التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على هامش اجتماعات القمة العربية أمس، عدداً من القادة والزعماء العرب، المشاركين في أعمال القمة. وأشاد الملك سلمان بن عبد العزيز، بزيارته للمملكة الأردنية الهاشمية، وأكد في برقية بعث بها للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد مغادرته عائداً إلى بلاده، أن الزيارة أتاحت فرصة اللقاء به، وبحث سبل توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين الشعبين «الشقيقين»، كما أشاد بالنتائج الإيجابية لهذه القمة «والتي كان لحكمة جلالتكم في إدارة أعمالها الدور البارز في إنجاحها». وشملت لقاءات الملك سلمان في مقر انعقاد القمة، كلا من: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج (كل على حدة). وبحث الملك سلمان مع القادة العرب، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح السعودية وبلدانهم، كما تناولت اللقاءات الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة. وحول لقاء خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كشف وزير الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، أن خادم الحرمين الشريفين وجه الدعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة السعودية في شهر أبريل (نيسان) المقبل للاجتماع معه، وأن الرئيس المصري قبل هذه الدعوة. جاء ذلك في تصريح صحافي للوزير الجبير، عقب لقاء خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس المصري، في مقر انعقاد القمة العربية الحالية في منطقة البحر الميت أمس. وفي سؤال حول فتور العلاقات السعودية المصرية والأسباب التي أدت إلى ذلك، أكد الوزير الجبير أن الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس السيسي أكدا خلال اللقاء عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين في جميع المجالات. ولفت الوزير الجبير إلى أن العلاقة بين البلدين لها جذور عميقة، وهناك روابط أسرية وتجارية وسياسية، إلى جانب العمل المشترك في الدفاع عن الأمة العربية. وشدد الجبير على أن السعودية ومصر متطابقتان في الرؤى في جميع المجالات، سواء في الأزمات التي تواجهها المنطقة، أو الحذر من الخطر الذي تشكله إيران وتدخلها في شؤون الدول العربية وإشعال الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب، عادا هذه السياسة سياسة عدوانية. وقال: «مصر من الدول المؤسسة لدعم الشرعية في اليمن، ومن أول الدول المؤسسة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب». وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري أكدا هذه العلاقة المتينة وأهميتها، ورغبتهما في العمل على تعزيزها إلى أفق أفضل، وقال: «كان الاجتماع مثمرا وبناء ووديا وإيجابيا جدا». وعن مصير الاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لجمهورية مصر وأسباب عدم تنفيذها، أوضح الجبير أن التشاور والتنسيق مستمر حيال تلك الاتفاقيات، وأن العمل عليها قائم، والتواصل بين المسؤولين والمختصين في البلدين فيما يتعلق بكل الاتفاقيات مستمر، والعمل قائم على تطبيقها. وحول تباين موقف المملكة ومصر من الأحداث السورية، قال الجبير: «هناك مبالغة في تفسير أي تباين بين الموقف السعودي والمصري. البلدان يسعيان لإيجاد حل سياسي بموجب (إعلان جنيف1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)»، مؤكدا أن البلدين يساهمان بشكل فعال في مجموعة دعم سوريا، إلى جانب التشاور مع الدول الأخرى من أجل إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة. من جانبه, أشار السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الحكومة المصرية، أن اللقاء تناول مختلف جوانب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها، وأكد الزعيمان «حرصهما على دعم التنسيق المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه البلدين». وشددا على «أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بين البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ». وقال يوسف إن اللقاء شهد كذلك بحث الموضوعات المطروحة على القمة العربية، حيث أعرب الزعيمان عن «تطلعهما لخروج القمة بقرارات عملية ومؤثرة ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية»، وأشارا إلى الحرص على التنسيق المشترك ومع كافة الدول العربية لمتابعة وتنفيذ ما سيتم التوافق عليه من قرارات وآليات للتعامل مع التحديات والأزمات التي تمر بها الدول العربية والمنطقة. وكان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، قد عقد لقاءات ثنائية مع كلٍ من: المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جيسون غرينبلات، والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومبعوث الحكومة الفرنسية جيروم بونافونت، وذلك في أعقاب انتهاء أعمال مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة الذي انعقد في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية أمس الأربعاء، وبحثت اللقاءات العلاقات بين السعودية وتلك البلدان، إضافة لمجمل الأوضاع في المنطقة. من جانب آخر، وصل خادم الحرمين الشريفين إلى الرياض في وقت لاحق من مساء أمس مختتماً زيارة للمملكة الأردنية الهاشمية، وترؤسه وفد بلاده في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثامنة والعشرين، يرافقه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وكان في استقباله بمطار قاعدة الملك سلمان بالقطاع الأوسط، عند سلم الطائرة، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز. وكان الملك سلمان قد غادر الأردن، في وقت سابق من أمس، وودعه بالمطار، الأمير فيصل بن الحسين، ووزير الدولة للشؤون القانونية بشر الخصاونة، والممثل والمبعوث الخاص لملك الأردن الدكتور باسم عوض الله، وعدد من المسؤولين في الأردن. كما كان في وداعه، الأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير السعودية لدى الأردن، والأمير سلطان بن خالد بن فيصل، وكبار المسؤولين في السفارة السعودية في عمّان.