الشارقة: غيث خوريضمن برنامجه الشهري «ثقافات» استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول في مقره على قناة القصباء في الشارقة، ليلة ثقافية نوبية مصرية بحضور وائل جاد سفير جمهورية مصر العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والمستشار عمرو حسن القنصل في أبوظبي، إلى جانب جمعٍ من أبناء الجالية النوبية المقيمين في الإمارات.قال الصايغ: «إن برنامج (ثقافات) الذي انطلق في المقر الرئيسي للاتحاد في الشارقة، يهدف إلى تقديم وإبراز جميع المكونات الثقافية المتواجدة والمنتشرة في أرجاء منطقتنا الزاخرة حضاريا وثقافيا على امتداد الوطن العربي، والاحتفاء بهذه الثقافات التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الحضاري والاجتماعي، لنؤكد على أن التعدد الثقافي هو إحدى أهم مميزات عيشنا في الوطن العربي».وأضاف الصايغ: أن الإمارات هي بلد تعايش وتسامح، يعيش فوق أرضها جنسيات من كافة أرجاء المعمورة بسلام وأمن واحترام، وهي بذلك تشكل نموذجا حضاريا قل نظيره في العالم، لذلك فإنه من واجبنا كمثقفين ومبدعين أن نؤكد على هذا النموذج ونعمل على ترسيخ مفرداته بالعمل وإقامة الفعاليات التي تبرز هذا التعدد الثقافي وتجييره للتكامل والمحبة والتقدم والتنمية وليس للحروب والخلافات والنزاعات.وأشار الصايغ إلى أن الليلة الثقافية النوبية تأتي بعد ليلتين نظمهما الاتحاد ضمن برنامج (ثقافات)، وكانت أولاهما عن الثقافة الكردية والأخرى عن الثقافة الأمازيغية، كما أن الاتحاد يسعى إلى تعميم برنامج ثقافات على كافة فروعه في الدولة حتى تأخذ هذه الثقافات نصيبها الأوفر من التعريف والحضور الاجتماعي. وقرأ الصايغ قصيدة بعنوان «مصر» أهداها إلى الشعب المصري بكافة مكوناته الثقافية، والتي شكلت بتعايشها حضارة عظيمة وأمة خلاقة عبر كل مراحل التاريخ، يقول فيها: أدر الحلم في الرؤوس اشتعالا                         واسكب الكأس حلوة وحلالاإن بين الأسماء مجد سماوات                         تعالى في كونه وتعالىوارتدى لونه المتاخم للنار                        مضيئا يعملق الأجيالامن ذرى دولة الإمارات نأتيكم                       قلوبا مصرية وانشغالاإن بين الأسماء أحرف مصر                     بل وإيماء مائها والسؤالاوطن واحد المواهب نرعاه                  ونفدي بحاره والرمالامصر يا مصر يا حكاية شعب                صاغ أشكال مجدنا أشكالا. تضمنت الأمسية فقرات متنوعة تخص حضارة النوبة جنوب مصر، بداية من ورقة بحثية قدمها الإعلامي محمود سعيد استعرض خلالها نشأة الحضارة النوبية تاريخيا، وقال في مقدمة كلامه: «النوبة أرض العطر والذهب شعب الصبر والمعاناة، شعب صاحب النيل ستة آلاف عام، فكشف له النهر عن أسراره وعلمه الصبر، وصادقته الشمس العفية فأشرقت اسمرارا مضيئا في وجوهه».وأشار سعيد إلى أن لفظة «نوبة» مأخوذة من كلمة «نوب» أو «نوبو» وهي كلمة هيروغليفية الأصل بمعنى الذهب، وسبب التسمية أنه في عهد الفراعنة كانت هذه المنطقة تحتوي على العديد من مناجم الذهب في منطقة وادي العلاقي لذلك سميت المنطقة في أغلب الخرائط المرسومة أيام الفراعنة ب«بلاد النوبة» ومنها بالتالي اشتق اسم «النوبي» الذي يطلق على سكان هذه المنطقة.وبين سعيد أن المجتمع النوبي يتكون من ثلاث جماعات ثقافية هم«الكنوز، والعرب، والنوبيون» حيث يسكن الكنوز في القسم الشمالي من النوبة القديمة ويقيم العرب في القسم الأوسط، أما جماعة النوبيين فيقطنون في القسم الجنوبي.وقدم الشاعر نبيل جلال قصيدة تحاكي تاريخ النوبة عبر التاريخ، وحكاية انتصاراتهم وإشراقاتهم، يقول فيها: أنا النوبة أنا التاريخ التليد/‏‏‏ في القديم كنت أعيش خلف السد/‏‏‏ تحت الماء العذب والنخيل الباسق حملت أبنائي/‏‏‏ أبنائي الرجال الذين ولدتهم حملوا اسمي.كما شهدت الأمسية جانبا فنيا، بتقديم فيديو تعريفي لبلاد النوبة، وتم استعراض جانب من مراسم مصغرة لليلة الحنة النوبية وهي أحد مظاهر العرس النوبي، وقدم الفنان أحمد إسماعيل الفقرة الخاصة بالموسيقى النوبية، إلى جانب معرض تشكيلي تضمن عددا من الصناعات اليدوية التقليدية الأصيلة، وعددا من اللوحات الفنية التي تستعرض تاريخ منطقة النوبة ولباسها التقليدي وأشكال العيش فيها.