×
محافظة المنطقة الشرقية

الثروة المهدرة.. - يوسف الكويليت

صورة الخبر

--> الأرض العربية الآن، وهذا واضح جدا، بتتكلم عربي من الرياض إلى القاهرة، ومن أبوظبي إلى بنغازي، ومن عمان إلى بغداد والكويت والمنامة، حيث تعود مصر حقا إلى عروبتها ويعود العرب التائهون إلى حضنها الواسع المجيد. لقد كان خطاب خادم الحرمين الشريفين عن مصر، كما قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي، أقوى كلام عربي منذ 73. وهذا حقيقي إذا ما أعدنا مطالعة صفحات السنوات الأربعين الماضية، وإذا ما أخذنا الأمر على أنه إنقاذ للمنطقة من المؤامرات الدولية ودهاليز الإسلام السياسي. كل عربي شريف، وهو ما أعقب هذا الحضور السياسي العربي القوي، يتكلم الآن هذه العربية (الصرفة) التي تشرح الصدر وتسر السامعين وتُغيظ الكائدين لأوطانهم وأمتهم، الذين يسعون بقوة (التدليس) والطموحات الشخصية إلى الانقضاض على ما تبقى للأمة من شرف الحضور، ليجهزوا عليها لحساب مطامحهم وأجنداتهم. وغدا، حين تفتح الإدارة المصرية الملفات الكبرى، ستنكشف أمام العرب أجمعين، وأمام المترددين بالذات، المؤامرات التي سيقت على رقابهم لتمكين الإخوان من كرسي مصر، العظمى عربيا وإسلاميا. بل إنني أزعم أن ملفات خطيرة ستتطاير أوراقها في أصقاع المعمورة الإخوانية وعند هذه اللحظة الزمنية المهمة سنعلم قيمة اللسان العربي السياسي الجديد. وحينها فإن كثيرا من الأسماء، التي تعزف لنا الآن مقطوعات الإخوان والشرعية، ستحاول القفز من المركب الغارق وتتبرأ من مواقفها التي لم تكن على مستوى الأرض العربية السياسية والشعبية الجديدة. وقد نتعلم وقتها، كما لم نفعل من قبل، أن الأبواب المواربة والمتسامحة والمتخاذلة أدخلت إلى بيتنا العربي خلال العقود الماضية ، حياتيا وسياسيا، الكثير من السموم القاتلة وشلت إراداتنا وآمال شعوبنا. وربما يكون بمقدورنا، وقد اكتوينا وجربنا هذه السموم التي هددت أوطاننا ووجودنا، أن نغلق أبوابنا الجديدة على إرادة صلبة يجري فيها الفعل السياسي العربي على قلب رجل عربي واحد، لا يعنيه من خالفه ولا يلتفت إلى من خذله. تويتر: @ma_alosaimi مقالات سابقة: محمد العصيمي : -->