لأن الرياضة أسرع وأقصر طريق لتولي المناصب القيادية في الحكومة والبرلمان والإعلام والشهرة، تهافت عليها أبناء أسرة الحكم والأعيان والمتنفذون، وتولوا بعد تسجيل عدد هائل من الأعضاء في الجمعيات العمومية للأندية الرياضية واحتلوا عضوية مجالس إداراتها، ثم انتقلوا لمجالس إدارات الاتحادات الرياضية، منهم من أنجز وآخرون نقلوا الصراعات السياسية والاختلافات الفكرية إلى الساحة الرياضية، بدلاً من أن ينقلوا الروح الرياضية إلى السياسة.ويا ليت تلك المعارك ظلت خلف الغرف المغلقة للاتحادات والأندية، بل إنها انتقلت للإعلام المرئي والمقروء، وبدلاً من جلب اللاعبين المحترفين والمدربين أصحاب الخبرات للأندية والاتحادات، استمالوا محللين ومعلقين ومذيعين نصفهم أو أكثر أهل لذلك، ولديهم خبرة وآراء صائبة، أما الباقون فلا يملكون إلا حدة اللسان وعالي الصوت، وكل تاريخهم مباراة أو اثنتان أو اشتراك في دورة واحدة كاحتياطي، ومنهم من لا يزال يتحدث عن الماضي الذهبي الذي ولّى، كلام يُردد من دون إعطاء رأي أو إيجاد حلول للمشاكل.ولا يغيظني إلا جيش من هؤلاء يطل علينا منذ منتصف الليل عبر التلفزيونات حتى آخر نهار اليوم التالي في القنوات الحكومية الرياضية، وبمقابل مادي كبير، بينما دخل التلفزيون من الإعلانات لا يتعدى 2 في المئة من الميزانية التي تُصرف عليه، والدولة تدعونا إلى التقشف و«ربط الحزام»!ودائماً يدور حديث هؤلاء على أربعة محاور لا غير، الأول: النفخ في الخلافات بين أجنحة مجلس إدارة النادي العربي الثلاثة المتنافسة على الانتخابات المقبلة. والثاني: إثبات ما بات يعرفه كل الناس ولا يحتاج إلى إثبات، وهو عجز مجلس إدارة نادي القادسية عن إدارة ناديه، لأسباب مالية وإدارية، داخلية وخارجية. أما المحور الثالث، فهو مدح إنجازات مجلس إدارة نادي الكويت الرياضي في شتى المسابقات، وهي إنجازات تتكلم عن نفسها ولا تحتاج إلى ذكر وتلميع، ويكفي أن الجمعية العمومية لا تستمر إلا بضع دقائق، والانتخابات بالتزكية.والمحورالأخير سؤال عجزنا ولم يعجزوا عن ترديده: من المسؤول عن إيقاف الأنشطة الرياضية الخارجية؟ وهي جمرة يرميها كل طرف في كف الآخر، وكل الأطراف مشتركة بهذه المسؤولية، وما لم تتوقف معركة عض الأصابع التي باتت تؤلم أيادي الرياضيين لا أيديهم، فلا طبنا ولا غدا الشر.إضاءةحفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من شر كل حاقد وجاحد.