أعادت السلطات الماليزية، الجمعة 31 مارس/آذار 2017، جثمان أخي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بمقتضى اتفاق يضمن الإفراج عن 9 من مواطنيها محتجزين لدى كوريا الشمالية. وتقول مصادر بالمخابرات الأميركية والكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية دبرت عملية قتل كيم جونغ أون الشهر الماضي باستخدام غاز الأعصاب (في.إكس) السام المدرج على قائمة الأمم المتحدة لأسلحة الدمار الشامل. وأثار الهجوم غضب ماليزيا وخلافاً دبلوماسياً مع كوريا الشمالية، نجم عنه حظر للسفر فرضه الجانبان وانهيار علاقة صداقة قائمة منذ فترة طويلة. ووصل الماليزيون الـ9 الذين كانوا ممنوعين من مغادرة كوريا الشمالية إلى مطار كوالالمبور الدولي في ساعة مبكرة الجمعة، حيث كان في استقبالهم وزير الخارجية، ومجموعة كبيرة من العاملين بالإعلام كانوا بانتظارهم طوال الليل. وقال مهد نور أزرين زين المستشار بالسفارة الماليزية في كوريا الشمالية: "لا ننكر أنه عندما فرضت حكومة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية حظر السفر الذي منعنا من المغادرة، كنا قلقين جداً، وخاصة أننا لم نرتكب أي خطأ". وأضاف: "خلال تلك الفترة، لم نشهد أي مضايقات من سلطات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. تلقينا تأكيدات بأن الحياة يمكن أن تسير بصورة طبيعية". وفي وقت سابق، أبلغت مصادر أن السلطات تستعد لنقل جثمان كيم على طائرة ماليزية متجهة إلى بكين في طريقها إلى بيونغ يانغ. وقال رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق، في بيان: "بعد استكمال فحص الطب الشرعي لجثة المتوفى وتلقي خطاب من أسرته تطلب فيه إعادة الرفات إلى كوريا الشمالية، أقر الطبيب الشرعي الإفراج عن الجثة". ونجيب في زيارة رسمية للهند حالياً، لكن مسؤولين صرحوا بأنه شارك مباشرة في المفاوضات. ولم يذكر نجيب في البيان كيم بالاسم. وكان كيم قد اغتيل بمطار كوالالمبور في 13 فبراير/شباط الماضي. وينهي اتفاق المبادلة مواجهة دبلوماسية استمرت نحو 7 أسابيع بين البلدين. وكانت مصادر دبلوماسية قد صرحت بأن كوريا الشمالية تطالب بتسلم جثمان كيم و3 مشتبه فيهم كانوا بسفارتها، وذلك مقابل رفع حظر السفر عن الماليزيين الـ9. وذكرت وسائل إعلام محلية أن اثنين على الأقل من المشتبه فيهم، وأحدهم مسؤول بسفارة كوريا الشمالية، غادرا ماليزيا. وشوهد مسؤولون من كوريا الشمالية وهم يغادرون مطار بكين صباح الجمعة، لكن مراسل رويترز لم يتمكن من التحقق مما إذا كان المسؤولون المعنيون بينهم. وقبل اغتياله، كان كيم جونغ أون، وهو أكبر أبناء الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، قد انتقد علناً سيطرة عائلته على كوريا الشمالية. وذكرت الشرطة الماليزية أن عملية الاغتيال نفذتها امرأتان، إحداهما إندونيسية والأخرى فيتنامية، مسحتا وجه كيم بغاز الأعصاب شديد السُّمّية.