×
محافظة حائل

انتهاء إجراءات التسجيل للمتسابقين

صورة الخبر

"ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن". عما نبحث في رحلتنا هذه؟ عن السعادة؟ بعضنا يظنها في الحرية، والبعض يظنها في الحب، والبعض يظنها في الشغف، والبعض في النجاح، والبعض في العلاقات الإنسانية، والبعض في السلام النفسي، والبعض يظنها في الكمال، والبعض يظنها في كل هذا أو بعضه. "وتجوب بحاراً بحاراً وتفيض دموعك أنهاراً وسيكبر حبك حتى يصبح أشجاراً أشجاراً". مخاض الرحلة وآلامها.. شكك في نفسك باستمرار.. السراب الذي لا ينتهي؛ كلما حسبت نفسك وصلت تهت مرة أخرى. "وستعرف بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخان". هل نبحث عن أوهام صنعتها عقولنا؟ حسبنا أنها موجودة؛ ﻷن هناك آخرين أخبرونا بوجودها بالقصص، بالروايات، بالمسلسلات، بالأفلام، بالكتب، ربما نكون شاهدنا البعض في لمحة من حياتهم يتمتعون بها، ربما نكون ذقناها نحن أيضاً في وقت ما ولكنها تسربت من بين أيدينا، فبسبب كل هذا صرنا على يقين بأنها موجودة حتماً وأننا لو بحثنا بجدية أكثر، لو كنا أقوياء أكثر، لو فعلنا كذا وكذا لحصلنا عليها للأبد. ولكن يبدو أنها ليست هنا ولن تكون أبداً. "فحبيبة قلبك ليس لها عنوان". هل نكف عن البحث إذاً؟ أم نظل نبحث من أجل أن نظفر منها ولو بشيء قليل؟ أعتقد أن المشكلة ليست أن نجدها. المشكلة الحقيقية في انهيارنا عندما تضيع من بين أيدينا، في عدم قبولنا حقيقة أنها دوماً ستكون منقوصة، وأنها لن تكون دائمة، وأن علينا أن نتعب أكثر بعد أن نجدها، وأنه رغم كل الجهد لن تستمر وستضيع مننا أو نضيع منها. هذه الدنيا، طبيعتها هكذا، كل شيء فيها مؤقت حتماً.. أيؤلمك هذا؟ ربما ﻷنك لا تتمسك حقاً به، بمن لا يتغير ولا يتبدل ولا ينتهي، تحفر في الحجر بحثاً عنها بيدين عاريتين فلا تكسر الحجر وتصل إليها، وفوق هذا تتكسر أصابعك واحداً تلو الآخر. تبكي ضياعها أكثر من ألم الكسر، وتحفر مرة أخرى بقوة أكثر ولكن باليدين العاريتين نفسيهما، وكأن هذا سيغير من الأمر شيئاً! أما آن لك أن تفهم، لن تصل من دون أن تتسلح بالله، ولن ترضى عما وصلت له من دون أن يكون همك رضاه، ولن تصبر على ضياعها عندما تضيع -وحتماً ستضيع- من دونه. ولن تحاول مرة أخرى من دون أن تتوكل عليه، ولن تنعم بها النعيم الأبدي إلا هناك..في الجنة، فقد كُتب أن تتذوقها هنا فقط لتعرف أنها موجودة هناك، ولتظل تبحث عنها. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.