زار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان مساء أمس الأول بزيارة معرض ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2015 الذي تنظمه الهيئة يمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات. وقد تجول سموه في أجنحة المعرض الذي يضم عددا من مجالس التنمية السياحية في المناطق، والشركات المحلية العاملة في السياحة والسفر، وأجنحة الفنادق، وأجنحة الجهات الحكومية، وجناح الهيئة وأجنحة المراكز التابعة لها. كما التقى سموه مسؤولي الجهات الراعية للملتقى وهي،الخطوط الجوية العربية السعودية، وفندق أنجم مكة "الشريك الاستراتيجي"، وطيران ناس، ومؤسسة البريد السعودي، ومجموعة إيلاف"الراعي الفضي"، وراعي الضيافة الفندقية مجموعة الحكير. كما التقى سموه مديري الهيئة العامة للسياحة والآثار في المناطق، وبعض الحرفيين المشاركين في المعرض بالتعاون مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية"بارع"، والتقى سموه وتحدث مع عدد من زوار المعرض. وفي جناح الهيئة العامة للسياحة والآثار دشن سموه تطبيقات مركز المعلومات والأبحاث السياحية "ماس"الملائمة للأجهزة الذكية، كما شاهد عرضاً حول بيت نصيف في جدة بواسطة تقنية 3d، ورافق سموه خلال الجولة د.وليد الحميدي نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للمناطق، وحمد آل الشيخ نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للتسويق والبرامج المكلف مدير الملتقى وعدد من المسؤولين بالهيئة. ومن جهة ثانية كشف متخصون في المتاحف الخاصة في السعودية،أن واردات القطاع التراثي تشكل ما يقارب 20 % من إجمالي الواردات السياحية، مؤكدين أن يحقق هذا القطاع ما يقارب ال 4000 فرصة عمل في المملكة خلال المرحلة المقبلة. وسلط نخبة من المتحفيين والمتخصصين بالعمل السياحي التراثي، الضوء على واقع هذا القطاع وعلى جملة من التطورات والتحديات والمعوقات التي تعيق تطور العمل المتحفي في المملكة، وذلك خلال جلسة من جلسات المؤتمر المصاحب لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2015، بفندق الانتركونتننتال في الرياض، بعنوان "الاستثمار في المتاحف الخاصة – تجارب استثمارية ناجحة"،حيث أدارها محمد بن أحمد بن معتق صاحب متحف بن معتق الأثري، وتم عرض مادة فيلمية عن تجارب المتحفيين المشاركين فيها. فيما وصف المتحدث الدكتور نواف بن ذويبان الراشد، صاحب متحف نواف الراشد، المتاحف بكنوز الأوطان،لا سيما وأنها حسب تعريف الموسوعة العربية منشأة علمية ثقافية هدفها عرض التراث الانساني، مشيرا إلى الحراك المتحفي غير المسبوق الذي تشهده المملكة اليوم، تتنوع ما بين المتاحف الحكومية المتكاملة التي يزيد عددها عن ستين متحفاً، والمتاحف الخاصة التي تخطت ال 200 متحف،وخصص الراشد جزءاً من حديثه للتذكير بأهمية أن يكون هناك دخل ومردود ثابت للمتحف لضمان استمراريته، طارحاً عدداً من الحلول الممكنة لتحقيق ذلك، كوضع رسوم دخول للأفراد والمجموعات، وضع ركن مبيعات للمجسمات وقطع النسيج والآثار، تضمين موقع المتحف لقاعات تؤجر للمحاضرات والمناسبات والفعاليات والقيام بعروض متنقلة مقابل رسوم مادية. وناشد الراشد الجهات الحكومية والخاصة المعنية تقديم التسهيلات لأصحاب المتاحف لا سيما في ما يتعلق بالتراخيص والأنظمة والاعتبارات البيئية والقانونية والفرص الاعلامية بالإضافة إلى الدعم المادي والتمويل وتخصيص الزيارات السياحية إلى المتاحف. أما الباحث الأردني غسان طنش، مدير مديرية الهيئات والمهرجانات الثقافية في وزارة الثقافة الأردنية، والذي حضر خصيصاً للمشاركة إلى المملكة للمشاركة في الجلسة، فأشار إلى أهمية اسقاط العنصر الثقافي على البرامج السياحية،كما هو الحال بالنسبة لمهرجان جرش في الأردن،والذي يدخل ضمن خطة وزارة الثقافة الأردنية للحفاظ على الموروث الثقافي الإنساني واعطاءه الأولوية. وذكر طنش بإحصائية تقول بأن حجم واردات الصناعات التراثية والهدايا في السعودية عام 2010 قدر ب 400 مليون دولار،موصياً بضرورة تأمين الدعم القانوني والمادي والاعلامي والتدريبي والتنظيمي لمنشآت هذا القطاع لمنع استنزافها وتلاشي دورها. من جهته قسم لؤي سعيد عبد الهادي، رئيس الرابطة الأردنية للحرف والفنون الشعبية مسارات العملية النهضوية للتراث إلى أربعة تضم،الإحياء، النهضة، التطوير والاستقرار، مشيراً إلى الارتباط الوثيق للتراث بكافة القطاعات الحياتية من سياحة وثقافة وتنمية اجتماعية واقتصادية وغيرها. وآخر المتحدثين كان أنس أحمد سندي، صاحب متحف قصر شبرا الاقليمي،المدير المكلف بمكتب آثار الطائف،حيث تمحورت مداخلته حول نصيحة رئيسية وجهها لأصحاب المتاحف ومقتضاها"لا تكونوا اتكاليين، بمعنى ألا تنتظروا من ينظم أو يموا أو يسوق لكم متحفكم." وفسر سندي فكرته بأن الانتظار وطلب المساعدة لا يمكن أن يحقق النتيجة التي يحققها السعي الخاص والدؤوب من قبل صاحب المتحف نفسه للحفاظ على متحفه وتطويره، ملقياً الضوء على تجارب في جمع المقتنيات تحولت بعدها إلى متاحف شهيرة وناجحة بفعل جهود أصحابها وعزمهم وتمسكهم بالنجاح. واختتمت الجلسة بمداخلة لمدير عام المتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عوض الزهراني تحدث فيها عن نشأة المتاحف مع الأشوريين والفراعنة وتطورها والتخصصات التي نشأت عنها. برنامج استطلاع التجارب العالمية واقيمت أمس الأربعاء جلسة بعنوان "الدروس المستفادة من برنامج استطلاع التجارب العالمية في مجالات السياحة والتراث الثقافي"،وأدارها المهندس محمد النشمي مدير عام التخطيط في الهيئة العامة للسياحة والآثار،واصفاً الرحلات الاستطلاعية التي أقرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بمسار أعمال يهدف لاقتباس الأفكار والتجارب وتطبيقها على أرض الواقع بأفضل شكل ممكن. وشارك في الجلسة كل من الدكتور أحمد الخازم،رئيس مجلس جمعية النحالين في منطقة الباحة من جامعة الملك سعود، والمهندس عادل الوكيل أخصائي تطوير مواقع سياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار، والدكتور مشاري النعيم المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار. وتحدث الدكتور الخازم عن التجربة البريطانية في إقامة الفعاليات والتي تعرف عليها مع فريقه من خلال زيارة لمهرجان العسل الوطني في بريطانيا، هدفت إلى الاطلاع على تقنيات ومعايير التنظيم، الامكانيات، كيفية جلب الرعاة،برامج التنظيم والتسويق والادارة والتنفيذ، التكامل مع المؤسسات والجمعيات المتخصصة في المجال. وختم مداخلته بتوصيات خرج بها الفريق لتطوير مهرجان العسل في منطقة الباحة كوضع خطة مفصلة تتضمن آليات العمل والتنفيذ والتطوير، تأسيس الشراكات المستدامة، تطوير الهيكل الاداري المتكامل لادارة المهرجان، تطوير الأداء، التطوع، اضافة الفعاليات واستقطاب الخبرات واصحاب التجارب العالمية. وتحدث الوكيل عن التجربة النمساوية في تطوير الوجهات السياحية البيئية وتحويلها الى فنادق تراثية وكيفية بناء الوعي المجتمعي والمؤسساتي نحو السياحة والتراث الوطني. وعدد أهداف الزيارة التي تمثلت بالاطلاع على تجربة النمسا بالمحافظة على المواقع الأثرية، الاطلاع على كيفية توظيف القلاع والمباني القديمة في خدمة السياحة وتحويلها الى فنادق تراثية. وقد أنتجت الرحلة العديد من الدروس المستفادة،فقد تعرف الفريق على عدة نماذج من الفنادق التراثية التي تستقطب الزوار من حول العالم، كما تمكن من التعرف على أشكال التمويل والتعاون بين الجهات، والاستنتاج أن يكون الدافع شخصيا ووطنيا في الحفاظ على المواقع التراثية وتطويرها وليس الجدوى الاقتصادية، والاهتمام بتعريف المستثمرين في المملكة على أهمية الاستثمار في هذا المجال، والاستفادة من الانظمة النمساوية في المحافظة على المواقع في نطاق المعايير الفنية والهندسية والسعي لاعتماد معايير ومواصفات عالية الدقة في تطوير المواقع. من جهته تناول النعيم،التجارب والرحلات الاستطلاعية في مجال التراث العمراني، منطلقاً من نتائج تلك التجارب وهي حصيلة ما يقارب العشر سنوات، وتحدث عن عدد من النتائج، تمثلت بموازنات كبيرة رصدتها وزارة الشؤون البلدية والقروية لتطوير وتنمية التراث العمراني، استحداث الادارات ومراكز للتراث العمراني وتحولات في مسارات التطور التنظيمي والدعم والمحفزات الاجتماعية. وأوصى بضرورة اعتزاز المناطق بصناعاتها وتواجد التنافس البناء والمثمر، وأشار إلى أهمية وجود المؤسسات العامة والرسمية في مواقع ومباني التراث العمراني.