إعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس (30 مارس/ آذار 2017) أن النشاط البشري ليس سبباً للتغير المناخي، في وقت وعد دونالد ترامب بأنه سيتخذ "بحلول نهاية أيار/مايو" قراراً بشأن اتفاق باريس حول المناخ الذي انتقده بشدة خلال حملته. وقال بوتين خلال منتدى حول القطب الشمالي في أرخانغلسك بشمال روسيا، وفقاً لصور بثها التلفزيون الرسمي، إنّ "الاحتباس الحراري بدأ في ثلاثينات القرن الماضي". وأضاف "في ذلك الوقت، لم تكن هناك بعد عوامل أنثروبولوجية مثل انبعاثات (الغازات المسببة للاحتباس الحراري)، لكنّ الاحتباس كان قد بدأ بالفعل". واعتبر الرئيس الروسي أنه "يستحيل" منع الاحترار العالمي، قائلا إن "المسألة هي التكيف معه بطريقة أو بأخرى". وتأتي هذه التصريحات في وقت قال المتحدث باسم الادارة الاميركية شون سبايسر الخميس "نحن في طور درس القضايا المرتبطة باتفاق باريس ونعتزم التوصل الى قرار بحلول نهاية ايار/مايو، موعد قمة مجموعة السبع (في ايطاليا) إذا لم يكن قبل ذلك". واتفاق باريس وقعته أكثر من 190 دولة بينها الولايات المتحدة نهاية 2015، وسبق لترامب أن وعد خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من الاتفاق وبوقف "المساهمات الاميركية" في برامج الامم المتحدة حول تبدل المناخ. من جهته، دافع وزير الخارجية ريكس تيلرسون خلال الاستماع اليه امام الكونغرس عن التزام الاتفاق. واعتبر تود ستيرن الذي كان الموفد الاميركي حول المناخ بين العامين 2009 و2016 ان انسحاب الولايات المتحدة "سيؤثر في صورة اميركا". وقال ستيرن لفرانس برس "بعيدا من تبني موقف ايديولوجي صرف، ليس هناك اي سبب منطقي للانسحاب. ليس هناك فعلا مصلحة في ذلك". وفي خطاب لم يتطرق فيه البتة الى قضية التبدل المناخي، هاجم ترامب الثلثاء مبادرات سلفه باراك اوباما على هذا الصعيد واعداً بإحياء صناعة الفحم. وأشاد بوتين الذي زار الأربعاء أرخبيل فرانسوا جوزيف في شمال روسيا، بظاهرة الاحتباس الحراري، لافتاً إلى أن ذوبان الجليد سيُسهّل بشكل خاص التنقل في هذه المنطقة و"استغلالها لأغراض اقتصادية" واستخراج الموارد الطبيعية. في المقابل اعتبر نظيره الفنلندي سولي نينيستو المشارك أيضا في المنتدى، أن تغير المناخ "تهديد خطير" لمنطقة القطب الشمالي. وتُعتبر تصريحات بوتين بعيدة كل البعد عن الخطاب الذي ألقاه في افتتاح المؤتمر العالمي للمناخ في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. وكان بوتين قال آنذاك إنّ "نوعية حياة جميع سكان الكوكب تعتمد على تسوية مشكلة المناخ"، مشيداً بـ"جهود روسيا" في مجال التخفيف من انبعاثات الغاز "والتي ساهمت بكبح ظاهرى الاحترار العالمي على مدى عام".