محمد حامد ( دبي ) «البريميرليج هو أفضل منتج حضاري قدمه الإنجليز للعالم في العقود الأخيرة»، هذا ما يقوله الإنجليز دائماً، فقد أثبت الدوري الإنجليزي بما له من تأثير مباشر على تلميع صورة بريطانيا في الخارج، أنه أكثر أهمية من السياسة، حيث بدأت إجراءات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت»، وسط ارتفاع الأصوات التي تطالب باستثناء أجانب البريميرليج من هذا الأمر، وتحديداً النجوم أصحاب الجنسيات الأوروبية لكي لا تتفاقم المشكلة. ومن المتوقع أن يتم الاتفاق على التعامل مع لاعبي الدوري الإنجليزي من الأجانب، وخاصة من الجنسيات الأوروبية باعتبارهم ضمن العمالة الماهرة التي لا ينطبق عليها قوانين الهجرة، ومن ثم يتم استثناء نجوم كرة القدم من الحصول على تصريح عمل، أو شروط أخرى تتعلق بعدد المباريات الدولية التي يتوجب عليهم خوضها مع منتخباتهم لكي تتم الموافقة على انتقالهم رسمياً لأندية الدوري الإنجليزي. وبالعودة إلى نسبة النجوم أصحاب الجنسيات الأوروبية في أندية الدوري الإنجليزي فإن الأمر لن يستقيم أبداً في حال تم اعتبارهم أجانب بحلول مارس 2019، وهو التاريخ النهائي لخروج بريطانيا كلياً من الاتحاد الأوروبي، حيث تبلغ نسبتهم في تشيلسي متصدر الدوري 74%، بل إن ما يقرب من 80% من أهداف الفريق اللندني سجلها لاعبون من جنسيات أوروبية، كما أن هناك 10 أندية في البريميرليج تبلغ لديها نسبة الجنسيات الأوروبية أكثر من 50%. وعلق دافيد جولد رئيس وست هام قائلاً «الدوري الإنجليزي هو المسابقة الرياضية الأعظم في العالم، إنه الدعاية الأفضل لبريطانيا، ولإنجلترا، ومن ثم يجب أن تتم حمايته بعيداً عن مشكلات سياسية قد تعوق تدفق المواهب الكروية إليه». ومن المرجح بنسبة كبيرة أن يتم استثناء البريميرليج من المشكلات التي ستترتب على الخروج البريطاني من أوروبا، حيث يتمسك الإنجليز بالدفاع عن دوريهم إلى حد أنهم يرونه أكثر أهمية من مصلحة المنتخب الإنجليزي، حيث تتكرر المطالبات بالحد من عدد اللاعبين الأجانب مع كل إخفاق إنجليزي في كأس العالم أو بطولة أمم أوروبا، ولكن لا شيء من ذلك يحدث، والسبب غير المعلن أن الدوري الإنجليزي أكثر أهمية من المنتخب، فهو الذي يمنح بريطانيا جزءاً من مكانتها وصورتها الحضارية على المستوى العالمي.