الشركة المسوقة فكرت في الهروب وسلمان أعادها لدائرة العمل قبل سلمان .. كانت الاجتماعات تبدأ بالخلافات وتنتهي بلا اتفاق قدم منهج العقل مع خصومه ورفض سياسة التصفية داخل دهاليز الآسيوي نجح في تغيير مفهوم الاجتماعات وأعاد الهدوء للتنفيذي طوّر كأس آسيا وغيّر آلية التنافس في تصفيات المونديال انتهج منهج العقل في التعاطي حتى مع خصومه في الانتخابات قضى على الصراعات التي كانت تدير القوى في كرة القدم الآسيوية 47 اتحاداً يعملون اليوم بهدوء.. فمن يعلن غداً العصيان؟ كأس آسيا 2019م لم يخلف صراعات فهل سيبقى الملف صامتاً؟ تبقى آسيا مع كل محفل انتخابي محل شد وجذب ومتابعة مستمرة لإحداث تختلف من مشهد لآخر، فخلال العشر السنوات الأخيرة أصبح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محل جدل واسع ليس على المستوى القاري وبين اتحاداته فقط بل وعلى مستوى العالم.. ومن المعلوم أن اللعبة الانتخابية ماهي إلا حلقات متصلة تبني كل منها على الآخر، فما يحدث في آسيا أو أوروبا أو أي اتحاد قاري آخر لاشك ينعكس على الانتخابات على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهذا بلاشك يعني أنها مواطن قوة تكسبها شخصيات هنا وهناك تدير العلميات الانتخابية، وبالتالي تدار نحو مصالح تصل لهرم الاتحاد الدولي وهو ما كان ملاحظاً في كافة الانتخابات من خلال الحضور والدعم لهذه الشخصية أو تلك من قبل رئيس (فيفا) أو من خلال رؤساء اتحادات قارية.. وشاهدنا كيف أن انتخابات (فيفا) الأخيرة كانت لها تداعيات وصلت آثارها لكثير من الاتحادات القارية والمحلية وعصفت بالكثير من الملفات وفتحت الكثير من القضايا. ويعتبر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أحد أكبر الاتحادات القارية في العالم حيث يضم 47 اتحاداً محلياً ينقسمون لأربع مجموعات (مناطق) أو كما يتم تسميتها في مصطلحات العمل الآسيوي الانتخابي (أربع زونات) هي: (الأول غرب آسيا ويضم 12 اتحاداً) و(الثاني جنوب ووسط آسيا ويضم 13 اتحاداً) و(الثالث شرق آسيا ويضم 10 اتحادات) و(الرابع الآسيان ويضم 12 اتحاداً). وخلال السنوات الماضية كانت كل تلك الاتحادات في صراع مستمر وخاصة بين دول غرب آسيا وبالتحديد دول الخليج العربي التي كانت وما زالت تمسك بزمام القوة، ففي وقت سابق كان القطري محمد بن همام يعتبر رجل آسيا القوي لسنوات عدة وكان يدير موازين القوى في آسيا، واليوم نجد أن ميزان القوى ذهب للشيخ أحمد الفهد الذي أثبت في أكثر من عملية انتخابية أنه رجل آسيا القوي وصاحب القبضة الحديدة التي غيرت كل موازين القوى وأصبح يلعب وحيداً في ملعب آسيا ويدير الانتخابات في كل مرة كيفما يشاء.. ولعل الانتخابات الأخيرة التي نصبت الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيساً للاتحاد الآسيوي كانت الضربة القاضية لكافة القوى التي كانت ترى أنها مازالت تدير الصوت الآسيوي. اليوم ومن خلال هذا التقرير الذي تقدمه صحيفة "الرياضية" على جزأين نحاول أن نشخص الواقع الآسيوي من خلال قراءة تحليلية لكافة الأحداث والقضايا التي تدور سواء كانتً علناً أو في دهاليز المكاتب والاجتماعات والنقاشات التي تدور في الملعب الآسيوي خاصة أن عام 2015م أصبح اليوم أقرب بكثير وهو العام الذي سيشهد انتخابات شاملة للكثير من المقاعد ابتداء برئاسة الاتحاد الآسيوي مروراً بعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي وانتهاء بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي وعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي لكرة القدم. كما سنكشف من خلال هذا التقرير الكثير من الخفايا التي سترى النور قريباً وستكون محك العمل والخلاف والتنافس وستكون مفاجئة كما هي الانتخابات الآسيوية التي تحمل في كل مرة الكثير من المفاجآت. سلمان ووحدة آسيا بعد ما يقارب السنة والنصف استطاع رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم أن يؤكد مصداقية شعاره الذي كان عنوان حملته الانتخابية بأن آسيا في عهده ستكون (آسيا موحدة) وقدم الشيخ سلمان بن إبراهيم خلال الفترة الماضية عملاً آسيوياً استطاع من خلاله أن يوحد كل الاتحادات الآسيوية تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حتى إنه خلال السنة والنصف لم يسمع أحد شيئا عن أي صراعات أو خلافات أو نقاشات قد تفسد الأجواء الكروية الآسيوية. وبالعودة للتحركات التي نرصدها للشيخ سلمان بن إبراهيم، سنشاهد بلاشك أنه ومنذ أول يوم له في رئاسة الاتحاد الآسيوي انتهج منهج العقل في التعاطي حتى مع خصومه في الانتخابات الرئاسية الآسيوية وهو الأمر الذي استطاع من خلاله الشيخ سلمان بن إبراهيم أن يؤسس لمرحلة التقارب وينفض غبار الانتخابات وتداعياتها حتى نجح في تقريب كل الخصوم في دائرة العمل الكروي الآسيوي المشترك، بل إن زياراته الأولى كانت للدول التي كان لديها مرشحون منافسون له على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي أو على مقعد (فيفا) رغم أنه كان يقف في موقف القوة من خلال الأصوات التي أثبتت نجاحه وأن غالبية الاتحادات الآسيوية كانت تقف من خلفه إلا أن هذا لم يكن سبباً يجعل رئيس الاتحاد الآسيوي يعيد النظر في علاقاته مع منافسيه بل جعله يؤكد أنه يسعى لتحقيق شعاره الوحيد وهو (آسيا موحدة) بعد سنوات طويلة من الصراعات الكبرى التي هددت العمل الكروي الآسيوي وزادت من حدة الصراعات بين الاتحادات الآسيوية والذي كان ظاهراً وجلياً على مستوى اتحادات غرب آسيا والاتحادات الخليجية تحديداً والتي كانت تدير وبشكل كبير بوصلة العمل والانتخابات وصراعات القوى في كرة القدم الآسيوية. اليوم وبعد مرور ما يقارب العام والنصف وقبل انتخابات 2015م المقبلة يثبت الشيخ سلمان بن إبراهيم أنه قادر على إدارة كرة القدم الآسيوية بعيداً عن الصراعات وأنه يملك الشخصية القيادية التي تقرب بين الاتحادات وتحافظ على توازن العمل والقوى بينها. الآسيوي من الداخل في فترة الضياع الآسيوي والخلافات التي جاءت بعد إيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام وفي عهد الرئيس المؤقت الصيني جيلونج، كانت الصراعات والخلافات تدور في كافة أروقة الاتحاد الآسيوي وفي اجتماعاته بل إن اجتماعات المكتب التنفيذي كانت تستمر لأكثر من 7 ساعات بسبب الخلافات الكبيرة التي كانت بين أعضاء المكتب التنفيذي ورغم طول الاجتماعات إلا أنها لم تكن تنتهي بنتيجة مرضية تبرر طول الوقت بل كانت تبدأ بالخلافات وتنتهي بلا اتفاق. أما الآن، فإن تلك الاجتماعات أصبحت اليوم لا تتجاوز مدتها الطبيعية التي تعكس حجم التفاهم والتناغم بين أعضاء المكتب التنفيذي، حتى أنه بالعودة لملف استضافة كأس آسيا 2019م سيتضح أن هناك الكثير من الدول المؤثرة التي تقدمت بطلب الاستضافة، ومع ذلك لم تسجل أي خلافات على السطح وهذا دليل يعكس حجم الارتياح في آلية العمل وتحقيق مبدأ العدالة والشفافية وتطبيق الأنظمة التي لاشك أنها ترضي كافة الأطراف، وأيضا دليل على أن الاتحاد الآسيوي يتعامل بشكل إيجابي مع كل الملفات مما ساهم في صدور الكثير من القرارات التطويرية التي كانت تشكل رؤية تغيير في العمل الكروي الآسيوي ولم تشهد تلك القرارات أي نقاشات حادة أو إفرازات خارج دائرة العمل في المكتب التنفيذي أو لجان الاتحاد الآسيوي المختلفة مما يدل على عمق العلاقات والتقارب الكبير بين الأعضاء والعاملين وسياسة العمل ضمن إطار مصالحة عامة تخدم كرة القدم الآسيوية، وهو الأمر الذي يجعلنا نؤكد على قدرة الشيخ سلمان بن إبراهيم في جمع القارة الآسيوية رغم الصراعات العنيفة التي حدثت قبيل الانتخابات الأخيرة في ظل انتخابات جديدة أشمل وأوسع تنتظرها آسيا 2015م. سياسة التصفية كانت أروقة الاتحاد الآسيوي في فترة الرئاسة المؤقتة للاتحاد وقبيل انتخاب الشيخ سلمان بن إبراهيم تعاني كثيراً من سياسة التصفية لكافة الموظفين أو الأطراف التي يعتقد البعض أنهم على علاقة وثيقة برئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام بل وصلت لقضايا وإتهامات وفصل واستقالات مما جعل بيئة العمل الآسيوية في ذلك الحين غير صحية، بل إن الصراع بين الاتحادات الآسيوية انعكس سلباً على إدارة الاتحاد الآسيوي من الداخل. ومع رئيس الاتحاد الآسيوي المنتخب الشيخ سلمان بن إبراهيم تغيرت الآلية والمنهجية من خلال ما قام به الشيخ سلمان في اليومين الأولين من عمله في الاتحاد بعد أن اجتمع مع كافة رؤساء الأقسام والإدارات في اليوم الأول، وفي اليوم التالي قام بزيارة شملت كافة الموظفين في الاتحاد مطالباً لهم بالعمل كأسرة واحدة داخل البيت الآسيوي وهو الأمر الذي انعكس على العمل بشكل إيجابي، حتى أنه لم تسجل خلال السنة والنصف أي عملية مضايقة أو طرد أو فصل لموظفين داخل الاتحاد مما يعني عدم وجود روح الانتقام ضد أي من الموظفين السابقين بغض النظر مع من كانوا يعملون رغم الانطباع العام أن عدد الموظفين في الاتحاد الآسيوي يفوق بكثير طاقة الاتحاد الآسيوي وحاجته حيث يصل عدد الموظفين لما يقارب الـ 150. قرارات آسيوية خلال فترة الرئاسة المؤقتة أشارت بعض التقارير إلى أن الشركات التي تعمل مع الاتحاد الآسيوي كانت تفكر بشكل جدي في الانسحاب خاصة في ظل صراعات كانت تزداد يوماً بعد يوم وإيمانها التام بأن الأجواء أصبحت غير صحية للعمل وفي مقدمتها المسوق الرئيسي للاتحاد الآسيوي شركة wsg التي كانت ترى أن استمرارها يهدد مصالحها التسويقية، ولكنها بعد انتخاب الشيخ سلمان بن إبراهيم ومع هدوء العواصف الآسيوية عادت للعمل وبقوة وأبدت رغبتها في تجديد عقدها حتى عام 2024م وأعلنت رغبتها في رفع قيمة العقد بشكل كبير إذا ما تم التمديد لها مما يعني أن هناك ارتياحاً كبيرا من آلية العمل التي من خلالها يتم التعامل مع قضايا الاتحاد الآسيوي التي تعني في ذات الوقت بيئة صحية تستطيع من خلالها الشركات أن تعمل وتحقق الأهداف التي جاءت من أجلها خاصة أن الجانب التسويقي يعتبر الذراع الأيمن والقوي الذي يقوم عليه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في تقديم عمله وبرامجه. كما استطاع الاتحاد الآسيوي برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم العمل على تطوير مسابقات الاتحاد الآسيوي، ففي بطولة آسيا للمنتخبات ظل الاتحاد الآسيوي لسنوات طويلة يقيم البطولة بمشاركة 16 منتخباً، ولكنه قبل أشهر اعتمد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة آسيا إلى 24 منتخباً ابتداء من عام 2019م مما يعني حدوث تطور في البطولة الآسيوية الكبرى وفتح المجال لمشاركة أكبر عدد ممكن من المنتخبات الآسيوية الأمر الذي قوبل بترحيب كبير من كافة الاتحادات الآسيوية والشركات المسوقة. أيضاً أقر الاتحاد الآسيوي على مستوى تصفيات كأس العالم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في التصفيات فبدلاً من مشاركة 10 منتخبات من خلال مجموعتين اعتمد الاتحاد الآسيوي مشاركة 6 منتخبات لكل مجموعة (أي زيادة منتخبين عن السابق) ويعتبر ذلك من التطوير الذي يساهم في قصر المدة التي تلعب فيها المنتخبات ويفتح المجال أكبر أمام المنتخبات الآسيوية للاستفادة بشكل أوسع من أيام (فيفا) التي كانت تستغل في فترات سابقة لإقامة تصفيات كأس العالم، والأهم من ذلك أن تلك القرارات لم تواجه بأي ردود أفعال تشير لوجود خلافات بل كانت مقياساً حقيقياً للتناغم الذي يسود أروقة واجتماعات الاتحاد الآسيوي في كافة لجانه خاصة أن مثل تلك القرارات تعتمد على موافقة عدد من اللجان وتأييد من قبل المكتب التنفيذي وقبل ذلك الارتياح من جانب الاتحادات الآسيوية.