«طوفان نوح» قصة شهيرة سمع بها الجميع، لكن في كل مرة تعاود فيها سماع القصة تقفز العديد من الأسئلة لتثير ذهنك. ماذا بعد الطوفان؟ هل كان الطوفان وقتها نهاية العالم؟ هل أغرق الطوفان الأرض كلها؟ لماذا أمر الله نوح أن يجعل معه في السفينة من كل زوجين إثنين؟ وما علاقة مصر بالطوفان؟ ومن أين جاء اسم مصر أصلاً؟ أسئلة تبدو بسيطة لكن إيجاد إجابات يتطلب الكثير من الوقت والبحث والمجهود، خاصة في ربط التفاصيل المتفرقة. ويرصد «المصري لايت» في التقرير التالي، بعض ملامح القصة، كمحاولة للوصول إلى إجابات مقنعة لبعض هذه الأسئلة، بحسب ما جاء في تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي لقصة سيدنا نوح في القرآن الكريم، وكتاب «البداية والنهاية» لابن كثير: «قصة نوح عليه السلام»، إضافة إلة بحث موقع «ناشيونال جيوجرافيك» عن «طوفان نوح». «في عصرٍ ساد فيه الفساد والكفر والانحلال بكل أشكاله، كان لابد من شخص لإنقاذ البشرية، فكان نوح، الرجل العراقي الذي كان يعمل نجارًا، ويعد أول نبي يرسله الله لهداية أمة». حسب تفسير الشيخ الشعراوي. اسمه بالكامل: «نوح بن لانك بن متوشلح بن إدريس بن يرب بن مهلائيل بن قينان بن آنوش بن شيث بن آدم». لم يكن لـ نوح سوى هدف واحد، أن يهدي الله على يديه قومه للخير والصلاح، لكن كان لقومه رأي آخر، فما كان منهم إلا السخرية الدائمة اللاذعة على كل محاولاته، والأصعب أن زوجته وابنه لم يؤمنا بدعوته ما أثقل عليه، لكنه قابل كل ذلك بقوة إرادة وعدم يأس، محاولا إقناع البشر برسالته لمدة تقترب من 1000 سنة رغم كل التحديات والصعوبات. كان لابد من وضع حد بعد هذا العمر الذي أفناه نوح في الدعوة، فخاطب الله سيدنا نوح: «أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»، سورة هود، الآية 36. وكانت تلك الآية إشارة واضحة وصريحة أنه قضي الأمر، فلن يجدي المزيد من الدعوة نفعاً، من آمن قد آمن، ثم أمره بأن يبدأ في صناعة السفينة التي استغرقت 120 عاماً. كانت أول سفينة في التاريخ وكانت الفرصة سانحة لقوم نوح ليسخروا منه، فهو يصنع السفينة في مكان لا توجد فيه قطرة ماء واحدة.. كيف؟ كانت الإشارة المنتظرة من الله أن «يفور التنور» أي أن يخرج ماء من شيء أشبه بـ«فرن العيش»، والتي سبقها أمر الله أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين أثنين، وفي الساعة الإلهية المحددة حدث الطوفان، لتغرق الأرض كلها، 40 يوماً متواصلة من الأمطار والسيول التي لا تنقطع، بينما لم يتبق على سطح الأرض سوى سفينة نوح ومن عليها: «من كلٍ زوجين أثنين» ليبدأ الخلق من جديد، حيث ترسو به السفينة، بحسب تفسير الشيخ الشعراوي. بقى الآن السؤال المهم، أين مصر من كل ذلك؟ بدأت القصة من رجل مصري كان يدعي «قليمون» من أتباع سيدنا نوح، لما علم بما سيحدث طلب أن يصحب أهله وأبنائه وتلاميذه في السفينة، فوافق نوح، وفي أثناء الرحلة تزوجت ابنة قليمون من حفيد نوح «بنصر بن حام بن نوح» وأنجبت له ولداً كان بمثابة قرة العين لـ قليمون، فتعلق قلبه به بشدة وأسموه «مصرايم». ابتلعت الأرض مائها وتوقفت السماء عن المطر واستوت السفينة على جبل الجودي في تركيا، وهنا بدأ نوح في تقسيم الأرض بين أبنائه، وطلب قليمون من سيدنا نوح أن يجعل أرض مصر من نصيب حفيده، وأن يصحبه معه لموطنه، فوافق نوح وأسعد قلب قليمون. عاد قليمون ومعه حفيده مصرايم وكان أول ما فعله هو أن أسمى هذه البقعة من الأرض باسم الحفيد، وبنى له عرشًا من الجريد والنخل، ليبدأ أول يوم في تاريخ مصر، ويلقب بعدها مصرايم بـ«أبو المصريين». بمرور الوقت والأيام وباحتكاك الإنسان مع بيئته نتجت الحضارة، وفي مصر كانت البداية، حضارات تاسا ونقادة والبداري، ولكنها لم تكن بقوة الحضارة الفرعونية فلم يظهروا مثلها، كما أن أغلب آثارهم غير موجودة.[للشعراوي] النبي نوح عليه السلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه سلسلة تفسير القران الكريم كاملا للشيخ محمد متولي الشعراوي ارجو منكم اخواني و اخواتي الدعاء لي و لوالدي و جميع المسلمين و المسلمات بالرحمة و الهداية و المغفرة و يمكنكم اختيار و البحث عن اي سورة او حلقة على صفحتي الرئيسية او .بالضغط على.