يعتبر النوم من أجمل ملاذات الحياة عند كثير من الأشخاص. فمن منا لا يحب ليلة هادئة وهنيئة على سرير صحي ومريح؟ كان أتباع المهاريشي يقولون بأنه لا ينام، وهذه كارثة، لأن عدم النوم ضرب من الجنون. فكيف يمكن لإنسان ألا ينام ويحافظ على توازنه وقدراته العقلية، وحتى حضوره اليومي؟ والحق أن الإنسان العادي يحتاج إلى ما بين ست أو ثماني ساعات من النوم، أي إلى نحو ثلث اليوم كاملاً. مما يعني أنه لن يكون قادراً على متابعة نشاطه اليومي، من دون ساعات الراحة والاستكانة. تبدأ هذه الفترة بالتقلص كلما تقدم الإنسان في العمر. لكنها لدى كبار السن تكون طبيعية إذا توقفت على خمس ساعات من النوم. يفيد الخبراء المتخصصون بهذه المسألة، أن النوم المبالغ به أيضاً، الذي يتجاوز العشر ساعات، يساهم في خلق حالة من الارتخاء في الجسم، إضافة إلى ألم في الرأس وعدد لا بأس به من المشكلات الصحية. ويفيد تقرير طبي صدر من مركز أبحاث أميركي، بأن النوم لفترة طويلة لأكثر من تسع ساعات يساهم في الإصابة بالسكتة الدماغية وشلل الأعصاب، ومع ذلك فالنوم لذيذ. في هذا المجال، يرى المتخصصون في صناعة الأسرة، بأن للمواد التي تصنع منها الأسرة وملحقاتها، بالغ الأثر في توفير الراحة، كذلك في توفير الحماية الصحية للشخص الذي يستخدم السرير. ففي أحيان كثيرة تكون المواد التي تصنع منها الأسرة، سبباً، في تعريض مستخدمها لأمراض تنفسية وجلدية، كون بعض هذه المواد، لا تكون خاضعة لمقاييس طبية معينة. لذلك، فإن اختيار فرشة السرير يحتاج، فعلاً، إلى التعرف على نوعية المواد التي صنعت منها. ويفضل منها تلك التي تسمح بدخول الهواء وخروجه، مثل وبر الحصان الذي يملك خاصية التهوية، إضافة إلى أنه مانع للماء، أي لا يخزن الرطوبة. ويحدد أهم صناع الأسرة في العالم المواد التي تصنع منها بالتالي: القطن الطبيعي: وهو يساعد أولاً على التهوية الجيدة والحفاظ على درجة حرارة متوازنة للشخص النائم. كما أنه قادر على امتصاص العرق الذي ينتج عن عملية النوم. الصوف: وهو عنصر أساسي في تركيب الحشوة الداخلية للسرير، يحافظ على درجات الحرارة الداخلية ويساعد أيضاً على تسرب الهواء، ويمنح السرير متانة عالية. الكتان: يملك القدرة على امتصاص الرطوبة والتخفيف من الشحنات الكهربائية التي تنتج عن أمور كثيرة. خشب الصنوبر: يفضل هذا النوع من الأخشاب، خاصة الصنوبر السويدي، لأنه بالغ المتانة، ولأنه كذلك لا يتأثر بعوامل الزمن ويعيش فترات طويلة جداً. وكما هو واضح، فإن معظم المواد التي ينصح بها، إن كان في الفرشة أو في المواد التي يصنع منها السرير نفسه، طبيعية ويجب أن تخضع قبل بدء استعمالها لعدد كبير من عمليات التنظيف. أما عن كيفية الحصول على جو مريح وهادئ وممتع للنوم، فإن عدداً من الخبراء الأميركيين ينصحون باتباع الخطوات التالية لتحقيق هذا الأمر وهي كالتالي: * يفضل أن يكون السرير كبيراً واسعاً ويفوق طول النائم عليه. كما يفضل استعمال وسائد من الريش الطبيعي لكي تكون رقبة النائم في وضع مريح. * يفضل أيضاً ألا تكون الفرشة قاسية جداً لتفادي الضغط على المفاصل والورك. كما يستحسن أن تكون درجة حرارة الغرفة بين 14 و18 مئوية، والإضاءة خافتة جداً، أو منعدمة حتى لا تتأثر الساعة البيولوجية للنائم، ما يمكن أن يعرضه للقلق أثناء النوم. * المحافظة على ساعات نوم متقاربة، الأمر الذي سوف يخلق نوعاً من الروتين يعتاد الجسم عليه. * أخذ وقت راحة بدنية وعقلية قبل النوم، ذلك أن غرفة النوم هي المكان الأساسي للراحة، فيجب عدم العمل فيها أو حتى مشاهدة التلفزيون، وبحسب المثل الفرنسي فإن التلفزيون في غرفة النوم قاتل الحب. إن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالجو الذي يجب توفيره فيما يتعلق بالديكور وترتيب الشكل النهائي للسرير، وما يوضع عليه من وسائد وأغطية وملاءات، أيضاً، يعمل على تأمين الراحة لصاحبه. وفي هذا الإطار عينه، تفرد مجموعة كبيرة من الكتب الخاصة بالديكور الخاص بغرفة النوم تصميمات وطرقاً خاصة لترتيب هذه الغرفة بما لها من خصوصية وأهمية في الوقت نفسه. وتفيد الأخصائية في هذا المجال الفرنسية، كاتيا أبوليكام، بأن تنسيق ديكور الأسرة يعتمد بالأساس على قدرتنا على تنسيق الألوان، فهي انعكاس جوهري للشخصية أولاً، وهي ما يضفي مناخات معينة، تجمع بين الرومانسية والخيال. لكن ثمة اللون الأبيض، وهو لون محير في غرف النوم، إذ يدل على الشفافية ويعطي انطباعاً بالبرود، الأمر الذي لا يناسب الكثيرين. أما الجانب الآخر، وهو المتعلق بترتيب السرير ومتعلقاته، فإن اثنتين من الطرق الكلاسيكية لترتيب السرير، هما الأكثر شيوعاً في العالم: * الأولى تلك التي تعتمد على الوسادات المستطيلة بطول عرض السرير، وهذه غالباً ما تكون عالية وغير مريحة، لكنها من أكثر الأنواع المعروفة والمتداولة، خصوصاً بين كبار السن. وفي نسخة جديدة، ابتكرت شركات متخصصة وسادات بطول عرض السرير من الريش، مريحة وخفيفة الوزن، عوضاً عن تلك المحشوة بصوف الغنم، التي عادة ما تكون قاسية ومؤذية صحياً، كونها لا تعطي الرقبة القالب الطبيعي للراحة أثناء النوم. * الطريقة الثانية وهي «نيوكلاسيكية»، أي جديدة نوعاً ما، تعتمد على وضع عدد يتجاوز الأربع وسادات على السرير، إضافة إلى الوسادة المستطيلة، وهي رائجة جداً، خصوصاً في غرف النوم حديثة الطراز والكبيرة.