أكد الدكتور محمد حامد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية بكتارا، أن الكتاب الورقي لن ينهزم أمام الوسائل الإلكترونية، وأن جميع الوسائل الحديثة أفادت القراءة والكتابة وزادت من فرص إتاحتها بشكل كبير، مشددا على أهمية استغلال التكنولوجيا الحديثة في زيادة معدلات القراءة في مجتمعنا، لما لها من أهمية كبرى في تحقيق الغاية التي تعني الوصول إلى المعرفة. جاء ذلك خلال محاضرته التي حملت عنوان «تجربتي في القراءة» التي نظمتها بيوت الشباب القطرية بمقرها بمنطقة اللقطة أمس الأول ضمن برنامجها الثقافي، بهدف التأكيد على أهمية القراءة في بناء الخبرات الحياتية وانعكاسها على تفكير الشباب وبناء شخصياتهم. وأضاف الدكتور الأحمري أن القراءة تجدد العقل وتمده بالحصيلة المعرفية واللغوية التي تؤهله لتكوين رأي واضح في مختلف القضايا، فضلا عن أن قراءة الشخص في مجال تخصصه والمجالات المتعلقة به تزيد من قدرات الشخص العقلية والفكرية لتنتج العقلية الناقدة فيما بعد، مع ممارسة وتطوير القراءة بشكل يسمح للقارئ بعقد مقارنات بين مختلف الكتاب في الفن والتخصص الواحد بما ينمي أفكاره وينعكس عليه عمليا وفكريا، مشيراً إلى أهمية القراءة والاطلاع في صقل شخصيات الشباب ومدهم بالمعرفة اللازمة لتنمية قدراتهم. وتابع الكاتب والمفكر الدكتور الأحمري أن القراءة نافذة نحو الحياة والقوة والمعرفة والمتعة والعلاج، وليست وسيلة للركود ولا حبسا للفهم والعقل والسلوك، منوها بأن الكتب تضيف للقارئ أفكارا وتجارب سواء في الزمن الذي نعيشه أو في العصور السابقة، واصفا القراءة بالنشاط العقلي واللغوي وأنها وسيلة للتواصل مع الأفكار والمعارف المختلفة، فضلا عن أنها سبب لإعادة تشكيل الوجود وتكوين بناء معرفي لا حد له، كما أنها تعزز المحبة بين الشعوب. ودعا الدكتور الأحمري خلال المحاضرة الجمهور إلى الاهتمام بالقراءة في مختلف جوانبها سواء الدينية أو العلمية أو الثقافية أو الأدبية أو الفلسفية وغيرها، مشددا على أهمية غرس القراءة في نفوس الأطفال والشباب، مع اهتمام كل متخصص في فنه وتوسيع دائرة قراءته فيه وفي غيره من المجالات والفنون، لأثرها الجيد عليه وعلى عمله ونجاحه في الحياة. كما استعرض الدكتور الأحمري خلال المحاضرة العديد من الوسائل التي تحفز الشباب والكبار والصغار على القراءة والاستمرار فيها، مثل البدء بالكتب البسيطة والقصيرة نسبيا واستغلال أوقات الفراغ في شحذ الهمة بالقراءة، ناصحا القارئ بأن يبدأ القراءة في مجال عمله أو دراسته وما يتعلق بها، ثم ينطلق إلى المجالات الأخرى، محذرا القارئ من الوقوع تحت التأثيرات السلبية لبعض الكتابات التي تثير الفتن أو تؤجج الصراعات أو تبني خيالات لا علاقة لها بالواقع الذي نعيشه، مشيراً خلال محاضرته إلى تراجع المؤشرات في مجال القراءة على المستوى العربي مقارنة بالدول الأجنبية التي يهتم مواطنوها بالقراءة والمداومة عليها، مما كان له أثر على تلك الدول في تحقيق النهضة والتقدم على كافة المستويات.;