×
محافظة المنطقة الشرقية

رسميًّا .. النيجيري "مايكل" لاعبًا اتفاقيًّا حتى نهاية الموسم

صورة الخبر

أين هو ((المثقف العربى)) من كل ما يحدث ويدور في ساحة بلدان العرب من هموم وأحداث جسام! هل هي مبالغة أن نقول:- إن ((المثقف العربى)) اختفى تماماً ولم يعد فاعلاً أو مؤثراً في مسار الأحداث، أين هو المثقف العراقي؟ أين هو المثقف السوري؟ أين هو المثقف المصري؟ وسوف تطول قائمة ((البحث))، لكننا قد نكتفي بالتساؤل عمن ذكرنا وإن كان السؤال يشمل البحث عن الجميع. هل مسار البحث يريد أن يقول أين هو الباحث والمفكر والمنظر الذي رصد الأحداث وحللها وخرج علينا برؤية جديدة أو فكر بديل وأين هو هذا ((الفكر)) وإن وجد، فلماذا لم تتفاعل معه الحياة الثقافية والأدبية؟! أم أن مؤشر البحث سوف يتجه للإبداع ليقول أين هو الإبداع الذي أفرزه التفاعل مع الأحداث العربية المأساوية التي أوصلت العرب لما هم فيه من ضياع وتردٍ؟ هل نقول أين هم الشعراء؟ وأين هو الشعر الذي تفاعل وهجس وتمثل وجسد حالة العرب على مدى نحو عشرين عاماً مضت؟! أين هي الرواية العربية فلماذا لا نرى أكثر من أنها صعدت ((برجاً)) منعزلاً لا يكاد يحتفى في المضامين التي ينتجها إلا بآفاق هموم ((كتابها)) وحيواتهم في ماضيها وحاضرها فلم يعد هي -الرواية- الوثيقة ((الاجتماعية)) التي ترصد حركة المجتمعات في صعودها وتدهورها وتسجل محاور نكساتها وانكساراتها وسعيها للبحث عن منافذ للفعل والأمل والحياة. وحتى ((القصص)) اختفت بكل رموزها وأسمائها الكبيرة التي كان بعضها يثير الإعجاب والجدل. وبعد هذا لا أعتقد أنه من المناسب أن نقول أين هو ((النقد)) لما هو غير موجود أصلاً. هذا ليس مبالغة لكنه سؤال أولى يطرحه ((معرض الكتاب)) أي معرض كتاب يمكن لك أن تزوره لا بد أن يطرح مثل هذه الأسئلة. إن نظرة تأملية سريعة لما أفرزته التحولات الاجتماعية للحياة المأساوية للشعب العراقي مثلاً.. لا تجد ما يجسدها سوى ألوان ((الغناء)) الرديء والفج الذي حول الغناء وأحاله لـ((الكابريه)) ولـ((الملهى الليلي)) منذ أكثر من عشر سنوات على وجود العراقيين في المنافي.. وغير بعيد عنها الحالات الأخرى.. وكلها مؤشرات خطيرة وحادة على وجود تحولات اجتماعية حادة تنقض كل الشعارات التي خرجوا منها وبها.. وهي لا تشير إلى ((فجيعة)) لكنها تشكل فجيعة. كأنما كل شيء يقول:- - انفضوا ماضيكم عنكم وارحلوا ارحلوا في حاضر لا مستقبل له.. كأن لا أحد يريد أن يقاوم حالة التردي التي وصل كل العرب لها.. ولا نكاد نستثني سوى ((دول الخليج)). كأنما العرب تعبوا من المقاومة وفضلوا عليها ((الانتحار)) وكأنهم اختاروا الموت في الحياة.. فيما اختار بعضهم الخروج منها بأسوأ الطرق. كانت الكتابة والإبداع رصاصة أخيرة للمقاومة.. فأصبح الانصراف عنها رصاصة أولى تتوجه لصدر المقاومة.