×
محافظة المنطقة الشرقية

حرس حدود مكة ينتشل سيارة غرقت في بحيرة الأربعين

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي موت أحدهم بسبب فايروس كورونا كفيل بأن يجعل ليلك ونهارك مظلمين، يحوم حولهما الخوف والشك والترقب من القادم. جميل أن نُطمئن الناس كي لا يُصابوا بالهلع والرعب، ولكن بحدود منطقية من دون أن نغفل عن الحقائق، لا أن يصل مستوى الطمأنة إلى حدود الكادر الطبي، ففي هذه الحال لا تسمى طمأنة، بل حال إنكار تحتاج إلى علاج نفسي. من يصدق أن ما يحدث في أروقة بعض المستشفيات مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. هو كنعامة دست رأسها في الرمل، خوفاً من ذلك القادم. فالإسراف في الطمأنة فساد يبعث بنا إلى التهلكة؟ منذ أكثر من عشرة أيام رافقتُ شقيقتي إلى طوارئ أحد المستشفيات الحكومية بعد أن تعرضت لنزلة معوية لم تسفر المستشفيات الخاصة عن سبب منطقي لهذه الحالة. كان الطبيب المناوب خائفاً بعض الشيء، وهو ما جعله يطلب إعادة إجراء تحاليل مرة أخرى. لم أكن أعلم أن الكادر الطبي كان متوجساً من كورونا إلاّ لاحقاً. كانت غرف انتظار الطوارئ في ذلك المستشفى مليئة بالمراجعين، وللحق معظم الحالات لم تكن طارئة، ولكن المراجعين يتخذون هذا الأسلوب في الذهاب إلى الطوارئ للحصول على نتائج التحاليل والأشعة في اليوم نفسه. هذا التحايل الساذج والأخرق يتطلب منهم المكوث في الانتظار ساعات طويلة، ولكم أن تتخيلوا كم مريضٍ سيدخل ويخرج. وبعض المراجعين والمراجعات يأتون حاملين الأسرة بكامل طاقمها، لأن طفلهم الرضيع يشكو من علة ما، متعرضين ومعرضين أطفالهم لخطر مميت، في ظل الظروف الراهنة من دون أن يعلموا بأن هناك خطراً لم يُفصَح عنه بالكامل. قلة وعي بعض المراجعين مقبولة، إذ لها ما يبررها. لكن قلة وعي الكادر الطبي وتكتمه على وباء يطوف في أروقة مستشفاه ليس له ما يبرره مطلقاً. شقيقتي بعد أن شفاها الله من النزلة المعوية تقول لي البارحة بعد وفاة شخص عرفناه بسبب كورونا: «عبير، تخيلي لو أخذنا الفايروس من المستشفى» ولاسيما من تلك الممرضة التي سحبت عينة من دمي وهي تكح. تذكرت المشاهد التي مررنا به أنا وشقيقتي منذ عشرة أيام، وهي: خوف الطبيب. الممرضة التي تكح. مريض يبدو أنيقاً ويضع كمامة ويطالب برؤية الطبيب بسرعة، ورجل الأمن يرفض قائلاً: «التزم بالدور، وهو يرفض الجلوس في غرفة الانتظار. اكتظاظ غرفة الانتظار. ومع كل ذلك الزحام كان اللافت أنه لا يوجد ممرض ولا طبيب يضع كمامة وكأنهم في متنزه جبلي. يبدو أن مستوى الطمأنة والتكتم العالي وصل إلى حد الإنكار، وهو ما دفعهم إلى هذه التصرفات بلا مبالاة، ولا أعلم بعد وفاة بندر الكثيري ومسعف فيليبيني وخمسة ممارسين صحيين في الإمارات، وحالات عدة، إضافة إلى حالات تحت الملاحظة.. أتظلُّ الحال كما هو عليه أم ستعقد وزارة الصحة مؤتمراً صحافياً تتحدث فيه بشفافية عن هذا الوباء وظروفه؟ بالتأكيد لستُ الدكتور نورة العمرو الحاصلة على ماجستير في علم الوبائيات الإكلينيكية، التي لم تدخر جهداً في محاولات حثيثة، لدفع وزارة الصحة إلى أن تكشف وتتحدث بشفافية عن هذا الوباء، فالاعتراف به يجعل محاصرته والوقاية منه أسرع. أنا كاتبة رأي، لكم أن تأخذوا برأيي أو ترموا به عُرض الحائط. لا أُذيع سراً ولا أدّعي معرفةً إذا قلت إنه لا يوجد لقاح ضد كورونا، حتى لحظة كتابة هذه المقالة، لذا لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة. وتذكروا ذلك المثل المبتذل من تكراره «الوقاية خير من العلاج»، الذي يفترض اليوم أن يُعلق على بوابات الطوارئ في المستشفيات، فلربما دخلتَ صحيحاً وخرجتَ بفايروس قاتل. توقوا بالاقتصاد في الذهاب إلى المستشفيات و«طوارئها»، إذا لم تكن الحالة طارئة بالفعل، كي لا تقولوا كما قال أحدهم ذات حج: «يا ليتنا من حجنا سالمين».     abeerfoz@