وصف البيت الأبيض الأميركي اللقاء الذي جمع الرئيس دونالد ترمب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بأنه يرسم معالم يوم جديد في العلاقات بين البلدين، مؤكدا التزام الجانبين بتنسيق الجهود العسكرية والسياسية لهزيمة "الاٍرهاب". وأكد بيان مشترك التزام الرئيسين بالتعامل مع عدد من القضايا الثنائية والدولية المفصلية في روح من الاحترام المتبادل والتعاون المفتوح، وأكد ترمب للسيسي على التزام الولايات المتحدة العميق والمستمر بأمن واستقرار مصر، كما تعهد بدعمها في "مواجهتها المستمرة مع الإرهاب". وجاء في البيان أن ترمب والسيسي اتفقا على أن هزيمة "الإسلاميين المتشددين" لا يمكن أن تتحقق بالقوة العسكرية وحدها، وأضاف أن الرئيسين "اتفقا على ضرورة إقرار الطبيعة السلمية للإسلام والمسلمين حول العالم". وذكر أن الزعيمين اتفقا على أهمية إحراز تقدم على طريق سلام الشرق الأوسط بما في ذلك ليبيا وسوريا واليمن، وأبديا اهتماما بدعم إسرائيل والفلسطينيين للتحرك باتجاه السلام. وفِي الجانب الاقتصادي، أثنى البيان على ما وصفه ببرنامج "مصر التاريخي للإصلاح الاقتصادي" واعتبر أن الاتفاق المبرم بين البنك الدولي ومصر سيساعد في استقرار اقتصادها وازدهاره.ترمب (يسار) قال إنه يقف بكل وضوح وراء السيسي (رويترز) إشادات متبادلةوخلال لقائهما في البيت الأبيض، أشاد ترمب بالسيسي، قائلا إنه "يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة". وأضاف "نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي، ونقف بشكل واضح أيضا وراء مصر والشعب المصري". وأضاف ترمب أن الولايات المتحدة ومصر ستجمعهما الصداقة لفترة طويلة، مؤكدا أنه يشعر بالقرب من السيسي منذ أول لقاء بينهما. وخاطب ترمب السيسي قائلا "لديك صديق حميم هنا في الولايات المتحدة، وبلد هو بلدك الثاني". من جانبه، أبلغ السيسي ترمب أنه يقدر بشدة "شخصيته الفريدة" مثمنا "سياسته في مكافحة الإرهاب". وأبدى السيسي استعداده الشخصي واستعداد مصر للمساعدة بقوة في مواجهة الإرهاب. وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد جمد المساعدات للقاهرة لعامين بعدما قام السيسي بعزل الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي منتصف 2013 بعد عام من توليه السلطة وذلك عقب احتجاجات واسعة على حكمه، لكن الاجتماع بين ترمب والسيسي أظهر مدى عزم الإدارة الأميركية الجديدة على بناء علاقات قوية.5383381484001d35c5f98-e401-4ede-9b77-6b106f7f46ebf41bb9e1-e1ed-472d-a823-a3f7c1a84db7video حقوق الإنسانوبرغم أن ترمب أشار إلى أن هناك "بضعة أمور" لا تتفق عليها مصر والولايات المتحدة، فإنه لم يتحدث علنا عن مخاوف أميركية بشأن حقوق الإنسان في مصر. وفي ذات السياق، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدةنيكي هايلي إنها لا تشعر بوجود أي اختلاف بين عملها بالأمم المتحدة في مجال المدافعة عن قضايا حقوق الإنسان ومواقف الرئيس ترمب بشأن نفس الموضوع. وجاء ذلك في معرض إجابتها عن سؤال حول زيارة السيسي إلى واشنطن والجدل بشأن انتهاكات نظامه لحقوق الإنسان، وقالت هايلي إن الرئيس ترمب عندما قال للسيسي إنه قد أدى عملا رائعا فإنه لم يقصد أنه قد قام بذلك في مجال حقوق الإنسان. ووجهت منظمة هيومن رايتس ووتش انتقادات للإدارة الأميركية بشأن استقبال السيسي، في ظل تراجع حقوق الإنسان بمصر، بينما تشير تقديرات لجماعات حقوقية إلى أن حكومة السيسي تحتجز ما لا يقل عن أربعين ألف سجين سياسي. وأثناء اللقاء بين الرئيسين، تظاهر عشرات من الناشطين والحقوقيين أمام البيت الأبيض احتجاجا على زيارة السيسي، ورفع المحتجون شعارات تندد به وأخرى تطالب الإدارة الأميركية بإعادة دراسة موقفها حيال ما وصفوها بانتهاكات النظام المصري لحقوق الإنسان. كما تجمع عشرات من مؤيدي الرئيس المصري وحملوا شعارات ترحيب به، ووضعت الشرطة حاجزا للفصل بين مؤيدي السيسي ومعارضيه.