كتب - أشرف مصطفى: سافر فريق عمل المسرحية القطرية "السلطان" أمس للمشاركة في الدورة 21 من مهرجان قفصة المسرحي الدولي بتونس الذي يقام خلال الفترة من اليوم 31 مارس إلى 7 أبريل المقبل، ومن المقرّر أن تشهد الدورة الجديدة احتضان العديد من العروض المسرحية سواء داخل مدينة قفصة أو خارجها، بمشاركة عربية ودولية واسعة، وإلى جانب العروض المشاركة، سيتم إثراء المهرجان بالعديد الفعاليات المصاحبة في أعقاب العروض المسرحية، طيلة أيام المهرجان، والعرض سبق أن مثل قطر في مهرجان بجاية بالجزائر خلال شهر نوفمبر الماضي، كما شارك كذلك في مهرجان عشيات طقوس بالأردن وهو المهرجان الذي استطاعت من خلاله أن تحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما حصلت الفنانة خلود أحمد على جائزة تشجيعية عن أدائها التمثيلي في المسرحية، والعمل من تأليف وإخراج الفنان القطري سالم المنصوري، فيما تعود البطولة إلى كل من فاطمة يوسف التي حلت بدلاً من سرينا في العرض الجديد للمسرحية، والفنان رمضان البلوشي، فاضل راشد، ومخرج مساعد سمير مصطفى، ومن إنتاج مؤسسة أصول للإنتاج الفني. من جانبه عبّر الفنان القطري سالم المنصوري في تصريح لـ الراية عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، مضيفاً أن مشاركتيه بذات العمل في "بجاية"، وعشيات طقوس تميزا بالإيجابية حيث قدّم عروضاً نالت استحسان الجمهور، وأكد المنصوري حرصه على المشاركة الدائمة بالمهرجانات الدولية كونها فرصة ممتازة لتبادل الأفكار والآراء مع فنانين من مختلف الدول والاطلاع على جديد فنون المسرح، هذا إلى جانب أهمية تواجد الفن القطري في المحافل الدولية، مشيراً إلى أنه في مشاركته الثالثة بمسرحية السلطان قصد أن يغيّر بعض الفنانين العاملين معه بالمسرحية بغرض إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الزملاء لمتابعة المهرجانات الدولية والاطلاع على تجارب الآخرين، كما عبّر عن أمله أن يحقق العرض ذات النجاح الذي سبق وحققه في الأردن، ونوه إلى أن المسرحية لم تطلها سوى بعض التغييرات البسيطة خاصة على عنصر الملابس، وتدور الأحداث حول رجل صياد يسكن في إحدى الجزر التي يحكمها أحد السلاطين، وتنطلق العقدة الدرامية من مشهد يشاع فيه خبر أن السلطان سوف يتنازل عن الحكم، وستجري انتخابات مفتوحة لكل من يرى نفسه قادراً على الحكم، فتقوم زوجة خميس وجميع الصيادين بحثه على أن يرشح نفسه للحكم بما يرون في خميس من حكمة وعقل وتدبّر للأمور ولكنه يرفض بكبرياء لعدم رغبته في السياسة وعدم حبه لها، وفي فترة راحته وهو ينتظر زوجته أن تحضر له العشاء نام قليلاً ليحلم بأنه أصبح السلطان ليأخذنا الحلم إلى أروقة السلطة، فيعطي الشعب كل ما بوسعه من كرم ومساواة وعدل ولكن أطماع البعض تزيد فوق استطاعة الجزيرة وخصوصاً أن الجزيرة تمر بظروف اقتصادية صعبة وأقاموا عليه المظاهرات وعندما حاول أن يحكمهم بالشدة يقدّمونه لمحاكمة ثورية تقضي بإعدامه، ليتبين بعد ذلك أن هدف المسرحية ينطلق من مقولة "إرضاء الناس غاية لا تدرك"، وبعد أن حضّرت زوجته العشاء وأيقظته من نومه يحمد خميس ربه أن الذي حدث ليس إلا مجرد حلم. وفي العمل إشارة وإسقاط لما حدث ويحدث في بعض ثورات الربيع العربي التي اجتاحت عدداً من الأقطار العربية وما تبعها من انعكاسات أثرت على المجتمعات وأصبح هناك حالة من الخلط بين مفهوم الحرية والحقوق وبين الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الدول، ومدى الهموم وحجم المسؤوليات التي تكتنف عمل السياسيين والممسكين بزمام الأمور. كما أوضح المنصوري أن الفرقة غادرت إلى قفصة أمس، وحملت معها من الدوحة خلال الرحلة كافة أغراضها من ديكورات وأكسسوارات وكافة مستلزمات العمل.