دبي: مساعد الزياني قالت كارولين فرج، مديرة الخدمات الرقمية العربية في «سي إن إن»، إن شبكتها تسعى لتحسين جودة محتوى موقعها باللغة العربية، مشيرة إلى أن ذلك جرى من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة من حيث الشكل، مشيرة إلى أن المضمون سيواصل عبر استراتيجية الشبكة في تقديم محتوى حصري على مستوى المنطقة مبني على الأسس الصارمة لـ««سي إن إن»» لضمان حيادية الخبر ومضمونه. وقالت كارولين فرج في حوار مع «الشرق الأوسط» بمناسبة تدشين موقع الـ«سي إن إن عربية»، إن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت تسارعا، ولعبت ثورة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي دورا حيويا، لدرجة أن ماهية الخبر نفسه تغيرت، ولهذا قررت الشبكة أن تتغير لما تطلبه المرحلة، مشيرة إلى المنافسة بين المواقع ووسائل الإعلام المختلفة والمبنية على أسس مهنية لا يختلف بشأنها أحد على الإطلاق، فهي صحية وتساعد على مواصلة التطور والتطوير لخدمة القارئ أينما كان، كما كشفت عن عدد من القضايا الخاصة بتطوير الموقع. * ما الاستراتيجية التي تتطلعون لتنفيذها من خلال موقع «سي إن إن» بالعربية؟ - انطلاقا من مكانتها الرائدة في مجال تقديم الأخبار عبر منصات مختلفة، تسعى شبكة «سي إن إن» لإرضاء رغبات قراء الأخبار. وكما تعلم فقد أطلقت شبكة «سي إن إن» العالمية الشهر الماضي موقع «سي إن إن» بالعربية بحلته الجديدة، وذلك بالتزامن مع احتفال الموقع بعيده الثاني عشر. ويعكس التصميم الجديد لموقعنا طموحات الشبكة العالمية في تحسين جودة المحتوى العربي، عبر سرعة الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، والاستماع في الوقت ذاته لاحتياجات قرائنا، هذا من حيث الشكل، أما لجهة المضمون فإن استراتيجيتنا تقوم على مواصلة تقديم محتوى حصري ومتميز على مستوى المنطقة قائم على الأسس الصارمة لشبكة «سي إن إن» لجهة ضمان حيادية الخبر ومصداقيته، وهي أسس شكلت المرتكز الأساسي لقوة الموقع المتزايدة وهويته المستقلة مقارنة مع وسائل إعلامية أخرى. * بعد 12 سنة من التدشين هل تعتقدين أنكم استطعتم أخذ شريحة جيدة من المتابعين؟ - إن الأعداد المتزايدة لقرائنا من مختلف أنحاء العالم، والارتفاع المطرد لنسبة القراء «الموالين»، أي الملتزمين بالعودة للموقع للتأكد من الأخبار ومتابعة ما يدور في مدنهم ودولهم وأقاليمهم والعالم بأسره، دليل جلي على أننا على الطريق الصحيح. غايتنا هي الوصول إلى أكبر شريحة من قراء اللغة العربية في مختلف أنحاء العالم، وسيبقى هدفنا والمحفز الرئيس في البحث عن السبل الأفضل في خدمة وإرضاء القراء، وهي مهمة يومية بالنسبة إلينا، وخاصة أن أعداد الباحثين عن المحتوى العربي تنمو بنسب تفوق المعدلات العالمية بكثير، إلى جانب الطبيعة الخاصة لقراء العربية ونسبة الشباب المرتفعة بينهم والتفاوت في أنماط استخدامهم للمحتوى والوسائط الرقمية، خلال السنوات الماضية، أصبح موقع «سي إن إن» بالعربية موقعا ليس للأخبار العاجلة فحسب، بل للقصص الإنسانية، والتغطيات المعمقة في المنطقة العربية، والقادم هو محطة جديدة مهمة لاستكمال بناء ما حققناه سابقا. * كيف يمكن الربط بين الموقع ومواقع التواصل الاجتماعي في ظل الثورة في متابعة الأخيرة؟ - من خلال رصد الأعداد المتزايدة من القراء والمتابعين «الموالين» للموقع في مختلف خدماته، والذين يعتمدون على مصداقية ما نقدمه لهم على مدار الساعة، فقد ازداد ارتباط موقع «سي إن إن» بالعربية بمواقع التواصل الاجتماعي، عبر ربط خدماتنا بمختلف المنابر والمنتديات بكيفية سهلة، بما يسمح للقراء بالمشاركة الكاملة في المنتج. ونعول على قرائنا التفاعل مع ما ننشره، كما أضفنا زاوية يومية مخصصة للمدونين، ولا سيما الإناث والشباب منهم لعرض آرائهم في أوجه الحياة اليومية، أينما كانوا. وقد كنا السباقين على مستوى المحتوى العربي إلى إدراك أن التفاعل مع القراء عبر مواقع التواصل هو طريق باتجاهين، وقبل سنوات من اعتماد وسائل الإعلام الأخرى على «الصحافي المواطن» كانت اهتمامات ومشاهدات وآراء الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحتل مكانا بارزا على موقعنا، وشكل هذا الأمر ركيزة أساسية في الحلة الجديدة للموقع من حيث التصميم أو المحتوى، كما لعب قراؤنا على مدار الفترة الماضية دورا حيويا في مقاربتنا الجديدة من خلال استطلاعات قمنا بها خلال السنة الماضية، ونأمل أن نكون قد نجحنا في تفعيل ما استخلصناه منها حتى تعكس هذه التجربة التي انطلقنا فيها معا، والتي ترتكز على مفهوم ألا تتحول القصة خبرا إلا بعد أن يشارك القارئ معنا في ذلك. * كم يبلغ عدد الموظفين في الموقع؟ - لدينا حاليا 15 من المنتجين للأخبار والفيديو والصور، عدا عن المندوبين الموجودين في عدد من العواصم العربية الرئيسة. * ما السياسة المتبعة في مواجهة التكاليف من رواتب وغيرها، هل تحصلون على الدعم الكامل من المركز الرئيس أم تسعون إلى إيجاد موارد من خلال الإعلان على الموقع وهل تكفي للوصول على معادلة التوازن بين التكاليف والإيرادات؟ - شبكة «سي إن إن» شركة تجارية وأسهمها في الأسواق المالية، وبالتالي المشاريع التي تؤسسها يجب أن تتمكن من الاعتماد على ذاتها بعد بضع سنوات من التأسيس، ومن ثم الوصول على تحقيق الأرباح كذلك. لذلك فموقع «سي إن إن» بالعربية–كباقي المنابر الإخبارية التابعة للشركة–تسعى من خلال مهنيتها الوصول إلى أكبر عدد من القراء والذين بدورهم يشكلون الركيزة التي تعتمد في جذب المزيد من المعلنين. * ما القيمة المضافة التي يملكها موقع «سي إن إن» بالعربية عن غيره من المواقع؟ - مواصلة ارتفاع عدد قراء الموقع المتابعين لأخباره المكتوبة والمرئية، لهو دليل واضح على أن لموقع «سي إن إن» بالعربية ما يجعله مختلفا. فلا مجال للشك بالمعلومات والأخبار العاجلة التي نقدمها للقارئ، لأن المصداقية المبنية على المهنية والمعرفة وسهولة التواصل مع القراء جميعها مميزات نعتز بها ونسعى دائما للحفاظ عليها. كما أن استقلالية الموقع هي ظل كل ما يجري بالمنطقة والعالم عامل حاسم في تعزيز القيمة المضافة التي لا يلمسها القراء فحسب، بل وسائر وسائل الإعلام التي تعيد نشر أخبارنا على نطاق واسع، وإن كان بعضها لا يحترم حقوق الملكية فيتجاهل نسبتها إلينا أو يعيد ينسبها إلى نفسه. * ما أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهكم خلال الفترة الحالية والمقبلة؟ - التحديات مستمرة ولكننا نعتمدها كهدف محفز للبحث عن الأسلوب الأفضل للمضي في عملنا في خدمة القراء والتفاعل معهم باستمرار، فقبل اثنتي عشرة سنة قررت «سي إن إن»، رائدة الأخبار على مدار الساعة في العالم، دخول مغامرة الإعلام الإلكتروني باللغة العربية، وعندما أطلق الموقع كان العالم قد بدأ يشق طريقه نحو عصر جديد ظهرت من بين سماته تغيرات سياسية وثقافية عميقة، انعكست بدورها على تنامي عدد المؤسسات الإعلامية في منطقة تضج بالأخبار، وتعرف بنهم القارئ للقصص بغض الطرف عن دقة مصدرها، خلال تلك السنوات تغير العالم بشكل جذري، ولم تزده السنوات الثلاث الأخيرة إلا تسارعا، ولعبت ثورة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي دورا حيويا، لدرجة أن ماهية الخبر نفسه تغيرت. ولهذا قررنا أن نتغير لما تطلبه المرحلة، وحققنا ذلك بالفعل. * هل سيكون هناك اعتماد كلي على محررين متفرغين في الموقع؟ - الموقع لديه طاقمه من المنتجين للمواد الإخبارية المكتوبة والمرئية المتفرغين بالكامل بالإضافة إلى عدد من المتعاونين من غير المتفرغين في عدد من العواصم العربية. * لطالما ذكر أن الإعلامي الرقمي مكمل للأعلام التقليدي، في حين يرى البعض أن الوضع أصبح منافسة، ما رأيك في هذا الجانب؟ - الإعلام في مختلف أشكاله ومنابره مكمل لبعضه البعض، ويوفر قاعدة أوسع للفرد في اختيار الوسيلة التي يريد، ومن المصدر الذي يثق به أكثر. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أهمية اعتماد أن كل الأشخاص باستطاعتهم أن يكونوا صحافيين في نقل الأحداث والحقائق التي يرونها من خلال جهاز هاتفهم الذكي. وهو ما نعتز به في شبكة «سي إن إن» من خلال ريادة ما سميناه «IReport». * ما الأساسيات التي اعتمد عليها تصميم الموقع الجديد لـ«سي إن إن» بالعربية؟ - يتضمن التصميم الجديد لموقع «سي إن إن» بالعربية مجموعة من المميزات الفريدة، والتي ارتكزت على أفكار واحتياجات زوار الموقع، فأخبارنا الآن مختصرة ومحدثة بأقصى ما تسمح به قاعدتا ملكية المحتوى من ناحية والدقة من ناحية موازية، معتمدين في ذلك على شعارنا الرائد «القصة ليست خبرا حتى تراها على (سي إن إن)»، كما أن شكل الخبر بحد ذاته يقدم للقراء تجربة رقمية حقيقية من خلال غناه بالصور والمواد البصرية والروابط التفاعلية الموجودة فيه، أي أنه يوفر تجربة رقمية حقيقية بعيدة عن الصيغ والقوالب التقليدية للكثير من المواقع الإخبارية التي يكاد يصعب تمييزها عن وسائل الإعلام الورقية، لكن السرعة لن تقتصر على معالجة القصص الإخبارية فقط، وإنما أيضا في سرعة الوصول بخدمتنا إلى المستخدمين ومن خلال جميع الأجهزة دون الحاجة لتحميل تطبيقات مختلفة، فقد دشن موقعنا تجربة فريدة، لأنه أصبح أول موقع إخباري عربي متجاوب مع جميع المنصات مثل الهواتف والألواح والأجهزة الثابتة. وستكون تجربة التصفح فريدة من نوعها، لا سيما أن عرض القصص سيكون على شكل شريط إخباري مستمر، يلعب فيها العامل الزمني وأهمية القصة الدور الأبرز في ترتيبها. ولن يكون القارئ بحاجة إلى مغادرة الصفحة إلى أخرى مغايرة من الموقع، فكلما انتهى من قصة ستكون التي تليها جاهزة أمام عينيه، كما لاحظنا أن تنامي عدد المواقع الإلكترونية وتناسلها الواضح لم يلحظ شغف فئة الشباب بمقاربة مختلفة لما تتلقاه من مواد إخبارية، والتي تعتمد أساسا على ما تشاهده العين، لا ما تقرأه. لذلك فإنكم ستلاحظون حضورا واضحا ومتزايدا لتسجيلات الفيديو ومعارض الصور، وكذلك مختصرات كثيرة للخدمة التلفزيونية لشبكة «سي إن إن»، والتي يغلب عليها طابع المحتوى الحصري والانفرادات الصحافية، والزوايا المختلفة التي تنأى بنفسها عن التكرار، وتنطبق قاعدتا السرعة والسهولة على هذا الجانب، حيث سيكون تصفح الموقع على مختلف المنصات، بما فيها أجهزة الهاتف، سهلا. * ما العوامل التي تجعل «سي إن إن» بالعربية موقعا مفضلا لمتصفحي الإنترنت؟ - لا شك أن التواصل المستمر مع القراء والاستجابة إلى اقتراحاتهم تجعل من موقع «سي إن إن» بالعربية الموقع المفضل للكثير من متصفحي الإنترنت، كما أن العمل المتواصل على تقديم الجديد والأحدث للقارئ تدعم ذلك، وهو ما ارتكزنا عليه في إعادة تصميم الموقع. فتقديم مفهوم «التصميم المتجاوب»، الذي لم يستخدم بعد عبر أي منصة إعلامية عربية رائدة في الشرق الأوسط، لدليل على سعينا نحو الأفضل، حيث يوفر للمستخدم تجربة متكاملة في قراءة الأخبار على جميع أنواع الأجهزة المستخدمة وفي أي مكان، ويقدم المحتوى الإخباري بشكل يتماشى والجهاز المستخدم، كما توفر الخصائص الجديدة لهذا المفهوم الجوهري في مجال التصميم تقديم موقع اجتماعي، وسريع، ومتفاعل، ويركز بشكل أساسي على المحتوي البصري. كما جرت إضافة مجموعة جديدة من مصادر جمع الأخبار من دول الإقليم، إضافة إلى المقابلات الحصرية. وتتضمن التحسينات على الموقع الإلكتروني كذلك تغيير نوع وحجم الخط المستخدم، إضافة إلى سهولة الوصول إلى الصور وتقارير الفيديو ومشاهدتها، علاوة على التفاعل المميز مع وسائل التواصل الاجتماعي على صعيد سهولة تشارك القصص وكذلك توجيه المحتوى بما يتناسب مع القضايا الإخبارية والاجتماعية التي تشغل القراء عبر تلك المواقع. * كيف يمكن تقسيم العمل لمتابعة كل ما يحدث في العالم من تطورات خاصة مع تقارب الأحداث وتسارعها في مختلف بلدان العالم، ما الترتيبات لجعل الموقع حاضرا على مدار اليوم؟ - إن حجم شبكة «سي إن إن» من مكاتب في العالم ووجود المراسلين العملين بها في الأماكن المهمة والساخنة، إضافة إلى «الصحافي المواطن» أو «IReport»، كذلك دور مواقع التواصل الاجتماعي، هذه جميعها تعمل معا في مواصلة عملية تحديث الأخبار على مختلف المنابر الإعلامية التابعة لشبكة «سي إن إن» بما فيها موقع اللغة العربية. * كيف تنظرين للمنافسة بين المواقع الإخبارية وبين المواقع الإخبارية التابعة لقنوات فضائية؟ - المنافسة المبنية على أسس مهنية لا يختلف بشأنها أحد على الإطلاق، فهي صحية وتساعد على مواصلة التطور والتطوير لخدمة القارئ أينما كان وحيثما أراد. فالساحة مفتوحة تماما أمام القارئ ليزور المواقع التي يحترم ويفضل متابعتها باستمرار. فالعلاقة التي تبنى بين القارئ والمواقع أو المحطات الإخبارية لا تبنى بيوم وليلة، ولكن الكلمة الأخيرة تعود للمستهلك الذي سيختار الوسيلة الإعلامية الأكثر مصداقية والتي تقدم له المعلومة الحية من كل أنحاء العالم وكذلك المحتوى الموضوعي والمحايد.