×
محافظة المنطقة الشرقية

المرأة المثقفة في المجتمع العربي مارقة عن النواميس الذكورية بقلم: شيماء رحومة

صورة الخبر

أعلنت مكتبة المستقبل بضاحية مصر الجديدة في القاهرة، إقامة ليلة تكريم لاسم الشاعر المصري الراحل شفيق سلوم، مساء الأربعاء المقبل. يشارك في الحفل؛ المبدعون: سامية سلوم، محمد أبوالليف، فوزي عيسى، سعيد الصاوي، أيمن هيبة، نبيل أبوالسعود، وغيرهم ممن اقتربوا من الشاعر الراحل وكانوا شهود عيان على كثير من قصائده التي اتسمت بالنقد اللاذع، وكانت بمثابة سياط تلهب ظهور المفسدين. ولد شفيق سلوم، في مارس/آذار 1944 بإحدى قرى محافظة المنوفية، في وسط الدلتا، وتخصص في هندسة كهرباء السيارات. شارك سلوم في حربي يونيو/حزيران 1967 وأكتوبر/تشرين الأول 1973 ضد العدو الإسرائيلي وأبلى بلاءً حسنًا حتى تم تحرير الأرض من مغتصبيها. وفي الميدان، حين يصطف الجند لتلقّي التعليمات، كان يردد: «أحلف باسم الجلالة وبالقلم واللوح/واحلف بطه النبي واحلف بعيسى ونوح/ واحلف بسورة الضحى والزلزلة والعصر/ هانطق أقول مصر/ في ساعة طلوع الروح». وحين تستعر الشمس في صحراء مصر الشرقية، يهتف في زملائه تشجيعًا لهم: «أنا اللي عاشق ترابك في النازلة والطالعة/ وانا اللي باكل حلال وما كلتهاش والعة/ جلدي بلون حنطتك عمري ما غيرته/ ولا عمرى هانسى في يوم التوتة والترعة/ أنا اللي عاشق ترابك في الفرح والضيق/ وانا اللي في الشدة خدتيني طريق ورفيق/ ولما سابوا الولاد الجرن والغلة/ بقيت أنام م العشا أحلم بصحن دقيق». وحين انتهت الحرب وتحقق النصر المبين، التحق شفيق بالعمل، مدرسا بالمعهد العالي الفني لهندسة السيارات بالقاهرة. وفي العام 1988 بعد أن عمّت شهرته كمبدع عملاق، أوفد إلى المملكة المتحدة، عضوا بالمكتب الثقافي في السفارة المصرية بلندن، وبقي هناك لأربع سنوات كاملة، توثقت خلالها صلاته بالجالية المصرية والجاليات العربية هناك، وشارك في مختلف المحافل والفعاليات الثقافية والفنية، لكنه ككل مبدعٍ يحنّ دائمًا إلى الأم/الوطن، ولو كانت القسوة عنوانًا لإقامته فيه، فراح يردد: «في الغربة مالي وطن/وف وطني عشت غريب/وانا اللي وقت المحن/ كلبشت ما رضيت اسيب/وشِلْت روحي على كفي وانا صايم/ لكن في وقت الغنايم/ ما كنش لى نصيب». وحين اندلعت الثورة التونسية في 2011 انطلق سلوم يوثّق اللحظة بقصيدته الرائعة «الثورة بدأت من تونس»، متنبئًا بين القوافي أن ينطلق لهيب النار التي أشعلها إلى كل أرجاء الأمة، تخلّصهم من حكم الطواغيت، فراح يقول: «شواطئها عامت في الخمرة/ إوعى تقول لي دي مؤامرة/ في الكرسي قادت النار من تحت/ تونس يا خضره بقيتي حمرة/ مطرح ما ترسى راح ترسي/ سامع كلامي ياشيخ مرسي/ من تونس النار اشتعلت/ ودا كله من عشق الكرسي».. إلى آخر قصيدته المطولة. وحين تحقق لسلوم ما تمنى من رؤية رياح التغيير التي طافت بلدان الربيع العربي، أسلم الروح إلى بارئها، بعد حياة حافلة بالإبداع ليوارَى جثمانه الثرى في أبريل/نيسان 2011، مخلّفًا إرثًا مهمًا من الإبداع تمثّل في ثلاثة دواوين منشورة «الوصية، إملا لي كاس يا وطن، آه يا ليل يا وطن»، وأكثر من ألف قصيدة ومقطوعة شعرية نشرتها الصحف والدوريات الادبية في مصر والوطن العربي، كما أذيعت العديد منها في الإذاعات العربية والتلفزيون المصري. وكان التلفزيون المصري، خصص له برنامجا أسبوعيا مصورا دام بثّه سبع سنوات كاملة، لا يذاع فيه إلا شعره بصوت واحد من أشهر الممثلين.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)