انطلقت ظهر أمس ندوات «المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي» الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والذي تنظمه وزارة التعليم العالي بحضور د. خالد العنقري وزير التعليم العالي. وانعقدت الندوة الأولى التي تناولت محور: «نماذج للجامعات المبتكرة الطريق الأفضل للمستقبل» التي ترأسها أستاذ التعليم العالي ومدير مركز التعليم العالي الدولي بكلية بوسطن - الولايات المتحدة الأمريكية فيلب الباخ، تحدث في بداية الندوة عن أن التعليم العالي يعد من أهم الصناعات الرئيسة التي شهدت تقدمًا كبيرًا و في الوقت ذاته لا زالت تواجه العديد من المشكلات، وأشار إلى مفهوم المشاركة ومدى أهميتها في التنافسية في التعليم العالي. وقال: «إننا نعيش في عصر العولمة والتعليم العالي المتاح للجميع، وفي مثل هذا العصر تصبح التنافسية فرضًا على الجميع ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها، لذلك نحن بحاجة إلى فهمها وكيفية التعامل معها في ظل هذا العالم الذي يتسم بالتعقيد. نحن أيضًا بحاجة إلى إدراك كيفية عمل التنافسية داخل البلدان، وكيفية استفادة الأنظمة الأكاديمية سواء هنا في هذه البلد أوفي أي مكان آخر من روح التنافسية هذا من جانب، وأن لا تتشتت على الجانب الآخر من جراء التنافسية الشديدة بين العديد من الجامعات وداخل قطاع التعليم العالي». وبين أن التعليم القائم على المعرفة يربط الأنظمة الأكاديمية والصناعات بحقل العلوم التقنية الحديثة، حيث يلعب الاستخدام العالمي للغة الإنجليزية كلغة أولى للعلوم دورًا أيضًا، كذلك المدرسين الذين يسهمون بشكل أساس في الحراك الدولي للطلاب. وأشاد فيلب الباخ بدور المملكة بإرسالها بعثات طلابية للخارج بأعداد هائلة وغير مسبوقة هذه الأيام، حيث تعتبر فكرة رائعة للغاية حين يحظى أولئك الطلاب بفهم أفضل لاسيما أولئك الذين سيعودون للملكة ليتقلدوا مناصب أكاديمية، حيث إن اتساع مداركهم وفهمهم المراد بالبيئة العالمية للتعليم العالي سيكون على نحو أفضل. وكذلك المناهج التعليمية التي أصبحت تحتوي على مواد تعليمية علمية ليست فقط في مجال التجارة والأعمال بل في العلوم أيضًا ومجالات أخرى. ثم تناول الأمين العام لوزارة التربية والتعليم في ماليزيا زيني يوجانغ ورقة بعنوان: «مفهوم جديد للأكاديمية: المنظومة الأكاديمية لريادة الأعمال المبنية على الطلب»، حيث أوضح فيها أن الجامعة التقنية الماليزية بدأت في تنفيذ الأكاديمية الجديدة منذ عام 2009 تعنى بالتعلم بمعايشة الخبرة المباشرة ويتضمن منهجًا لريادة الأعمال نحو تعليم عال شامل ذو نظرة كلية برؤية أكثر شمولًا للتعليم العالي غير مقيدة بالتخصص والاعتماد المفرط على الأنشطة الصفية من خلال إعطاء مساحة كافية لمعنى المعرفة وتجويد الحكمة.وأوضح أن الهدف من مبادرة الأكاديمية الجديدة إلى الرقي بتقدير المعرفة بدلًا من النظرة إلى المعرفة كسلعة أو مجرد وسائل لتحقيق أهداف قصيرة الأجل من خلال منح الشهادات الأكاديمية. واشار إلى وجود فهم وتقدير المعرفة في سياق التعلم الحقيقي والفعلي، موضحًا أن منهجية الأكاديمية الجديدة تركز على الجانب التفاعلي بشكل أكبر وليست منحصرة في الأنشطة الصفية، والنشاط التعليمي ليس قاصرًا على متطلبات المقرر الدراسي أوالمساحة الممنوحة للطالب في المختبر التعليمي الذي يربط المعرفة النظرية بالتطبيقية. وأضاف أن روح ريادة الأعمال في جميع الأبعاد والتخصصات المعرفة مطلب، وليس في دراسات إدارة الأعمال وعلم الاقتصاد والدراسات المالية، وأيضًا إشراك أعضاء هيئة التدريس المتقاعدين والمهنيين والعاملين في القطاع الصناعي وأن ذلك في غاية الأهمية لتجويد فهم المعرفة والمهارات من خلال التدريس والبحث العلمي. وتطرق العميد الفخري لأكاديمية روزفلت - جامعة أوتريخت بهولندا هانز أدريانسيس إلى أهمية الابتكار في التعليم العالي ومدى انعكاسه إيجابيًا على المجتمع، حيث أشار من خلال ورقته بعنوان: «الابتكار في التعليم العالي الهولندي» عن التجربة الهولندية ومساهمتها في تقديم الكليات الجامعية على أنها ابتكار أساسي. وقدم أدريانسيس لمحة موجزة عن الانتشار الحالي للكليات الجامعية في هولندا وفي البلدان الأوربية الأخرى، ومدى الاهتمام المتزايد بهذا النوع من الكليات الجامعية من جامعات في الصين والأقطار الآسيوية الأخرى، وتماشيًا مع الطلب المتزايد على الطلاب والأساتذة في اقتصاد يعتمد بدرجة كبيرة على المعرفة، متوقعًا أن يتحول الكثير من الجامعات بصورة متزايدة إلى نموذج كليات جامعية في السنوات المقبلة. وعرض مدير جامعة هلسنكي في فلندا توماس ولهيلمسون ورقة جاءت بعنوان: «الجامعات الرائدة مقابل الجامعات العامة: التجرية الفنلندية» تحدث فيها عن التحدي المعاصر الذي يوجه الكثير من الجامعات في الجمع بين المساواة في التعليم والصفوة التنافسية والتركيز على الموهبة، وأشار إلى كيفية التعامل مع التوسع الكبير في التعليم الجامعي وفي نفس الوقت القدرة على استقطاب أفضل الباحثين والدارسين. المزيد من الصور :