حسب البيان الرسمي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أمس، صدرت قرارات صارمة وقوية بعد تحقيقات من عدة لجان في قضايا نادي الاتحاد الشائكة وغير المسبوقة بديون متراكمة واتهامات خطيرة جدا على صعيد عدة إدارات وأعضاء شرف. وتضمن البيان بنود اللائحة التي استندت إليها الجهات ذات العلاقة في إيقاع عقوبات قوية وصارمة (بحل) مجلسي الإدارة وأعضاء الشرف، مع استثناء إبراهيم البلوي (رئيس النادي) الذي ليس له دور في هذه القضايا كونه انتخب في منافسة على مقعد كرسي الرئاسة فقط بعد استقالة محمد الفايز الذي أمضى سنة ونصف السنة فقط، وبالتالي لابد من استمرار الأعضاء. والحقيقة أن الإعلام نجح في قراءة المشهد والمستقبل في حينه، حيث حذر أغلب النقاد من مغبة عدم تناغم الرئيس الجديد (البلوي) مع نائبه (جمجوم) وبعض أعضاء الإدارة استنادا إلى صراعات وتصريحات واتهامات سبقت مجيء إبراهيم البلوي. وحدث ما كان متوقعا وللأسف الشديد بتوسع دائرة التنافر بين الرئيس ونائبه وبعض الأعضاء في عدد من المناسبات والخطابات الموثقة، حتى ضاقت ملفات مكتب رعاية الشباب بجدة ذرعا بمشاكل هذه الإدارة، ولذا كان لا بد من مثل هذه القرارات التي نتمنى أن تكون رادعة لمن يُغلبون مصالحهم الشخصية على مصلحة الكيان، ليس نادي الاتحاد فحسب بل كل الأندية ولا سيما الكبيرة منها. البيان أنصف أيضا عادل جمجوم في قضية تبرع أحمد كعكي بعشرة ملايين ومائة ألف ريال، حيث أثبتت اللجنة أن المبلغ صرف بوثائق ومستندات فيما كان مقررا. وفي رسالة أخرى تحدثنا عنها كثيرا، تم تحويل قضية الاعتداء على عادل جمجوم في مقر النادي إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وهذا تأكيد لما سبق وقلناه إنه متى تم تحويل أي قضية (بصفة رسمية) من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى جهة الاختصاص خارج المجال الرياضي فهو قرار نظامي ولا يخدش القوانين الدولية أو يتعارض معها، بل يكون القرار في صلب ذوي الاختصاص. ولكن الأهم في هذه القضية أن يعرف الوسط الرياضي النتيجة النهائية بعد تحقق الجهة ذات العلاقة كي يتعظ الآخرون ويحافظوا على هيبة واسم وقيمة الرياضة، فهناك قضايا سابقة سوفت فيها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأصبحت قيد السراب رغم خطورتها، حتى باتت في طي النسيان، وقد تكون مدعاة للتعلم من الأخطاء وهذا ما نأمله. بقي أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن إدارة نادي الاتحاد أدينت في عدم عقد اجتماعات بالشكل النظامي، فهل الأندية الأخرى تجتمع كما هو مقر في اللائحة؟! والسؤال يفرض نفسه على مجلس أعضاء الشرف والجمعية العمومية وأهمية التقيد بأنظمتها. نأمل أن تكون الرقابة أشد وأقوى وأكثر دقة لجميع الأندية بما يحقق مبتغى هذه اللوائح وسيادة العدل وإنصاف من يعمل وإنقاذ الأندية والرياضة ممن يبهرجون ويسيطرون على المشهد دون استشعار لقيمة المكان وعوائده الكبيرة والثمينة على شباب الوطن. هذه التغييرات والتطورات تأتي في وقت جيد مع نهاية الموسم بما يعزز من قيمة العمل المستقبلي بأن تبدأ الإدارة الجديدة عملها وفق فكرها التوافقي وبما يتيح استقطاب الأفضل، مع مغادرة من أوقعت بحقهم العقوبة دون ضجيج، واستثمار حب وولاء جمهور العميد الذي يعتبر الأكثر تحملا عن غيره من الجهات الأخرى مع لاعبي الفريق الذين أسعدوا جماهيرهم في فترة عصيبة ومضطربة، والوقت كفيل بما هو أفضل، متى تم الوفاء بالوعود خصوصا حل المشاكل العالقة وإنهاء أزمة الديون ووضع خطة واضحة المعالم. خلف ملفي المصدر/ صحيفة الوطن