعبت دور الوسيط بين الجمهور والحكومات، ولكن يجب ألا يؤدي هذا الدور إلى حجب المسؤول عن المواطنين، وقال إن أهم التحديات التي تواجه العلاقة بين مكاتب العلاقات العامة والمؤسسات الإعلامية والحكومية، هو قدرتها على توزيع الأدوار فيما بينها، بحيث يمكن لكلا الطرفين تقديم خدماته للجمهور بطريقة أكثر فاعلية. وأشار إلى بعض الإشكاليات التي تنشأ في العمل بسبب التعارض في التوجهات بين مؤسسات العلاقات العامة وبين المؤسسة الإعلامية، وإن كل هذه الإشكاليات قد تتحول لعلاقات أكثر فاعلية إذا عمل الطرفان على حلها. وقال يجب أن نعزز الاهتمام بالجمهور وأن نستفيد من الميزة الإيجابية التي تقدمها طبيعة العلاقة بين مكونات المجتمع الإماراتي، وأن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، سيساهم بشكل كبير في تحقيق تطلعاتنا حول المستقبل الإعلامي وصولاً للهدف المنشود. علاقة غير ممكنة وقال مصطفى الزرعوني يجب التفريق بين مفهوم العلاقات العامة والإعلام، فكل منهما علم منفصل عن الآخر، ويمتاز عن غيره من حيث طبيعة المهمات والرسائل، وحتى الأولويات، وأضاف، يجب الفصل ما بين الإعلام والعلاقات العامة التي تطورت خلال السنوات الخمس الماضية لكنها لم تصل للطموح المطلوب بعد. وأوضح أن هناك تعاوناً بين مكاتب العلاقات العامة والإعلام والمؤسسات الحكومية، خاصة في المجتمع الإماراتي الذي يتميز عن غيره من المجتمعات بالعلاقات البناءة بين هذه المؤسسات، وإن هذه العلاقة غير ممكنة في المجتمعات الأخرى التي تعاني الاستقطاب السياسي الحاد أو النزاعات الداخلية، ويكمن دور الإعلام في نقل الحقيقة للجمهور، ولكن هذه الحقيقة يجب أن تنقل بطرق مناسبة وبلغة تحافظ على الاستقرار الاجتماعي، وهنا تتضح أهمية تنسيق العلاقة بين مؤسسات الدولة والإعلام ومكاتب العلاقات العامة والاتصال الحكومي.