< نفذت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الباحة صباح أمس تجربة فرضية في مستشفى الملك فهد بالباحة، بمتابعة من أمير منطقة الباحة مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، وافترضت الخطة سقوط جسم غريب يشتبه أن يكون صاروخاً على المستشفى، ما نتج منه وجود انفجار وتهدم للجزء الشمالي الغربي للمستشفى، وتصاعد دخان كثيف وحرائق متفرقة، مع وقوع وفيات وإصابات في الموقع. وبدأت الخطة التي حضرها القيادات الأمنية في المنطقة ومديري الجهات الحكومية والأهلية المشاركة، وقاد المهمة بمنطقة الفرضية مدير الدفاع المدني بمنطقة الباحة العميد أحمد الدليوي، باستقبال بلاغات عدة تفيد بسقوط صاروخ على المستشفى، وتطبيق الخطة العامة للاستدعاء والإسناد ورفع درجة الجاهزية، وتمرير البلاغ لكافة الجهات المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني وقت الكوارث، وتم إعلان حال الطوارئ، وتمرير البلاغ الطبي أحمر، وتمرير بلاغ لجميع الجهات المعنية لتطبيق خطة الدفاع المدني في حال الحروب، إذ تم تحريك جميع فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، والبدء بعمليات الإطفاء والإنقاذ وإخلاء النزلاء من المستشفى والمباني المجاورة، بعدها باشرت دوريات السلامة عملياتهم في الموقع للتأكد من سلامة المباني والمنشآت، وتطبيق خطة الإسناد الداخلي والإخلاء الطبي والإيواء. وشملت الخطة اكتشاف وجود مواد كيماوية في الصيدلية نتيجة تداعيات الانهيارات تتطلب تدخل الفرق المخصصة لعمليات الرصد والتحريز والتطهير لتخفيف وإزالة مخاطر تلك المواد المنسكبة، إذ قامت وحدة التدخل في حوادث المواد الخطرة من خلال فريق الرصد والقيام بأعمال التطهير وتوجيه الحالات بمنطقة الفرز الطبي، وتم تطهيرها بمقطورات التطهير وإطفاء الحريق بالقواذف الذكية، وتحديد نقطة أمنية تجمع بالقرب من موقع الحادثة وموقع الإسناد، وتم دعم الموقف بعدد من فرق الإطفاء والإنقاذ والشيولات والرافعات، نتيجة وجود عدد كبير من الضحايا في الجزء المنهار ومحاصرين تحت الأنقاض، مع وجود عدد من الأشخاص في المنطقة يتطلب إخلاءهم ونقلهم إلى منطقة آمنة. وشملت محاكات الخطة وفاة ١٥ شخصاً وإصابة ٥٠ آخرين، بينهم ١٥ حالة حرجة تم نقلهم لموقع الفرز الطبي واستدعاء سيارات الإسعاف لنقل بعض الحالات الحرجة، كما افترضت الخطة إخلاء ١٠٠ شخص من المستشفى وهم بحال جيدة إلى منطقة التجمع، ومن ثم إخلاؤهم عن طريق الحافلات، وخلال الفرضية تم إعلان عدم وجود أي ضرر في المنشآت والمباني المجاورة. وواصلت الفرق في الخطة عملها في مباشرة الحادثة وطلب طيران الأمن لإخلاء الحالات الموجودة على سطح المبنى، ونقل بعض الحالات الحرجة لمستشفيات المنطقة، وأبلغ المحققون عن وصول عدد من الحالات بعد أن تم تطهيرها، والبدء في علاجها بالمستشفى الميداني. وباشر العمل بالفرضية أكثر من ٣٠٠ ضابط وفرد بالدفاع المدني، و٣٠٠ شخص من جميع الجهات المشاركة والمساندة من القطاعات الأمنية بالمنطقة والخدماتية والأهلية، كما تم دعم الموقف بـ٣٠ متطوعاً من فرق السلام بالمنطقة، إضافة إلى أكثر من ١٧٠ آلية من آليات الدفاع المدني والجهات المشاركة. من جهته، أشاد مدير الدفاع المدني بمنطقة الباحة العميد أحمد الدليوي بمشاركة جميع الجهات ودورهم الفاعل في إنجاح الفرضية، مشيراً إلى نجاحها، وأن الهدف من التجربة هو الوقوف والتحقق من مدى استعداد وجاهزية كافة الجهات الحكومية والجهات المساندة ذات العلاقة في حال حدوث أي طوارئ من هذا النوع تتطلب مباشرتها، وقياس مدى قدرة المتخصصين في المنشأة والمسؤولين عن مواجهة حالات الإنذار للحوادث وطرق الإخلاء الصحيحة للمنشأة في بداية الحدث، ومدى مساهمة وسائل السلامة المتوافرة في المنشأة في التقليل من الخسائر والمخاطر الناجمة عن الحادثة.