--> هناك ظاهرة سعودية بالكامل اسمها الرجل الخفي! ذاك الذي يختار أن يعبث بنا، دون أن نراه. والرجل السعودي الخفي هذا ضالع في تعميق ضبابية المشهد تجاه كل أولوياتنا، فلا تستغرب إن دخلت إلى مجلس يقول فيه أحدهم بلهجة بيضاء دارجة: يا حبيبي هالسالفة وراها أحد! أكيد فيه واحد لعب لعبته وضرب الباب! هو قبل هذا وذاك يطور الرمال التي اشتراها بهلل، ويحولها إلى أراضٍ (مخدومة) بعد أن يغرس نخلتين عند مدخل المخطط ويسفلت ما تيسر.. ليبيع عليك هذه الرمال بثلاثة آلاف ريال للمتر الواحد!!ولو كنت في مناسبة ما ، فلا تفزع إن سمعت أحداً يتكلم عن شبح عطل مشاريع تنموية في قريته، وعنه يقول أحد المتحدثين الرسميين باسم الديرة: هذا الله يسلمك واحد(ن) من ذولي.. سروقـ(ن)، حسود(ن).. من سود القلوب! هو اللي حاس مشاريعنا حوس! لكن بعض الرياجيل تشره علاهم.. هاللي لا أحد قال له وين أنت؟ ولا وقفوه عند حده! وطبعاً لا أحد من سكان هذه (الديرة) يعلم حتى يومنا هذا من الذي عطل مشاريع الدوّارات ومجسماتها الجمالية وتسبب في إرباك النمو، ولن يعلم يوماً أحد بسر الرجل الخفي الذي احترف التخريب على مدى عقود! لكن ظاهرة الرجل الخفي ، تبلغ أقصى فانتازيّاتها في موضوع العقار! ويمتاز هذا الرجل الخفي عن أشباهه بعنف النزعات وحبه الواضح للمفاجآت! ويجب أن تعوَد نفسك عزيزي الشاب السعودي بدءا من اليوم على تبنّي فكرة رجل العقار الخفي! فهو الذي يطوق المخططات ويرسم ملامح بورصتها، وهو الذي يبني دوبلكسات، تصعب رؤيتها بالعين المجردة، بمواد بناء تجارية (ستوكات) ويبيع الواحدة منها عليك بمليون ونصف المليون نقداً، وهو قبل هذا وذاك يطور الرمال التي اشتراها بهلل، ويحولها إلى أراضٍ (مخدومة) بعد أن يغرس نخلتين عند مدخل المخطط ويسفلت ما تيسر.. ليبيع عليك هذه الرمال بثلاثة آلاف ريال للمتر الواحد!! أما أكبر رجل خفي ظهر في العصر الحديث وحتى يومنا هذا، فهو الرجل الخفي لسوق الأسهم! ويحبذ البعض تسميته في المجالس بـ الهامور، وهي تسمية عبقرية، لها عمقها، بغض النظر عن شبهة البيئة المائية، كما أن لها فلسفتها. الرجل الخفي ، صنع أكبر نكبة اقتصادية عرفها الإنسان السعودي، وهي كارثة الأحد الأسود، إن لم تخني الذاكرة، يوم 26 فبراير 2006م. ومن منا تعافى تماماً من عبث الرجل الخفي بمستقبلنا الاقتصادي على المستويين الفردي والأسري؟! فمنا المدين للمصارف لسنوات قادمة، ومنا من باع كل ما يملك، ومنا من تضرر أزلياً إن جسدياً أو نفسياً..! فرجل سوق الأسهم الخفي كان عملاقاً كما اشتهينا أن نتخيله، لدرجة لم نستطع معها أن نميز أي ملامح لوجهه السيكوباتي الشرس. السؤال اليوم: كم نسخة من الرجل الخفي نحتاج لكي نبرر ما قد يحدث في القادم، إن حدث؟! Twitter: @abdullahsayel مقالات سابقة: عبدالله صايل : -->