يواصل فريق العمل الخاص بإنشاء قسم البحوث والدراسات بجمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» برئاسة د. مي المريسي عضو مجلس الإدارة بالجمعية، الاستعانة بأصحاب الخبرات من الأساتذة الجامعيين والباحثين المختصين من أجل إنجاز مشروعهم خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث تابع أعضاء الفريق أواخر الأسبوع الماضي، وعبر تقنية «سكايب»، ورشة عمل بعنوان: « الدراسات المسحيّة» قدمها د. محمد فتح الله الأستاذ المساعد بالمركز القومي للأبحاث والتقويم والخبير في مجال التقويم التربوي بجمهورية مصر العربية . وقالت المريسي إن مواصلة استقصاء الآراء بخصوص إنشاء قسم للدراسات والبحوث في الجمعية أمر في غاية الأهمية، حتى نضمن أن تتكلل خطواتنا بالنجاح، لا سيما أن الخوض في هذا المجال يحتاج إلى أن نصغي جيداً للخبراء الذين يمنحوننا خلاصة فكرهم في مجال البحوث ويوفرون علينا خطوات كثيرة للوصول إلى ما وصلوا إليه. وأضافت أن فريقها سيواصل بواقع مرة، أسبوعياً، الاستماع للتجارب واكتساب أفكار جديدة تتعلق بإنشاء هذا القسم الذي ينتظر منه أن يثري المكتبة القطرية والعربية بالمزيد من الدراسات النفسية الهامة، والتي تترجم مهمة رئيسة من المهام المحددة للجمعية والواردة في خطتها الاستراتيجية المحدثة التي تنص على ما يلي: تشجيع ثقافة البحث، والتدريب في قطر والعالم العربي بمجالات الصحة النفسية، وتيسير السبل والوسائل لتحقيق هذا الهدف. دراسة الظواهر الجديدة على نطاق واسع عرض د. فتح الله خلال ورشته الوسائل والسبل الخاصة بحسن اختيار عنوان الدراسة والبيئة الخاصة بإجراء البحث، ليتسنى أن يكون أكثر احترافية ومصداقية، ولحماية الفريق البحثي من الإصابة بالإحباط والتقاعس خلال إتمام مهمته التي يتعين ألا تستغرق وقتاً طويلاً لإنجازها. وعرَّف المتحدث المسح بأنه استخدام طريقة منظمة لتحليل وتفسير وتصوير أو تشخيص الوضع الراهن لموضوع الدراسة، منوهاً بأن من سمات هذا المنهج ارتباطه بمؤسسات معينة، ويتم إجراؤه في مكان محدد، وأنه يتناول أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء البحث، وعلى هذا الأساس يختلف المنهج المسحي الميداني عن غيره من مناهج البحث العلمي، فالبحث المسحي يختلف عن البحث التاريخي، حيث إن الأول يستخدم لجمع بيانات الحاضر، بينما يتعلق البحث التاريخي بالبيانات الماضية. وفيما يتعلق بأقسام الدراسات المسحية أوضح مقدم الورشة أنها تنقسم إلى نوعين رئيسين؛ المسوح الكشفية أو الاستطلاعية، وعادة ما يستخدم هذا النوع من المسوح في دراسة الظواهر الجديدة غير المعروفة على نطاق واسع، أو التي لم تتعرض لدراسات سابقة، ومن ثم فإنها يمكن أن تزيد من ألفة الباحث للظاهرة موضع الدراسة، كما أنها يمكن أن تساعد في توضيح المفاهيم، وهي، فضلاً عن هذا، يمكن أن تحدد الأولويات للبحث المستقبلي. والمسوح الوصفية والتحليلية، حيث إن الأغراض الأساسية للمسوح الوصفية هي في العادة وصف خصائص المجتمع موضع الدراسة، وتقدير النسب في المجتمع وعمل توقعات محددة، فضلاً عن دراسة العلاقات الارتباطية. كما أوضح أن خطوات البحث المسحي الميداني، والتي تتمثل في صياغة الأهداف (التساؤلات التي تجب الإجابة عنها) واختيار أساليب جمع البيانات واختيار العينة التي يجب أن تكون على درجة من الدقة وجمع البيانات «بتطبيق أدوات جمعها» وتحليل وتفسير البيانات من خلال تكويد الإجابات وجدولتها وإنجاز التحسيبات الإحصائية الملائمة. وسيتابع د. عبد الفتاح لقاءاته مع فريق العمل، خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، للحديث عن المزيد من الموضوعات ذات الصلة والمتعلقة بإنشاء قسم البحوث والدراسات النفسية بـ«وياك» . يذكر أن فريق العمل أجرى لقاءه الأول في هذا السياق مع د. عبد العزيز المغيصيب عميد كلية التربية الأسبق بجامعة قطر عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، حيث تم خلال اللقاء مناقشة أهمية البحث العلمي، وأثر نتائج إجراء البحوث والدراسات على وضع الاستراتيجيات للدول والمؤسسات المختلفة، وأهمية تكوين قسم يعنى بإعداد وتصميم الدراسات والبحوث في جمعية أصدقاء الصحة النفسية ليكون ملاذاً للباحثين والأكاديميين والإعلاميين والمهتمين ، كما تم خلال ذلك اللقاء طرح موضوعات للبحث العلمي، منها: الحديث عن ضرورة إجراء دراسة مسحية لمستوى الصحة النفسية في مرحلة المراهقة، وعلاقة المعاملة الوالدية والصحة النفسية على الأبناء، والاحتراق النفسي للمدرسين.;