في الوقت الذي أكدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في جازان على لسان مدير فرع الهيئة في المنطقة، بأنه يجري العمل حاليا، على مشروع لتشغيل المباني التراثية والأثرية، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، والذي سيحقق لها الحماية من العبث، تعرضت القلعة العثمانية التي تعدّ من أهم المعالم الأثرية المسجلة ضمن الآثار في جزر فرسان، الى الإهمال والتعدي والتخريب بالكتابة على جدرانها من الداخل والخارج، من بعض المراهقين والعابثين غير المبالين بقيمة التراث والمباني الأثرية. انعدام الصيانة انتقد عدد من أهالي فرسان والمهتمين بالآثار، ما قام به هؤلاء العابثون بجدران القلعة العثمانية، خلال الكتابة على جدرانها، إذ حمّل عدد منهم هيئة السياحة والآثار بمنطقة جازان المسؤولية، نتيجة عدم صيانة أسوار القلعة وبوابتها المتهالكتين من سنوات طويلة، مؤكدين لـ«لوطن» أن هيئة السياحة والآثار في المنطقة قامت قبل 4 سنوات تقريبا بترميم القلعة العثمانية، وتجاهلت صيانة أسوارها وأبوابها، مما ساعد في سهولة التعدي عليها من العابثين، مطالبين بحماية الأماكن الأثرية والحفاظ عليها. إهمال وعبث قال أحمد داود زيلعي «أحد المهتمين بالآثار والتراث الوطني بجازان»، إن الآثار القديمة تعد من أهم المعالم التي يحرص كل زائر على زيارتها والتعرف على تاريخها، في كل منطقة من مناطق المملكة، خصوصا عندما يبرز بها الطابع الفني مثل النقوش، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تزاد العبث في بعض تلك المواقع، خصوصا في منطقة جازان. وأضاف «تارة تجد من يقوم برمي المخلفات، وتارة بالكتابة على الجدران، وهو ما حصل حاليا في القلعة العثمانية التي تعد من أبرز الأماكن الأثرية في جزيرة فرسان، والكتابة عليها وتدوين كتابات بعضها خادش للحياء، الأمر الذي يخدش جمال هذه المواقع». لافتا إلى أنه لا بد من توعية وتثقيف الأجيال بأهمية تلك المواقع، وما تحمله من رموز تاريخية وأثرية لا بد من الحفاظ عليها، خصوصا أن البعض ما زال لا يبالي بأهمية تلك المواقع. مخاطبة الجهات المختصة يؤكد المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجازان المهندس رستم مقبول الكبيسي، في تعليقه لـ«الوطن»، على ما حدث من عبث بالقلعة العثمانية، أن ذلك ناتج عن جهل بعض الشباب «خصوصا» بالقيمة التاريخة والوطنية للآثار، مضيفا «قمنا بمخاطبة الجهات المختصة عن ذلك العبث، وجري التعرف على المتسبب وتعمل الهيئة الآن على مشروع لتشغيل المباني التراثية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، والذي سيحقق لها الحماية من العبث».