أصبحت العولمة في أعين البعض مثالا لكل الأخطاء الحاصلة في العالم، وهو الأمر الذي سمح للشركات المتعددة الجنسيات بخفض الأجور والتعدي على حقوق العمال، حتى تآكلت الديمقراطية وأصبحت مهددة بالزوال. لكن هنالك فريقا دوليا يتكون من نخبة من العلماء، كشف عن جريمة أخرى للعولمة وهي الوفيات المبكرة لأكثر من 750 ألف شخص. حيث وجد الباحثون أن 411 ألفا و100 شخص لقوا مصرعهم عام 2007 وذلك بعد استنشاقهم جسيمات دقيقة من تلوث الهواء المعروفة باسم «بي أم 2.5»، التي تحملها الرياح من منطقة إلى أخرى حول العالم. وخلص الباحثون أيضا إلى أن «بي أم 2.5» الناجمة عن السلع والخدمات المنتجة في جزء من العالم وتنقل أو تستخدم بعد ذلك في مكان آخر، قد تسببت في وفاة 762 ألفا و400 شخص في وقت مبكر أكثر من المقدر لهم في حالات أخرى. وأفادت الدراسة التي نشرت في مجلة الطبيعة، بأن ملايين البشر يموتون سنويا بسبب أمراض يسببها تلوث الهواء الخارجي، وأن التجارة الدولية تسهم في عولمة الانبعاثات والتلوث، نتيجة لإنتاج البضائع وما يلحقها من انبعاثات في منطقة للاستهلاك بمنطقة أخرى، فيما يشكل عدد الوفيات المتعلقة بالتجارة العالمية نحو 22% من إجمالي العدد العالمي الذي يقدر بـ3.45 ملايين من كل مصادر «بي أم 2.5». تعتبر الصين واحدة من أكبر الدول المستفيدة من العولمة خاصة مع ازدهار اقتصادها في العقود الأخيرة، حيث يرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض تكاليف الأجور لدى العمالة المحلية، إلا أنها شهدت أيضا مستويات تلوث مرتفعة جدا سببت قلقا كبيرا وساعدت حكومة بكين في التحول إلى الطاقة المتجددة على نطاق واسع على غرار الطاقة الشمسية والنووية وغيرها. كما كشف الباحثون أيضا أن تلوث «بي أم 2.5» من الصين، ساهم في وفاة أكثر من 3100 شخص في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وفي المقابل ارتبط أيضا إنتاج البضائع والخدمات لأسواق أوروبا الغربية والولايات المتحدة بأكثر من 108 آلاف و600 وفاة مبكرة في الصين. صحيفة إندبندنت البريطانية