كييف - جنيف: « الشرق الأوسط» أعلن الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف بدء العملية العسكرية التي طال انتظارها «لمكافحة الإرهاب» ضد الانفصاليين المواليين لروسيا شرق البلاد. وما زالت طبيعة نشر القوات غير واضحة. وقال تورتشينوف إنه «سيتم نشر القوات شمال منطقة دونيتسك بالقرب من الحدود مع روسيا». وأوضح تورتشينوف في حديثه أمام البرلمان الأوكراني أمس أن الهدف (من العملية العسكرية) هو حماية المواطنين من الإرهابيين الذين يحاولون تمزيق الدولة. وفي جنيف قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس إنه «ينبغي على الحكومة المؤقتة في أوكرانيا إدماج الأقليات على الفور في العملية السياسية ونزع فتيل التوترات الراهنة». وقال المسؤول البارز بشأن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إيفان سيمونوفيتش، إن «الأقلية الروسية الضخمة في شرق أوكرانيا تشعر بأنها غير ممثلة بالشكل المناسب في الحكومة»، وأشار إلى أنه جرى تغيير الكثير من أصحاب المناصب وحل مكانهم مسؤولون موالون لكييف منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في فبراير (شباط) الماضي. وفي الوقت نفسه، قال سيمونوفيتش إنه «لم تقع هجمات واسعة النطاق ضد الروس العرقيين، وإن حقوق الأقلية المتعلقة باللغة لم تمس». وذكر سيمونوفيتش في تقرير عقب زيارته الشهر الماضي لأوكرانيا وشبه جزيرة القرم، أن قادة كييف لا بد أن يطمئنوا جميع السكان في أنحاء أوكرانيا على أن مخاوفهم الرئيسة سوف تعالج. كما دعا التقرير إلى آليات جديدة لإدماج الأقليات في السياسة، وأشار إلى أنه لا بد من التشاور مع الأقليات قبل تمرير أي قوانين تؤثر عليهم. وفي بكين حذرت روسيا مجددا من فشل قمة جنيف المقرر عقدها غدا (الخميس) حول الأزمة الأوكرانية حال استخدمت الحكومة الأوكرانية القوة ضد العناصر الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في بكين إن «فرص إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستقل بشدة في هذه الحالة». وأكد لافروف اهتمام بلاده بعقد القمة. وبحسب بيانات وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس)، وصف لافروف اتهامات الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب بأن روسيا تؤجج الاضطرابات في شرق أوكرانيا عبر عناصر استفزازية بـ«الهراء». في غضون ذلك طالبت روسيا بوقف تصدي قوات الأمن الأوكرانية للعناصر الموالية لموسكو في شرق أوكرانيا. وأدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحملة الأمنية التي بدأتها الحكومة الأوكرانية أمس في شرق أوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (إتار - تاس) عن لافروف قوله عقب محادثاته مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين: «إننا نطالب بوقف ما يسمى بمبادرات إرسال قوات أمن ووحدات عسكرية بالانتهاك لمعايير القانون الأوكراني والقانون الدولي». وكان لافروف حذر في وقت سابق أمس من فشل قمة جنيف المقرر عقدها غدا حول الأزمة الأوكرانية حال استخدمت الحكومة الأوكرانية القوة ضد العناصر الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا. وقال لافروف إن «فرص إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستقل بشدة في هذه الحالة»، مؤكدا اهتمام بلاده بعقد القمة. وفي واشنطن حض الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين على استخدام نفوذه لدفع الانفصاليين في شرق أوكرانيا إلى الانسحاب من المباني الحكومية التي يحتلونها. جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الرئيسين جاء في وقت واصل فيه ناشطون موالون لروسيا احتلال مبان في مدن في شرق أوكرانيا. وقال البيت الأبيض في بيان أصدره إن أوباما «أشار إلى عزلة سياسية واقتصادية متزايدة لروسيا نتيجة لتصرفاتها في أوكرانيا». وأضاف أن أوباما «ذأوضح أن التكلفة التي جلبتها روسيا على نفسها ستزداد بالفعل إذا استمرت هذه التصرفات». ومن جانبه رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهامات الرئيس الأميركي باراك أوباما لروسيا بالتدخل في شرق أوكرانيا، في وقت تعد فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعقوبات جديدة على روسيا لتدخلها في شرق أوكرانيا. وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في كلمة ألقها أمس إن «روسيا تعمدت دفع أوكرانيا إلى حافة الهاوية في الأيام الماضية وزادت من خطر حدوث مواجهة عنيفة هناك». وتأتي تصريحات هيغ التي وزعها مكتبه مسبقا بعدما قالت روسيا إن «أوكرانيا على شفا حرب أهلية» في حين قالت كييف إن «عملية لمكافحة الإرهاب جارية ضد الانفصاليين الموالين لموسكو». وقال هيغ وفق المقتطفات التي وزعها مكتبه دفعت روسيا أوكرانيا في الأيام الأخيرة إلى حافة الهاوية وأوجدت خطرا عظيما كامنا من حدوث مواجهة عنيفة.